الحراك الشعبي في السويداء

المحافظة تتصف بأنها زراعية في اقتصادها الأول. وقد تبعت ذلك في ظل سياسات البعث والنظام المتعاقبة، التي رتبت الأوضاع بما يخدم مصالح النظام المستبد في النهاية.

في منتصف شهر آب من العام الفائت، انطلق الحراك الشعبي في مدينة السويداء مُعلناً عن بداية منعطف جديد في مواقف أهالي المدينة حيال الشأن العام في سوريا,

من الخطأ أن نسجل للسويداء دخولها معترك الصراع ضد السلطة مؤخراً. وللمتقصي الجاد، هناك حقائق لا يمكن إنكارها مهما حاولت السلطة أو غيرها من تشويش وتشويه وخلط..

انتظرت السويداء طويلاً الرد على مطالب الشعب السوري في ساحتها. حاورت، نعم حاورت، وفتحت كل الأبواب والنوافذ، ودعت إلى أن يكون أبناء سوريا بتعدديتهم الإثنية.

بعد أن فشلت محاولات النظام باحتواء حراك السويداء والمراهنة على تشظيه وانقسامه وعلى تعب المحتجين، بعد مضي أكثر من 310 أيام على الاحتجاجات اليومية في ساحة الكرامة

يحاول بعض السوريين التقليل من شأن حراك السويداء، ويوردون عدة حُجج ليبرهنوا على صحّة موقفهم: منها أنهم تأخروا ثلاث عشرة سنة فقط.

في مسيرة الثورة السورية يبدو يوم 17 آب 2023 يوماً فريداً من نوعه في تاريخ الجنوب السوري، فهو بداية انطلاق حراك السويداء الذي قارب على أشهره الثمانية، دون انقطاع