icon
التغطية الحية

"تدريب نوعي ومنصة تنسيق".. القطاع الطبي في إدلب يسابق خطر الكوليرا

2022.10.21 | 03:40 دمشق

تدريب الكوليرا في سوريا
تأتي الخطوة لتنسيق الأدوار المختلفة للمؤسسات الإنسانية والطبية في المنطقة لمواجهة "الكوليرا" - تلفزيون سوريا
إدلب ـ عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

تداعت منظمات إنسانية وأخرى طبية في محافظة إدلب، إلى تأسيس أول منصة محلية، عرفت باسم "مجموعة التنسيق من أجل الكوليرا" لمداهمة خطر تمدد الفاشية، في منطقة شمالي غربي سوريا، مع تراجع المنح الدوليّ الموجّه للقطاع الطبي.

وتأتي الخطوة لتنسيق الأدوار المختلفة للمؤسسات الإنسانية والطبية في المنطقة لمواجهة "الكوليرا"، تزامناً مع إطلاق تدريب نوعي متخصص بـ"الكوليرا"، من المنظمة "الطبية الأمريكية ـ السورية - سامز"، هو الأول من نوعه لعدد واسع من الكوادر الطبية.

وترتفع أعداد الإصابات والحالات المشتبه بإصابتها بـ"الكوليرا" في منطقة شمالي غربي سوريا، بعد مرور نحو شهر على ظهور أول إصابة مثبتة، ما ينذر بكارثة صحية في المنطقة، التي تعاني من تراجع كبير في البنى التحتية وتحديداً قطاعي المياه والصرف الصحي.

ووصلت أعداد الإصابات المثبتة، بحسب "شبكة الإنذار المبكر"، لـ 147 إصابة، وأكثر من 1600 حالة مشتبه بها، في حين سجلت المنطقة وفاتين اثنتين فقط بـ"فاشية الكوليرا"، حتى 19 تشرين الأول الجاري.

أول تدريب من نوعه

بشير تاج الدين، وهو طبيب أمراض داخلية ومدير البرامج في منظمة "سامز"، يوضح في حديثٍ لموقع "تلفزيون سوريا"، أنّ "التدريب هو الأول من نوعه، خلال مواجهة "الكوليرا" في المنطقة، ويهدف إلى تدريب مدربين من الكوادر الطبية لمواجهة فاشية الكوليرا في منطقة شمالي غربي سوريا".

واستمر التدريب لمدة ثلاثة أيام، في مستشفى إدلب المركزي، واستهدف نحو 39 متدرباً من مختلف المنشآت الطبية العاملة في المنطقة، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالميّة، بحسب "تاج الدين".

ويضيف أنّ "التدريب يهدف إلى إعداد مدربين قادرين على تدريب كوادر طبية أخرى من زملائهم العاملين في المنشآت الصحيّة، على اعتبار أنّ القطاع الصحي بحاجة إلى كوادر مدرّبة لمواجهة الكوليرا مع تزايد أعداد الإصابات والحالات".

ما مضمون التدريب؟

يقول الطبيب "بشير" الذي يشرف على التدريب، إنّ "الكوادر الطبية في السياق السوري تتعامل للمرة الأولى مع فاشية "الكوليرا"، ومن هنا تأتي أهمية التدريب".

وتركّزت محاور التدريب، وفقاً لمدير البرامج، على "الطرق والبروتوكولات العالمية للتعامل مع فاشية "الكوليرا" وعلاجها، وخصائصها الوبائية وطرق انتقالها، إلى جانب طريقة تنظيم المراكز الصحية المخصصة لمواجهة "الكوليرا".

ويشرح أنّ "التدريب ركز على تدبير الحالات الحرجة من الكوليرا، ويأتي في سياق التجهّز لمواجهة الفاشية".

ويلفت "تاج الدين"، في ختام حديثه، إلى "أهمية المسؤولية المجتمعية لمواجهة الفاشية، من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية من قبيل استخدام الماء النظيف للشرب، وغسيل الخضر، وطهي الطعام بشكل جيد وغيرها من الإجراءات".

ليس لدينا خبرة سابقة

خالد الحجي، وهو المشرف الطبي للمستشفيات التابعة لـ"سامز"، وأحد المتدرّبين، يجد أنّ "أكبر تحد يواجه الكوادر الطبية في المنطقة، أنهم يعاصرون الفاشية للمرة الأولى خلال عملهم في المجال الطبي، دون وجود خبرات وأفكار سابقة في هذا المجال".

ويضيف "الحجي"، في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "التدريب مكّنهم من عدد من مهارات التعامل مع مريض الكوليرا وعلاجه، وطريقة عزله وفرز المرضى حسب تصنيفاتهم ودرجة الخطورة لديهم، إلى جانب كيفية الوقاية".

مركز علاجي واحد

يكشف مدير صحة إدلب، الطبيب زهير القراط، في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "محافظة إدلب، ما زالت تفتقد لمركز يعالج حالات الكوليرا الشديدة المعروفة بـ(CTC)، بينما يتوفر مركز علاجي أولي وحيد، المعروف بـ(CTU)، للحالات الخفيفة والمتوسطة، في قرية "الدريّة" قرب مدينة دركوش".

ويشير مدير الصحّة، إلى أنّ "6 مراكز علاجية أولية للكوليرا في طور التجهيز، تتوزع في مناطق سرمدا والدانا وسلقين ومناطق أخرى".

وتعمل مديرية الصحة والمؤسسات الإنسانية الصحيّة، على تكثيف التواصل مع منظمة الصحة العالمية وباقي المنظمات الدولية في "كلاستر الصحّة" في مدينة غازي عنتاب التركية، بحسب "القراط"، لتقدير احتياجات المنطقة من المستشفيات والمراكز الصحية لمواجهة "الكوليرا".

ويشير مدير الصحّة، إلى أنّ "المنح الدولي للقطاع الطبي في المنطقة تراجع بشكل لافت بسبب أوكرانيا، ونقل مشاريع المانحين إلى هناك".

ألبوم صور@@@@@@@@@@@@

الأعداد تتزايد

يجد أحمد حميدة، وهو طبيب "داخلية" مقيم، في مركز "الدريّة" الوحيد المتخصص باستقبال حالات "الكوليرا"، أنّ حالات الإصابة في تزايد ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، وخاصةً في مخيمات النازحين العشوائية، حيث تغيب مصادر المياه النظيفة، وتصريف الصرف الصحي".

ويحكي "حميدة" عن تجربته في المركز التخصصي لـ"الكوليرا"، لموقع تلفزيون سوريا: "نتعامل مع المرضى حسب أعمارهم وحالتهم الصحية، ووفقاً للإمكانيات الموجودة في مراكز العزل، حيث يتمّ تصنيف المرضى إلى ثلاث فئات، ليتم التعامل مع كل فئة على حدة".

يوضح محدّثنا، أنّ "العاملين في مواجهة الكوليرا ـ أنا منهم ـ يتبعون بروتوكولاً عالمياً لمواجهة الكوليرا، إلا أننا نواجه نقصاً في التحاليل المخبرية والأدوية اللازمة لعلاج الفاشية".

وحول أبرز الاحتياجات، يشير في ختام حديثه إلى أنّ "تطبيق البروتوكولات من قبل العاملين، يواجه صعوبات بسبب النقص في الموارد الطبية وقلة مراكز العزل والدعم اللوجستي، إذ لدينا نقص في العينات الضرورية للتحاليل بالإضافة إلى نقص في السوائل الوريدية".

ويوفّر مركز "الدريّة" 16 سريراً، 8 لـ(الإناث) و8 لـ(الذكور)، ويشرف عليه 3 أطباء تخصص "داخلية"، وفنيّو "عناية مشددة" مدرّبون على التعامل مع فاشية "الكوليرا".

مجموعة تنسيق

هدفت منظمات إنسانية وطبية عاملة في محافظة إدلب، على رأسها مديرية صحة إدلب، إلى توحيد وتنسيق جهود مواجهة "الكوليرا"، بإطلاق "مجموعة التنسيق من أجل الكوليرا" بمؤتمر صحفي في 17 تشرين الأول الجاري.

وحول ذلك، يقول مدير المخبر الوبائي في مدينة إدلب، الطبيب شهم مكّي، إنّ "مجموعة التنسيق جاء إطلاقها من أرض الواقع والميدان، لتنسيق جهود مواجهة فاشية الكوليرا قبل وصوله لمرحلة الذروة، وخشية تشتيت جهود المؤسسات العاملة في المنطقة".

ويضيف "مكي" في حديث لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "المجموعة تضم مديريتي الصحة في إدلب وحلب، والدفاع المدني السوري ومنظمة أطباء بلا حدود وشبكة الإنذار المبكّر"، مبيناً أنّ "المجال مفتوح لمشاركة مختلف المؤسسات الناشطة في المجال الصحي والإنساني".

من جهته، اعتبر مدير صحة إدلب، أنّ "المجموعة هامة، لتنسيق عمل المؤسسات لتحديد انتشار الإصابات وتغطية الخدمات الطبية للحالات، إلى جانب تحديد انتشار المراكز العلاجية لمواجهة الفاشية وتقييم احتياجات المنطقة للمراكز والخدمات الطبية".

3 مخابر فقط

يقول الطبيب محمد جاسم، وهو مدير "شبكة الإنذار المبكّر"، لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "3 مخابر وبائية تنتشر في منطقة شمالي غربي سوريا، تنتشر في مدن عفرين، وإدلب، وجرابلس، إذ تتولى الشبكة، مهمّة الإبلاغ عن الإصابات وجمع العيّنات وإيصالها للمخابر عبر فرق عاملة على الأرض"، مبيناً أنّ "عدد المخابر كافٍ لتغطية المنطقة".

ويقدّر مدير الشبكة، أعداد العاملين في المخابر الوبائية في المنطقة، بنحو 200 شخص، تختلف مهامهم وصفاتهم بين "منسقي الترصد والمساعدين، وعاملي الميدان، وكوادر المخابر".

ويضيف "جاسم" حول عمل الفرق: "في كل منطقة يوجد شخص يدير فريقاً متكاملاً وغالباً هو طبيب أو صيدلي، وبحال وجود حالة مشتبه بها، يتقصّى الفريق حولها ويرسل تقريراً عنها".

وتعمل الشبكة على إعداد تقارير أسبوعية، تحدّث بيانات "الكوليرا" وتقدّم أرقاما وإحصاءات عن أعداد الإصابات والحالات المشتبه بها، وصورة عامة عن الفاشية، بحسب "جاسم".