تشهد حالات الإصابة بمرض الكوليرا انتشاراً متسارعاً، بالتوازي مع ارتفاع عدد الوفيات الذي وصل إلى 78 حالة وفاة في مختلف المحافظات السورية، في ظل ضعف البنى التحتية الصحية وغياب الحلول المناسبة للقضاء على الجائحة.
وبلغ عدد الإصابات المشتبه فيها، بحسب إحصائية وحدة تنسيق الدعم "ACU"، في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في شمالي وشمال شرقي سوريا 21 ألفاً و483 حالة، وعدد الحالات المؤكدة 365 حالة، في حين بلغ عدد الوفيات 34 حالة وفاة، وذلك حتى تاريخ الـ26 من تشرين الأول الجاري، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
بدورها، أعلنت "وزارة الصحة" التابعة لحكومة النظام السوري أن عدد الإصابات المؤكدة بلغ 942 حالة، في حين بلغ عدد الوفيات 44 وذلك حتى الـ22 من تشرين الأول الجاري.
ونقلت الوكالة عن مدير برنامج اللقاح بوحدة تنسيق الدعم محمد سالم، أن المرض انتشر في جميع محافظات سوريا، ولم يعد هناك منطقة خالية منها.
ولفت سالم إلى أنه من المتوقع مع قرب موسم هطول الأمطار أن تزداد عدد الإصابات بشكل كبير بسبب فيضان المياه في مجاري الصرف الصحي الذي ينجم عن الأمطار، وارتفاع احتمال تسربها إلى مياه الشرب، وسيبقى الأمر كذلك حتى يحل البرد الشديد.
استجابة ضعيفة لمواجهة الكوليرا في سوريا
وأكد أن الاستجابة حتى الآن ضعيفة وليست على مستوى الوباء وخطورته، ويجب تسريع وتيرة الاستجابة ومساعدة الناس الأفقر والمحرومين غير القادرين على الوصول للخدمات الصحية.
وأشار سالم إلى خطورة الأمر، مشدداً على ضرورة تحمّل الجهات الدولية مسؤولياتها لحماية أرواح السوريين، كما أن هذا المرض لن يبقى محصوراً في سوريا وقد ينتقل إلى دول الجوار.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت قبل أيام من أن الكوليرا يتفشى بشكل سريع في جميع أرجاء سوريا، مطالبة بـ34.4 مليون دولار لخطة استجابة مدتها 3 أشهر.
انتشار الكوليرا بلبنان
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت في الـ19 من الشهر الجاري، عن وجود "انتشار واسع للكوليرا في لبنان، وخاصة لدى اللاجئين السوريين".
وفي الـ6 من تشرين الأول الجاري، أعلنت الوزارة عن تسجيل أول إصابة بالكوليرا في البلاد منذ عام 1993، وذلك في محافظة عكار شمالي البلاد.