أعلنت منظمة "اليونيسيف" في سوريا عن توسيع نطاق الاستجابة لانتشار مرض الكوليرا، بعد أن قدمت إمدادات للصحة والمياه والنظافة والصرف الصحي المنقذ للحياة، في وقت سابق هذا الأسبوع، في إطار تكثيف الجهود الرامية إلى وقف تفشي المرض.
وقال ممثل اليونيسيف في سوريا، فيكتور نيلوند، "إن فرقنا تعمل بلا كلل مع الشركاء لتوسيع نطاق الاستجابة".
وأضاف المسؤول الأممي أن جهود المنظمة "تركز على تجديد مخزون مستلزمات الصحة والمياه والنظافة والصرف الصحي المنقذة للحياة وتوزيعها، وتوفير الوصول إلى المياه المأمونة والنظيفة، وإشراك المجتمعات وتبادل المعلومات لزيادة الوعي حول كيفية الحفاظ على سلامة الأطفال وأسرهم".
وفي بيان لها، قالت "اليونيسيف" إن الإمدادات إلى سوريا هذا الأسبوع شملت مجموعات أدوات الإسهال المائي الحاد لدعم المرافق الصحية والمجتمعات في علاج 36 ألف حالة إصابة بالإسهال المائي الحاد، وأقراص تنقية المياه لمساعدة 350 ألف شخص على معالجة المياه لتلبية احتياجات المنازل.
حالات في جميع المحافظات السورية
ووفقاً للوكالة الأممية، تجاوزت حالات الإسهال المائي الحاد المبلغ عنها الآن 20 ألف حالة، وتم اكتشاف حالات في جميع المحافظات السورية، محذرة من أن "انتشار المرض، يهدد أيضاً صحة الأطفال ورفاههم".
ومنذ الإعلان عن تفشي الكوليرا في سوريا، في 10 أيلول الماضي، وزعت "اليونيسيف" 60 مجموعة من أدوات علاج الإسهال المائي الحاد في المحافظات الأكثر تضرراً لدعم العلاج في المرافق الصحية وعلى مستوى المجتمع المحلي.
وخلال الأسبوعين الماضيين، تم توزيع 408 أطنان من "هيبوكلوريت الصوديوم" لزيادة جرعات "الكلور" وتركيزه لمنع المرض والحد من انتشاره، خاصة في المجتمعات الهشة والضعيفة للغاية، مما يتيح لعشرة ملايين شخص في جميع أرجاء البلاد الحصول على مياه آمنة ونظيفة، وفق بيان المنظمة الأممية.
الكوليرا يهدد الصحة العامة في سوريا
وسبق أن أعربت منتديات المنظمات غير الحكومية، التي تمثل 150 منظمة إنسانية دولية، عن بالغ قلقها إزاء التفشي السريع للكوليرا في سوريا، مؤكدة على أنه "يهدد حياة الملايين من الناس الذين عاشوا في ظل معاناة كبيرة طوال فترة امتدت لأكثر من عقد من الزمان، بسبب النزاع وانتشار الفقر والجوع".
ودعت المنظمات الدولية لاتخاذ إجراء عاجل لتوسيع نطاق الاستجابة وتجنب وقوع المزيد من الوفيات.
الكوليرا في سوريا
وتشهد سوريا، منذ أيلول الماضي، تفشياً للكوليرا في عدة محافظات، للمرة الأولى منذ عام 2009، ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي.
وتقول منظمة الأمم المتحدة، إن مرض الكوليرا تفشى في معظم أرجاء سوريا، إذ أصاب 13 محافظة من أصل 14 محافظة في البلاد، مضيفة أن قدرات الاختبار المحدودة، والنظام الصحي المختل إلى حد كبير يصعّب عملية التأكد من عدد الحالات إذ يقدر بأنه أعلى بكثير من الإحصائيات المعلن عنها.
والأربعاء الماضي، كشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن عدد حالات الوفاة بمرض الكوليرا في سوريا وصل إلى 68 حالة، مشيراً إلى أن الأرقام في ازدياد.