ملخص:
- حماس تحذر من مخططات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من القرى في الضفة الغربية وتغيير الواقع الديمغرافي والسكاني.
- الاحتلال يستهدف مناطق مثل مسافر يطا والأغوار لتهجير الفلسطينيين ضمن "مخطط الضم".
- ارتفاع في اعتداءات المستوطنين بالضفة منذ بدء الحرب على غزة، مما أدى لمقتل وإصابة فلسطينيين وتهجير تجمعات بدوية.
- تعداد المستوطنين في الضفة والقدس الشرقية يصل إلى نحو 720 ألف مستوطن، موزعين في مستوطنات رسمية وبؤر استيطانية غير مرخصة.
- الضفة لها رمزية دينية وتاريخية لدى اليهود المتشددين، بعكس غزة التي انسحبت منها إسرائيل في 2005 لكنها تفرض حصاراً خانقاً عليها.
- وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يقود حملة لتسليح المستوطنين في الضفة، داعياً إياهم لحمل السلاح ضد الفلسطينيين.
حذرت حركة حماس، اليوم السبت، من خطورة مخططات تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون بهدف تهجير أهالي القرى الفلسطينية من الضفة الغربية المحتلة.
وقال القيادي بالحركة محمود مرداوي، في بيان، نحذر من خطورة المخططات التي تقودها حكومة الاحتلال المتطرفة وعصابات المستوطنين لتهجير أهالي القرى الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأضاف مرداوي، أن الاحتلال يسعى إلى تغيير الواقع الديمغرافي واستكمال مخطط ضم الضفة الذي بدأ بتنفيذه منذ سنوات واستولى بموجبه على آلاف الدونمات من أراضي المواطنين الفلسطينيين.
وأوضح القيادي الفلسطيني، أن ما يجرى في مسافر يطا والأغوار وقرى نابلس وسلفيت ورام الله وغيرها من مدن الضفة الغربية، هو مخطط خطير يستهدف الوجود الفلسطيني في الضفة.
ودعا القوى الفلسطينية إلى التكاتف لمواجهة "عمليات التهجير الممنهج التي تنفذها أذرع المؤسسة الصهيونية".
بدوره، قال محافظ نابلس بالضفة الغربية المحتلة، إن مستوطنين إسرائيليين نفذوا 113 اعتداء ضد قاطفي الزيتون وقطعوا آلاف الأشجار بقرى جنوب المدينة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وجنوب الضفة، نصب مستوطنون إسرائيليون، اليوم، بيتا متنقلا (كرفان) على أراض فلسطينية جنوب شرق بيت لحم تمهيدا لمصادرتها وبناء بؤرة استيطانية.
ووفقاً لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن جيش الاحتلال والمستوطنين نفذوا 16.663 اعتداءً، منذ بداية الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأوضحت الهيئة أن الاعتداءات طالت أراضي وممتلكات المواطنين في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، وأدت إلى اقتلاع وتحطيم وتضرر 21.280 شجرة، معظمها أشجار زيتون وكثير منها معمر.
الحرب على الضفة..تمهيداً للضم
بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة، ارتفعت حدة اعتداءات المستوطنين، الذين تسلحهم حكومة اليمين المتطرف، ضد فلسطينيي الضفة، وأسفرت عن مقتل 19 فلسطينيا وإصابة نحو 800 آخرين بجروح وتهجير 28 تجمعا بدويا، ووفق بيانات الهيئة ذاتها.
ويقدر عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية بنحو 720 ألف مستوطن، بحسب منظمات حقوقية إسرائيلية، يتوزعون في 146 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية).
يشار إلى أن البؤر الاستيطانية تختلف عن المستوطنات التي تبنيها حكومة الاحتلال في أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
وتحاول إسرائيل تغيير الواقع في الضفة الغربية المحتلة تمهيداً لضمها، الأمر الذي يجد معارضة دولية واسعة.
ويرفض المجتمع الدولي الاعتراف بالمستوطنات الإسرائيلية لأنها تقام على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقوض مبدأ "حل الدولتين".
تحتل إسرائيل أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ حرب 1967، ولم تنقطع مشاريع الاستيطان والتهويد بحق فلسطين والشعب الفلسطيني.
كما يرافق النشاط الاستيطان ازدياد الهجمات "الإرهابية" من قبل المستوطنين على القرى الفلسطينية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة والمعارضة الإسرائيلية لوصف هذه الهجمات بأنها "إرهابية".
وتقسم أراضي الضفة الغربية وفقاً لمخرجات اتفاقيات "أوسلو" إلى ثلاث مناطق، المنطقة A (أ) تحت حكم مدني وعسكري من قبل السلطة الفلسطينية، والمنطقة B (ب) تحت حكم مدني للسلطة وعسكري للاحتلال، والمنطقة C (ج) وهي الأوسع مساحة وتعتبرها إسرائيل مشاعاً غير محددة الملكية، وتنتشر في عموم الضفة المستوطنات الإسرائيلية.
وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من البناء في المناطق "ج"، من دون ترخيص منها، وهو أمر من "شبه المستحيل" الحصول عليه، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
ما الفرق بين الضفة والقطاع
على عكس قطاع غزة المحاصر الذي يشكل أهمية أمنية بالنسبة لإسرائيل فإن الضفة الغربية المحتلة لها رمزية دينية لدى اليهود المتشددين (الحريديم) الذين قطعوا أوصالها بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية، فالضفة في الموروث الديني هي أرض مملكتي "يهودا والسامرة" قبل نحو ثلاثة آلاف عام.
وتطلق إسرائيل على الضفة الغربية رسمياً اسم توراتياً "يهودا والسامرة" بعد احتلالها في حرب 1967، وهي أرض محتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية يسكنها نحو 700 ألف مستوطن معظمهم من التيار الديني المتشدد على عكس مستوطنات غلاف غزة التي يسكنها مستوطنون ذوو ميول اشتراكية ويسارية.
يذكر أن قطاع غزة خال من المستوطنات بعد تطبيق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون في عام 2005 خطة "فك الارتباط" (الانفصال) عن القطاع وسحب المستوطنين منه، ولكن القطاع تحيطه مستوطنات الغلاف ويعيش حصاراً خانقاً منذ عام 2007، ولكنه يشكل مصدر قلق أمني لإسرائيل.
ومنذ 393 يوماً، تشن إسرائيل، بدعم أميركي، حربا مدمرة ضد قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 144 ألف فلسطيني، وخلفت آلاف المفقودين، ودمارا هائلا في الأبنية السكنية والبنى التحتية، ومجاعة قاتلة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي تواصل إسرائيل حرب الإبادة في غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.
تسليح المستوطنين وتجنيدهم
تشكل الحرب الحالية وحالة الصدمة التي تلقتها إسرائيل من جراء الهجوم المفاجئ فجر السبت (7 أكتوبر) من جهة، والدعم الغربي المطلق لإسرائيل من جهة أخرى، فرصة للمستوطنين المتطرفين لإطلاق العنان لجرائمهم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم.
بموازاة ذلك، يقود وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بنفسه وبشكل علني مهمة توزيع السلاح على المستوطنين ويطالبهم بقتل "الأعداء".
وظهر بن غفير في مقاطع فيديو عديدة نشرها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يوزع بيديه السلاح على المستوطنين، ويدعوهم لحمل السلاح.
يعرف بن غفير داخل إسرائيل بميوله الفاشية تجاه العرب، وهو تلميذ "مائير كهانا" الفاشي المتطرف الذي تصفه تل أبيب وواشنطن بأنه "إرهابي".