البث المباشر
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في اليوم 238 للحرب، القصف الجوي والمدفعي المكثف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، تركزت على مخيمي النصيرات والبريج وسط القطاع، في حين أعلن انسحابه من مخيم جباليا شمالي القطاع بعد استخدام سياسة "الأرض المحروقة" وتهجير نحو 200 ألف فلسطيني.
أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين خلال غارات استهدفت منازل وسيارات مدنية بأنحاء مختلفة من قطاع غزة، في حين تواصلت العملية العسكرية في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.
وأفادت مصادر طبية في "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح، وسط القطاع، بمقتل 14 فلسطينياً بينهم أطفال وإصابة عشرات بجروح مختلفة في سلسلة غارات على منازل ومركبات مدنية في المحافظة الوسطى.
وشهدت المحافظة الوسطى سلسلة غارات مدفعية وإطلاق نار كثيف من الآليات الإسرائيلية تركزت على المناطق الشرقية، في حين سمعت أصوات اشتباكات في المناطق الشمالية لمخيم النصيرات قرب محور نيتساريم الفاصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه.
وفي مدينة غزة شمالي القطاع، قتل وجرح عدد من الفلسطينيين من جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية مبنى سكنياً بحي الدرج وسط المدينة، وأصيب عدد آخر جراء استهداف طائرات إسرائيلية مسيرة شقة سكنية لعائلة منية قرب مفترق السنافور بحي التفاح شرقي مدينة غزة.
وذكرت وكالة "الأناضول"، أن الطائرات الحربية جددت غاراتها العنيفة على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وفي الجنوب، أطلقت آليات الجيش الإسرائيلي قنابل دخانية وقذائف مدفعية ونيران أسلحتها الرشاشة بشكل مكثف شرقي بلدة عبسان الجديدة في خانيونس، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وفي رفح تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية حيث جددت الطائرات الحربية غاراتها العنيفة على منازل المواطنين بالأحياء الشرقية ولا سيما الجنينة والتنور، كما قصفت محيط دوار زعرب بعدة صواريخ.
وبحسب مصادر محلية فإن المدفعية والآليات الإسرائيلية المتوغلة برياً قصفت حي تل السلطان غرب رفح بشكل مكثف، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين، واتساع رقعة النزوح من المناطق الغربية ولا سيما بعد تكرار قصف الجيش خيام النازحين.
الانسحاب من جباليا
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنهاء عمليته العسكرية في جباليا شمال قطاع غزة التي استمرت 20 يوما وقتل خلالها 10 جنود.
وقال الجيش، في بيان رسمي، إن "الفرقة 98 استكملت مهمتها في شرق جباليا وانسحبت لإجراء تقييمات بشأن المراحل اللاحقة من القتال في قطاع غزة".
في المقابل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، بأن إسرائيل استخدمت خلال اجتياحها مخيم جباليا لـ 20 يوما سياسة الأرض المحروقة ودمرت مربعات سكنية وتسببت في تهجير 200 ألف فلسطيني.
الأوضاع الإنسانية
حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تفاقم الأزمة الإنسانية في جباليا في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي.
وقالت "أونروا" إنها تلقت تقارير مروعة من جباليا بشأن أطفال قتلوا وجرحوا وهم يحتمون في مدرسة تابعة لها خلال الأسابيع الماضية.
وأضافت الوكالة الأممية أن الدبابات الإسرائيلية حاصرت خيام النازحين في مدرستها وأضرمت فيها النيران.
وطالبت الوكالة إسرائيل بوقف الهجمات ضد مكاتبها ومنشآتها وناشد المجتمع الدولي لمحاسبة تل أبيب.
من جانبها، قالت مصادر رسمية من داخل قطاع غزة إن الاحتلال دمر أكثر من ألف منزل في مخيم جباليا.
وأكد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني بغزة محمود بصل أن أكثر من ألف منزل دمر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وذلك بعد عملية عسكرية إسرائيلية استمرت في المنطقة 20 يوما.
يذكر أنه في 6 من أيار/مايو الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي هجومه على رفح، وسيطر خلاله على معبر المدينة مع مصر من الجانب الفلسطيني، إضافة إلى اجتياحه ثلثي محور فيلادلفيا وسيطرته بالنيران على كامل المحور على الحدود الفلسطينية المصرية.
وفي 12 من أيار/مايو الجاري، بدأ عملية عسكرية في مخيم جباليا.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرارا أمميا يطالبها بوقفها فورا، وأوامر من محكمة العدل لوقف عملياتها في رفح واتخاذ تدابير لمنع وقوع "إبادة جماعية" و"تحسين الوضع الإنساني".
كما تتجاهل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت.
