يواصل 1400 من العاملين في المؤسسات الصحية والمتطوعين عملهم في حملة التطعيم ضد مرض الكوليرا في مناطق شمال غربي سوريا، والتي دخلت يومها الثالث.
وتنظم منظمة الصحة العالمية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، حملة تطعيم ضد مرض الكوليرا في مناطق شمال غربي سوريا المتضررة بالزلزال المدمّر في الـ6 من شباط الماضي، وذلك بالتنسيق مع السلطات الصحية ومجموعة التحصين في سوريا والتحالف العالمي للقاحات (GAVI).
وتهدف الحملة إلى حماية الأطفال المتضررين وأسرهم، لا سيما في المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال، حيث سيتم استخدام 1.7 مليون جرعة من لقاح الكوليرا كجزء من الحملة.
وبحسب بيان منظّمي الحملة، فإن خطر الإصابة بالكوليرا مرتفع بشكل خاص في تلك المناطق بسبب عدم الوصول إلى المياه النظيفة وازدحام ملاجئ الطوارئ. وتشمل المناطق المستهدفة كلاً من: سرمدا ومعرة مصرين والدانا وأطمة في إدلب، ومنطقة أعزاز شمالي حلب.
وسيدير الحملة فريق مؤلف من نحو 1400 من العاملين في المؤسسات الصحية والمتطوعين، على مدى 10 أيام، يتنقلون فيها من منزل إلى منزل لتلقيح العائلات. كما يجب أيضاً الوصول إلى العائلات المشردة التي تعيش في المخيمات والأسواق العامة والمدارس، وفق البيان.
تواصل حملة التطعيم ضد #الكوليرا في الشمال السوري
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 12, 2023
تقرير: رداد لحلح#صباح_سوريا #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/cx0LQOJfY4
تزايد خطر الكوليرا بعد الزلزال
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للإغاثة الطارئة لشرق المتوسط، ريتشارد برينان: "نحذّر من زيادة الأمراض المنقولة بالمياه التي تهدد حياة أكثر من 2.1 مليون سوري تضرروا من الزلزال الذي ضرب شمال غربي البلاد. وزاد الخطر بشكل ملحوظ بعد الزلزال المدمر، وخاصة في المخيمات المكتظة وأماكن الإقامة الجماعية".
وأضاف: "يجب على منظمة الصحة العالمية وشركائها العمل الآن لمنع المزيد من الأمراض والوفيات. حيث يتم إعطاء لقاحات الكوليرا عن طريق الفم، ومن المهم التأكد من الوصول إلى الفئات المستهدفة قبل بداية شهر رمضان، عندما يصوم معظم البالغين خلال هذه الفترة".
من جهتها، قالت نائبة المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مادالينا بيرتولوتي: "بعد سنوات من الصراع وزلزالين كارثيين، قد تبدو الأخطار التي تشكلها الظروف غير الصحية والمياه الملوثة للأطفال أقل خطورة، لكننا نعلم أن التأثير يمكن أن يكون كارثياً".
ومنذ تفشي وباء الكوليرا في سوريا في أيلول 2022، تم الإبلاغ عن أكثر من 50،000 حالة مشتبه بها في محافظتي إدلب وحلب، 18 بالمئة منها من مخيمات النازحين داخلياً. وخلال أسبوع الزلزال، انخفضت الحالات المبلغ عنها بنسبة 63 بالمئة بسبب توقف الإبلاغ. وبعد استئناف الإبلاغات تم تسجيل 1784 حالة جديدة. وهناك حاجة ملحة بعد الزلزال لضمان توثيق الحالات المشتبه فيها والسيطرة على الأمراض المعدية، وفق البيان.