icon
التغطية الحية

"أمن المقاتل" تقنية توقف نزيف فصائل المعارضة.. فهل ستبصر النور؟

2021.01.13 | 06:41 دمشق

l34f3wzn2jc5jn5qfbwqs523eu.jpg
إدلب - فائز الدغيم
+A
حجم الخط
-A

ما إن انتهت الحملة العسكرية لنظام الأسد وحلفائه على إدلب وتم توقيع إنفاق الخامس من آذار بين الرئيس التركي ونظيره الروسي، حتى بدأت فصائل المعارضة بإعادة ترتيب صفوفها، ولم يكن يمر أسبوع واحد دون قيام أحد الفصائل بتخريج دفعة جديدة من المقاتلين من معسكراته، وعادت الفصائل العسكرية في إدلب لتطلق صيحات الوعيد لجنود الأسد وحلفاؤه، معلنة انتظارها بدء جولة جديدة من جولات القتال حتى تستعيد المناطق التي خسرتها خلال الحملة السابقة، إلا أن حادثة مقتل 11 مقاتلاً من فصيل جيش النصر التابع للجيش الوطني خلال محاولة تسلل للقوات الروسية في سهل الغاب غربي حماة، شكلت صدمة كبيرة في الشارع الثوري في مناطق سيطرة المعارضة، وبدأت تطرح التساؤلات عن مدى فاعلية تلك المعسكرات التي أقامتها الفصائل، ومدى جاهزية المعارضة لخوض جولة جديدة من جولات القتال ضد نظام الأسد وروسيا، فضلاً عن تساؤل كبير حول قدرة فصائل المعارضة على استعادة المناطق التي خسرتها مسبقاً.

متابعون للوضع العسكري والميداني في إدلب انتقدوا ترهل التكيكات العسكرية لدى الفصائل وعدم مواكبتها لمتغيرات المعركة ومدى تقدم عدوهم الروسي عسكرياً وتقنياً، وتحدث أحد القادة الميدانيين في الجيش الوطني عن اتباعهم لذات التكتيكات القتالية التي كانوا يتبعونها قبل خمس سنوات وهو ما يؤكد كلام المنتقدين.

تحدث موقع تلفزيون سوريا إلى عدد من القادة الميدانيين في فصائل المعارضة وسألهم عن الأسباب التي تدفعهم لاتباع تكتيكات عسكرية باتت مكشوفة لدى قوات النظام وروسيا، وتمحورت الإجابات حول سببين رئيسيين أولهما بقاء القادة العسكريون ذاتهم الذين تعتمد عليهم الفصائل منذ عدة سنوات، وثانيهما ضعف الإمكانيات المادية التي تساعد الفصائل على تطوير نفسها عسكرياً واتباع أساليب جديدة في القتال وحماية مواقعها.

هل فصائل المعارضة تعاني من ضعف الإمكانيات المادية فعلاً؟

سؤال طرحه موقع تلفزيون سوريا على مختلف شرائح المجتمع في الشمال السوري وحصل على إجابة واحدة تفيد بالنفي

وأكد عدد من الناشطين والقادة العسكريين أن مصادر تمويل الفصائل العسكرية كافية وكبيرة، فهنالك فصائل تتحكم بالمعابر الحدودية إن كانت مع تركيا أو نظام الأسد أو قسد ومن الفصائل من يجني الأموال من التهريب ومنها من دخل سوق التجارة ليحظى بمصدر تمويل متجدد وغالباً لا تضطر تلك الفصائل لاستخدام تلك الأموال لكونها تتلقى دعماً مالياً من تركيا.

من جانبه انتقد "حسين" وهو مقاتل سابق في صفوف الفصائل العسكرية تلك الفصائل وحديثها عن ضعف الإمكانيات المادية قائلاً: منذ سنوات ونحن لا نسمع منهم إلا عبارات "ما في دعم.. الإمكانيات قليلة والكتلة المالية صغيرة"، ولا يقومون بتقديم أي أنواع الدعم المقاتلين بينما تجد مقرات القيادة مفروشة بأفخر أنواع المفروشات وسيارات القادة من أحدث الطرازات وكلفة ولائمهم التي يقيمونها قادرة على تحصين محور رباط كامل. وأضاف حسين واصفاً قادة الفصائل العسكرية بأنهم "غير مهتمين بحماية المناطق المحررة أو تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد".

تقنية أمن المقاتل لحماية مواقع الفصائل

عضو فريق الهندسة والتصنع سابقاً في صقور الشام "أنس الطه" تحدث لتلفزيون سوريا عن تقديمه خطة تحمي مواقع الفصائل وخطوط الرباط بتقنيات فائقة الدقة وبسعر كلفة المواد المستخدمة في هذه التقنية فقط، إلا أن الفصائل التي قام بعرض تقنيته عليها تذرعت بضعف الإمكانيات المادية.

يقول " الطه" في حديثه لموقع تلفزيون سوريا: من خلال عملي السابق في مجال الهندسة والتصنيع لدى الفصائل العسكرية وتعمقي في الدراسات قمت بتصميم تقنية متطورة يمكنها حماية خطوط الرباط من عمليات التسلل وتوجهت بها إلى عدة فصائل وعرضت عليهم أن يطبقوها وأوضحت لهم بأنني لا أريد منهم شيئاً لقاء ذلك، لكن جميع الفصائل التي قمت بتقديم هذه التقنية عليها بهدف حماية عناصرها تذرعت بضعف التمويل.

وعند سؤال أنس عن ماهية تقنية أمن المقاتل أفاد بأنها عبارة عن أجهزة لا يود الإفصاح عن ماهيتها، توضع أمام خطوط النار بشكل متقابل على مسافة 300 متر أو أقل، حيث يقوم الجهازان المتقابلان بإصدار شعاعين غير مرئيين لا بالعين ولا بواسطة المناظير الليلية الحرارية، وتعمل الأجهزة بطاقة كهربائية تقل عن أمبير واحد ويتم توفير تلك الطاقة عبر بطاريات 12 فولط يتم إعادة شحنها مجدداً خلال عدة أشهر.

واستطرد الطه موضحاً بأن هذه التقنية لا تعمل على الترددات والذبذبات فهي محمية بشكل كامل من التشويش الذي لطالما عطل أجهزة التواصل لدى فصائل المعارضة.

وحول الكلفة المادية أفاد الطه بأن كلفة تغطية كل كيلومتر واحد من خطوط الرباط تبلغ 300 دولار أميركي فقط. وهو ما اعتبرته الفصائل العسكرية مبلغاً مرتفعاً، لكن الطه أوضح بأن الفصائل لا تحتاج لتغطية كل شبر من خطوط الرباط مع قوات النظام، بل تحتاج لهذه التقنية في مناطق معينة تمتاز بالخطورة وإمكانية حدوث محاولات تسلل منها.

وحول إمكانية تعرض الجهاز للتضليل عند مرور حيوان ما، أوضح أنس بأن الشعاع العلوي يرتفع عن السفلي مسافة 40 سنتيميتر. بينما يمكنه هو تحديد موضع تموضع الشعاع السفلي والذي قال بأن أفضل ارتفاع له هو نصف متر، وأردف أنه لا يوجد حيوان يبلغ ارتفاعه أكثر من 90 سنتيميتراً، ومن ميزات هذه التقنية بأنها لا تصدر التنبيه إلا إذا عبر جسم ما كلا الشعاعين معاً أي يتوجب عبور شخص راجل حتى تقوم الأطعمة بإصدار التنبيه.

وعن أنواع التنبيهات التي تعطيها هذه الأجهزة فتحدث أنس لموقع تلفزيون سوريا عن أربعة من التنبيهات أولها تنبيه ضوئي، حيث تشتعل أجهزة إنارة تكون موجهة باتجاه المنطقة المحمية بالأجهزة فور عبور أي شخص للأشعة، وثانيها تنبيه صوتي على شكل صفارات إنذار يمكن وضعها في خط الرباط أو في غرف العمليات القريبة، وثالث التنبيهات هو رسائل تحذير تصل للقادة العسكريون في غرف العمليات على هواتفهم عبر تطبيق خاص قام ببرمجته وربطه بأجهزة الحماية، مما يتيح للقادة العسكريين معرفة حدوث أي تحرك أمام نقاط الرباط وتنبيه المرابطين مسبقاً، والتحقق من ماهية التحرك أمامهم، ورابع تلك التنبيهات هو ربطها بحقول ألغام بشكل مباشر، يمكنها الانفجار فور عبور الأشعة ومن دون الحاجة للدعس فوق الألغام.

وقام صاحب التقنية بعرض تجارب حية لتقنيته على موقع تلفزيون سوريا وزوده بمقاطع فيديو الظهر نجاح التجارب عليها، إلا أن قادة عسكريين فضلوا عدم نشر التجارب على الإنترنت حرصاً على سرية التقنية.

ويبقى السؤال الأهم، هل ستوفر فصائل المعارضة الإمكانيات المادية لتطبيق هذه التقنية التي تحمي مقاتليها وخطوط رباطها؟ أم أن ذريعة ضعف الإمكانيات المادية ستتسبب بخسارتها مزيد من المقاتلين على خطوط الرباط عبر محاولات التسلل الروسية المستمرة على خطوط التماس؟