عقدت أحزاب الكنيست المختلفة، أمس الإثنين، اجتماعات الكتل الأسبوعية على خلفية اعتداء المستوطنين على قرية حوارة جنوبي نابلس، وفي ظل تصاعد التوتر الأمني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال رئيس المعارضة ورئيس حزب "يوجد مستقبل"، يائير لابيد، لم تشهد إسرائيل في تاريخها البتة ائتلافاً حكومياً يدعم الإرهاب كما هو الحال الآن.
وأضاف لابيد (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق)، أن نتنياهو وحزبه الليكود شكلا حكومة مع أناس شاركوا في مسيرات وهتفوا "فلتحترق قريتكم"، والآن قام هؤلاء الناس بإحراق قرية. وبدلاً من ملاحقة قوات الأمن الذين قتلوا الشابين الإسرائيليين (يوم الأحد)، تنشغل في التفاعل مع الإرهاب اليهودي.
الأحد الماضي، شهدت بلدة حوارة وعدد من قرى محيط مدينة نابلس هجمات غير مسبوقة نفذها مئات من المستوطنين أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة عشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات بعد مقتل مستوطنين اثنين بإطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها قرب البلدة.
وأردف رئيس المعارضة تعليقاً على اعتداءات المستوطنين على حوارة، أن ما حدث في الليل هو فوضى عارمة، نشأت هذه الفوضى لأن لكل فرد في هذه الحكومة سياسته الخاصة، متهماً نتنياهو بالضعف وعدم القدرة على مواجهتهم.
وبحسب لابيد، فإن لوزير الأمن القومي، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، سياسة خاصة، ووصفه بوزير "التيك توك والخبز".
وتابع لابيد قوله، ولدى الوزير الثاني في وزارة الدفاع وزعيم حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، الذراع اليمنى لتنظيم "شبيبة التلال" المتطرف سياسة أخرى، ولدى وزير الدفاع يؤاف غلانت سياسة ثالثة، بينما نتنياهو ضعيف وغير قادر على إيقافهم عند حدهم.
حزب العمل: المستوطنون إرهابيون
من جهتها، قالت ميراف ميخائيلي، رئيسة حزب "العمل"، أبرز الأحزاب في تاريخ إسرائيل، في اجتماع كتلة حزبها: "في حوارة، قام إرهابيون يهود بعمل لا ينبغي القيام به، إرهابيون يهود دمروا كل شيء في طريقهم".
وأضافت ميخائيلي، أن هؤلاء هم الأشخاص الذين يعتني بهم نتنياهو ويربيهم منذ 30 عاماً، وأدخلهم في أخطر حكومة على الإطلاق في إسرائيل، ويهددون بهدم البيت على رؤوسنا بينما لا تتنكر الحكومة لهذه الميليشيات.
ودعت رئيسة حزب العمل إلى عدم التعاون مع الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو، محذرة من أن الأخير يشكل "خطراً على الديمقراطية".
بدوره، قال رئيس "معسكر الدولة" ووزير الدفاع السابق، بيني غانتس، إن "قمة العقبة مهمة للغاية وللأسف تحولت القمة من فرصة إلى كارثة استراتيجية، وقد تكون هذه بداية الطريق لتحطيم طريقنا الاستراتيجي.
وأضاف غانتس، أن الإرهاب يتفشى، ووصل الأمر إلى حد إنكار نتنياهو لما حدث في حوارة، هذا جبن وفوضى، سيكون له تداعيات "كارثية" على إسرائيل.
وتساءل وزير الدفاع السابق، كيف سيقف رئيس الشاباك في وجه نظيره المصري أو الأردني؟
وأشار إلى أن زيارة رئيس الوزراء للإمارات ألغيت بسبب اعتداءات المستوطنين بينما الحكومة مستمرة في تدمير الديمقراطية الإسرائيلية.
وقال غانتس إن إرث نتنياهو سيكون انقلابا على السلطة، صاحب البيت أصيب بالجنون ونحن جميعا ندفع الثمن.
الدعوة لعزل مسؤول كبير في الكنيست بسبب دعمه للإرهاب
وفي السياق ذاته، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، يوم الثلاثاء، إلى عزل رئيس لجنة الأمن القومي بالكنيست، تسفيكا فوغل، على خلفية "دعم الإرهاب".
وقال لابيد (رئيس الوزراء السابق) في تغريدة: "مر يوم منذ أن شجع عضو الكنيست فوغل الإرهاب علانية وأعلن أنه يؤيد حرق قرية على جميع سكانها ولا يزال رئيسا للجنة الأمن القومي".
1/2 יממה עברה מאז ח״כ פוגל עודד בגלוי טרור, והודיע שהוא תומך בשריפת כפר על כל תושביו, והוא עדיין יו״ר הוועדה לבטחון לאומי. אם הוא לא יודח מיידית מן הוועדה זהו כתם מחפיר ודגל שחור המתנוסס מעל ראשה של הממשלה. >>
— יאיר לפיד - Yair Lapid (@yairlapid) February 28, 2023
وأضاف: "إذا لم يتم عزله على الفور من رئاسة اللجنة فهذه وصمة عار مشينة وعلم أسود يرفرف فوق رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو)".
وكان النائب فوغل من حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف الذي يقوده وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أيد أمس الإثنين، مهاجمة مئات المستوطنين لبلدة حوارة الفلسطينية جنوبي مدينة نابلس.
اتهام بن غفير وسموتريتش بدعم المستوطنين
وجهت مصادر أمنية إسرائيلية كبيرة الاتهام إلى وزيرين في الحكومة بدعم المستوطنين المعتدين على بلدة حوارة الفلسطينية شمالي الضفة الغربية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الثلاثاء: "اتهمت مصادر أمنية كبيرة (لم تسمها) الوزيرين بتسلئيل سموتريتش (المالية) وإيتمار بن غفير (الأمن القومي) ونوابا من حزبيهما (الصهيونية الدينية والقوة اليهودية)، بدعم مثيري الشغب اليهود في حوارة والدفع نحو مزيد من التصعيد في الضفة الغربية".
وبعد اعتداء المستوطنين، وصل بن غفير إلى البؤرة الاستيطانية "افيتار" جنوبي نابلس التي أخليت منذ سنوات بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية لوجودها على أرض فلسطينية خاصة ودعا من هناك إلى بناء المستوطنات على أراضي الفلسطينيين.
وفور الاعتداءات أعاد سموتريتش الوزير الإضافي بوزارة الدفاع، نشر تغريدة لمستوطن دعا فيها إلى "محو بلدة حوارة" قبل أن يبادر إلى حذفها.
ونقلت هيئة البث عن مصدر أمني لم تسمه أن "أحداث حوارة كانت منظمة جيدا فالشبان اليهود دخلوا البلدة وهم يحملون زجاجات حارقة معدة مسبقا".
وفي السياق، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الثلاثاء عن مصدر أمني لم تسمه، إشارته إلى "مساندة المستوى السياسي للضالعين في أحداث حوارة".
ووفق المصدر "أفرج عن ستة مشبوهين يهود من أصل سبعة تم إيقافهم على ذمة التحقيق" بشأن المسؤولية عن اعتداء المستوطنين على بلدة حوارة.
يذكر أن نتنياهو نحج في العودة إلى السلطة مجدداً بدعم من أحزاب اليمين المتطرف، وأدت حكومته السادسة اليمين الدستورية قبل شهرين، والتي توصف بأنها "الأكثر يمينية وتطرفاً" في تاريخ إسرائيل.
وتشهد إسرائيل على المستوى الداخلي انقساماً "غير مسبوق" على خلفية خطة الحكومة إحداث تغييرات في الجهاز القضائي، الأمر الذي أدى إلى استمرار المظاهرات الاحتجاجية في الشارع الإسرائيلي منذ أسابيع.
ومنذ مطلع 2023، يتصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة إثر الاقتحامات المتكررة للجيش الإسرائيلي والتي أسفرت عن مقتل 66 فلسطينيا و12 إسرائيليا منذ بداية العام الحالي.