أشار اتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب أدوغان قبل أيام من بدء تسليم روسيا لتركيا صواريخ إس 400، إلى حدوث انفراجة قربية بين البلدين بعد أشهر من التوتر المتصاعد.
وبحث أردوغان وترمب أمس الأربعاء، وفق الرئاسة التركية، مقترحاً تركياً لتشكيل فريق عمل مشترك بخصوص إس -400، التي من المقرر تسليمها في تموز القادم أو قبله، بحسب تصريحات تركية – روسية.
ولفتت الرئاسة التركية إلى ترحيب الرئيس التركي، خلال حديثة مع ترمب، بإلغاء الرسوم الإضافية الأمريكية على قطاع الحديد والصلب التركي، مؤكدًا أن ذلك القرار من شأنه أن يسهم في تحقيق هدف التجارة الثنائية البالغ 75 مليار دولار. كما اتفق الرئيسان على عقد لقاء بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في اليابان أواخر حزيران المقبل.
الاتصال جاء بعد ساعات من مباحثات هاتفية دارت بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ونظيره الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، قال الجانبان إنها تناولت قضايا أمنية دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي نفس اليوم أفرجت تركيا عن العالم الأمريكي في وكالة (ناسا) سركان جولج، الذي أدين هذا العام بالانتماء لمنظمة إرهابية مسلحة وحكم عليه بالسجن سبع سنوات وستة أشهر.
تحسن سعر الليرة
وإثر التطورات الأخيرة قفزت الليرة التركية أكثر 1.5 بالمئة اليوم الخميس وبلغت 5.87 ليرة للدولار في الساعة 14:30 بتوقيت إسطنبول، مقارنة مع مستوى إغلاق أمس الأربعاء البالغ 6.01.
ووصل التصعيد بين بلدين ذروته في الأشهر الأخيرة بسبب الخلاف على عدة ملفات أهمها صفقة إس 400، وطائرات إف 35، فضلاً عن دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية في سوريا.
وقال أردوغان، في 20 أيار الجاري إن تركيا لن تتراجع عن صفقة الصواريخ الروسية، وتابع "من المقرر أن نتسلم المنظومة في تموز، لكن على ما يبدو أن الجانب الروسي سيسلم المنظومة قبل ذلك الموعد".
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس، إنه سيتم التسليم في وقت أبكر من المواعيد النهائية التي تم التخطيط لها في الأصل، "بناء على طلب الجانب التركي".
احتمال تأجيل إس 400
الانفراجة التركية الأميركية بدأت بوادرها بالظهور مع تصريح أكار لمحطة خبر ترك التلفزيونية الإثنين الماضي، قال فيه إن تسليم إس-400 ربما لن يتم في حزيران. مؤكداً ما نقلته وكالة رويترز عن مصدر (لم تسمه) أن واشنطن طلبت من أنقرة تأجيل تسلم المنظومة، وأن الأخيرة تدرس الطلب.
واقترحت تركيا أن يشكل البلدان مجموعة عمل مهمتها تقييم تأثير منظومة إس-400 على مقاتلات إف-35، لكن واشنطن اشترطت تأجيل الصفقة ليتم بحث تشكيل اللجنة.
وفي محاولة لإقناع تركيا بالتخلي عن الصواريخ الروسية، عرضت الولايات المتحدة بيع أنظمة باتريوت التي قال أكار إن أنقرة تقيمها. وأوضح أن مسؤولين أتراكاً وأمريكيين يبحثون السعر ونقل التكنولوجيا وقضايا الإنتاج المشترك بخصوص أحدث عرض قدَّمه المسؤولون الأمريكيون في أواخر آذار.
ويتزامن ما سبق مع مواجهة غير مباشرة بين أنقرة وموسكو في محافظة إدلب وحماة، حيث تحاول قوات النظام بدعم من الطائرات الروسية التقدم في المنطقة، في خرق لاتفاق سوتشي الذي باتَ بحكم الميت، بعد سلسلة مجازر خلَّفها قصف روسيا والنظام.
كما أنه يأتي في سياق تقدم كبير في المفاوضات الأميركية التركية حول المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا، حيث قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي وسوريا جيمس جيفري مطلع الشهر الجاري، "حققنا كثيراً من التقدم (شرق الفرات) ونريد تحقيق المزيد. ونريد المضي سريعاً إلى اتفاق نهائي".