سلّطت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقرير لها، الضوء على أنواع الأسلحة التي استخدمتها حركة "حماس" في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، والتي وصل جزء منها إلى العمق الإسرائيلي وأدّت إلى مقتل 7 إسرائيليين، ودفعت مئات الآلاف منهم إلى الملاجئ.
وقالت الصحيفة إن ضربات "حماس" الصاروخية دمرت سيارات ومنازل، ودفعت المواطنين الإسرائيليين إلى البحث عن ملاجئ.
ونقلت عن محللين عسكريين وأمنيين قولهم إن القصف الصاروخي "يبدو أنه يهدف إلى تخويف إسرائيل من خلال عرض ترسانة حماس الموسعة واختبار نظام القبة الحديدية".
ونقلت عن المحلل الاستخباراتي المتخصص في صواريخ الشرق الأوسط، فابيان هينز، قوله "لديك الآن كيان غير حكومي قادر على ضرب أهداف في تل أبيب باستخدام الوسائل التي ينتجونها بأنفسهم، فيما يتعلق بالتحول العسكري التكنولوجي، هذا أمر لا بأس به".
ويعتبر معظم المحللين أن الصواريخ التي أطلقتها "حماس" خلال الأيام القليلة الماضية استخدمت تكنولوجيا مألوفة، بما في ذلك الصواريخ التي تم إطلاقها لأول مرة خلال آخر حرب بين إسرائيل و"حماس" في العام 2014، ومع ذلك، يرى المحللون أنه ربما تغيرت طريقة استخدامها.
ويقول مهندس الدفاع الإسرائيلي، عوزي روبين، الذي كان يرأس سابقاً منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، "انطباعي أن الصواريخ التي يستخدمها الفلسطينيون الآن لا تختلف في التكنولوجيا ولكنها تختلف في الحجم عن تلك المستخدمة في العام 2014"، مشيراً إلى أنها "عيارات أعلى ورؤوس حربية أثقل".
وكان الناطق باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، أعلن أول أمس الخميس، أن الحركة استخدمت صاروخاً جديداً يسمى "عياش 250" لضرب مطار رامون الإسرائيلي، ويبلغ مداه 250 كيلومتراً.
وتختلف تقديرات حجم مخزون حماس من الصورايخ، وقدّر العميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، مايكل هيرزوغ، أن الحركة يمكن أن تمتلك بين 8000 و 10000 صاروخ.
ويرى بعض المحللين أنه "من الصعب معرفة حجم المخزونات التي جمعتها حماس والجهاد الإسلامي بالضبط، لكن يبدو أنها زادت"، في حين يؤكد عوزي روبين أن "مخزونات حماس أكبر مما كانت عليه في العام 2014، على الرغم من أنها كانت كبيرة بما يكفي حتى في ذلك الوقت".
وقال مايكل هرتزوغ إن معظم صواريخ "حماس" ربما تكون قصيرة المدى بنحو 20 كيلومتراً فقط من الحدود، لكن جزءاً كبيراً من مخزون أسلحة الحركة يتكون من صواريخ بعيدة المدى، قادرة على الوصول إلى المراكز السكانية الرئيسية في جميع أرجاء إسرائيل.
وأشار فابيان هينز إلى أنه "على الرغم من أن حماس والجماعات الفلسطينية الباقية كانت تحاول على ما يبدو إضافة أنظمة توجيه دقيقة إلى صواريخها، فلا يوجد دليل على نجاحها"، مؤكداً أن "هناك بعض الضربات التي أصابت أهدافها بشكل جيد، من الممكن أن تكون طلقات محظوظة".
ووفق "واشنطن بوست"، حصلت "حماس" على بعض الصواريخ من الخارج، بما في ذلك صواريخ "فجر 3" و"فجر 5" من إيران، وصواريخ "M302" من سوريا، لكن الحركة قادرة الآن على إنتاج الصواريخ محلياً، بمدى يصل إلى 160 كيلومتراً تقريباً، مما يضع معظم إسرائيل من الناحية الفنية ضمن نطاق صواريخها.
وعلى الرغم من أن "حماس" اعتادت تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية، فإن هذا الطريق مغلق تقريباً منذ أن شنّت مصر حملة على طرق التهريب بعد أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في العام 2013.
ومع صعوبة الحصول على أسلحة مجمّعة بالكامل من الخارج، يؤكد قادة "حماس" أنهم تمكنوا من تسريب صواريخ "فجر" وقذائف "كورنيت" الروسية المضادة للدبابات إلى غزة عبر البر والبحر، والآن، تنتج الحركة الجزء الأكبر من أسلحتها في منشآت في غزة، باستخدام مواد محلية الصنع ومهربة وبتقنيات تنتقل من إيران و"حزب الله"، وفق "واشنطن بوست".
وقال الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ونائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي، إيان ويليامز، إن إطلاق الصواريخ من غزة خلال الأيام الماضية "يكشف عن أثر إيراني أكبر على برنامج أسلحة حماس".
4 منظومات دفاعية تحمي سماء إسرائيل
في تقرير لها، قالت مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية إنه لا يوجد نظام دفاع صاروخي تقليدي، مهما كان متقدماً، يتمتع بحصانة كاملة ضد الهجمات الصاروخية المكثفة، بما في ذلك نظام "القبة الحديدية" الذي تستخدمه إسرائيل للتصدي للصواريخ التي تطلقها حركة "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة.
تمتلك إسرائيل نظام دفاع جوي متطوراً متعدد الطبقات، يجعل منها إحدى الأنظمة الدفاعية الأكثر تقدماً في العالم، هي الآتية:
1- "القبة الحديدية"
وهي منظومة دفاع جوي تكتيكية بالصواريخ ذات القواعد المتحركة، طورته شركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة، بهدف اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.
في شباط من عام 2007، اختارت إسرائيل نظام "القبة الحديدية" حلاً دفاعياً لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين بدأت إسرائيل تطور النظام الذي بلغت كلفته 210 ملايين دولار بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، ودخل الخدمة منتصف العام 2011.
2- "مقلاع داوود"
وهو منظومة دفاع جوي مصممة لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، تتولى شركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتطورة الإسرائيلية، المملوكة للدولة تطويرها وتصنيعها بالاشتراك مع شركة "رايثيون"، إحدى أكبر شركات السلاح الأميركية.
وتستطيع المنظومة التعامل والتصدي لصواريخ معادية يتراوح مداها من 100 إلى 200 كلم، مثل تلك التي في ترسانة "حزب الله"، أو طائرات أو صواريخ كروز على ارتفاعات منخفضة.
3- منظومة "آرو"
تتصدى هذه المنظومة للصواريخ الباليستية والصواريخ بعيدة المدى، وتم تصميمها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، وطورتها شركة "إسرائيل" لصناعات الطيران والفضاء، بالاشتراك مع شركة "بوينغ" الأميركية.
ويستخدم الجيش الإسرائيلي صواريخ "آرو - 1" منذ عام 2000، في حين يمكن لصواريخ "آرو - 2" أن تكشف أهدافها على مسافة 90 كلم، وتحلق على ارتفاع 50 كلم.
وأما أحدث طرازات هذه المنظومة "آرو - 3"، فيصل مدى صواريخها إلى 2400 كلم، وتعتمد على استخدام محرك خاص للمرحلة النهائية من الصاروخ، تجعله أكثر قدرة على المناورة وتزيد مداه إلى مستوى يصل إلى ضعف مستوى تحليق "آرو - 2".
4- منظومة "باتريوت"
تم تصميم منظومات باتريوت الصاروخية، لتدمير الصواريخ المعادية على ارتفاعات منخفضة ومسافات قريبة، ضمن ما يطلق عليه "الدرع الصاروخي"، وحصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة الأميركية منذ عقود.