يعيش نحو 30 ألف طالب لجوء في هولندا حالياً في حالة انتظار وترقب حتى يتم تقييم ملفاتهم على يد مصلحة الهجرة بحسب ما أشارت إليه الأرقام التي نشرتها وكالة يوروستات الأوروبية المتخصصة بالإحصائيات في شهر آب الماضي.
وعموماً، تم وضع 29.460 شخصا على قائمة الانتظار بانتظار مراجعة ملفاتهم، أي بنسبة أخفض من أعلى رقم سجلته قائمة الانتظار في صيف عام 2015، بواقع 180 شخصاً، إذ في ذلك الصيف كان عشرة آلاف شخص يقدمون طلباتهم للحصول على صفة لاجئ كل شهر.
أما حالياً، فيقدم نحو أربعة آلاف شخص طلب لجوء بشكل شهري في هولندا، بينهم أفراد من أسرة واحدة سافروا للاتحاق بفرد آخر من الأسرة يعيش في البلاد.
ولهذا وصف متحدث باسم Vluchtelingenwerk Nederland وهي جمعية خيرية تعمل من أجل اللاجئين، الملفات التي تراكمت دون أن تتم معالجتها بالقنبلة الموقوتة، حيث قال: "كلما طالت فترة انتظار اللاجئين لهذه العملية، زادت الأماكن التي يجب توفيرها لهم في مراكز اللجوء.. والحقيقة المتمثلة بتراكم تلك الملفات ووصول عددها لرقم قياسي في الوقت الذي تزدحم فيه مراكز اللجوء بساكنيها، تمثل أزمة فوق أزمة".
قوائم الانتظار
ذكرت مصلحة الهجرة في هولندا أن قوائم الانتظار أصبحت أطول نظراً لازدياد عدد اللاجئين ووصوله إلى عدد: "يفوق ما نقدر على معالجته" على حد وصفها. ومعظم من يقدمون للحصول على صفة لاجئ حالياً أتوا من أفغانستان وسوريا وتركيا واليمن.
ومن المفروض أن تقوم مصلحة الهجرة بتقرير وضع طالب اللجوء في غضون ستة أشهر من تقديمه لطلب الحصول على صفة لاجئ، إلا أن ذلك لم يحدث إلا مع ثلث الملفات تقريباً، ولذلك تخطط الحكومة الهولندية لرفع تلك المدة لتصل إلى سنة وثلاثة أشهر.
مشكلة الأسرّة
بوسع الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء في هولندا أن تقدم حالياً مساكن لما يزيد على 45 ألف شخص تقريباً، ولهذا فإنها تعاني اليوم من نقص 2600 سرير لديها، ومن المتوقع لهذا العدد أن يرتفع ليصل إلى عشرة آلاف خلال العام المقبل.
هذا ويجب على طالبي اللجوء ممن منحوا صفة لاجئ أن ينتقلوا إلى بيت نظامي، إلا أن النقص في عدد البيوت، يعني بقاء ما يربو على 17.600 شخص في مراكز اللجوء الرسمية.
ولذلك قامت جمعية Vluchtelingenwerk برفع دعوى على الحكومة الهولندية سعياً منها لإجبار الحكومة على تحسين الظروف في مراكز استقبال طالبي اللجوء، إذ سبق أن طالبت تلك الوكالة المسؤولين في الحكومة بتأمين سكن يرقى لمستوى المعايير الأوروبية لهؤلاء الأشخاص بحلول الأول من تشرين الأول، وتزعم بأن الاهتمام باللاجئين في هولندا قد هبط إلى ما دون الحد الأدنى للمعايير الإنسانية.
المصدر: دوتش نيوز