أطلقت مديرية صحة إدلب و"فريق لقاح سوريا"، صباح اليوم الثلاثاء، حملة لقاح ضد وباء "الكوليرا" في محافظة إدلب، بعد مضي نحو شهر ونصف على وصول الجرعات إلى منطقة شمالي غربي سوريا.
وبدأت حملة اللقاح التي تحوي على نحو مليون و700 ألف جرعة، في مناطق "حارم وسرمدا ومعرة مصرين والدانا وأطمة"، وتشمل المنازل والمخيمات والمدارس.
وتعتمد الفرق لقاحاً من طراز "إيفيكول" كوري جنوبي المنشأ، مقدّماً من منظمة الصحة العالمية، وهو لقاح فموي.
وتأتي حملة اللقاح ضد "الكوليرا"، مع تزايد معدّل الإصابات اليومي والحالات المشتبه بها، في منطقة شمال غربي سوريا، وسط تحذيرات من وقوع كارثة صحية وإنسانية لدى سكان المخيمات والمدن ذات التجمعات السكانية الكثيفة.
تواصل حملة التطعيم ضد #الكوليرا في الشمال السوري
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 12, 2023
تقرير: رداد لحلح#صباح_سوريا #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/cx0LQOJfY4
"من السنة فما فوق"
يوضح الطبيب زاهر بكور، مشرف منطقة "معرة مصرين" في فريق "لقاح سوريا"، إنّ "الحملة تهدف بشكل رئيسي إلى مكافحة انتشار فاشية الكوليرا في منطقة شمالي غربي سوريا، بعد تزايد أعداد الإصابات مؤخراً، فضلاً عن تضرر سكان المخيمات بسبب سوء شبكات الصرف الصحي وتلوّث المياه".
ويشير لموقع تلفزيون سوريا، إلى أنّ "اللقاح الفموي ضمن الحملة المُطلقة، يستهدف الأطفال من السنة فما فوق، وهو عبارة عن جرعة واحدة".
ويقول إنّ "الحملة في خطواتها الأولى تستهدف التجمعات السكانية الكبيرة بدءاً من المخيمات والمدارس ورياض الأطفال، وصولاً إلى المنازل"، مبيناً أنّ "الفرق المشاركة في الحملة لا يقتصر عملها على اللقاح فقط، إنما يشمل التوعية والتثقيف للمساهمة في حماية الأهالي أنفسهم من الوباء ومخاطره".
"1238 فريقا جوّالا"
يقول الطبيب رفعت الفرحات، وهو مدير فريق لقاح سوريا في الداخل السوري، في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "الحملة مستمرة حتى تاريخ 18 آذار الجاري، ويقوم عليها نحو 1238 فريق لقاح جوّالا، كل فريق يضمّ شخصين اثنين".
وأوضح "الفرحات"، أنّ "الفرق تدرّبت منذ نحو 10 أيام على نشاطات اللقاح وطريقة استخدامه وتقديمه للأهالي بطريقة آمنة ومناسبة".
ويشير محدّثنا إلى أنّ "فعالية اللقاح تمتدّ من 3 إلى 6 أشهر، وسط جهود ومحادثات لتأمين جرعة أخرى داعمة للسكّان في المستقبل".
ولا ينفي وجود تأخير روتيني قصير، للبدء في الحملة، لكن يعتبر "الفرحات" أنّ "الحملة جاءت في توقيتها المناسب".
"مطمئنة من اللقاح"
تقول السيدة خديجة محمد عنكير، مهجّرة إلى مخيم "مرام" قرب بلدة "معارة الأخوان" بريف إدلب: "سمعتُ على مدار الأشهر الماضية، بمدى خطورة وباء الكوليرا من خلال فرق التوعية التي زارت مخيمها وحصلت على عدة طرق للوقاية منها".
وتضيف: "على اعتباري أقيم مع عائلتي في مخيم، كنت متحمّسة لمسألة تلقّي اللقاح، حتى أحمي نفسي وعائلتي من الوباء الخطير، لذلك اليوم لم أتردد في استقبال الفريق الجوّال".
وتأمل في نهاية حديثها "ألا يقترب المرض مني ومن أطفالي في المستقبل، وأنا مطمئنة لأني تلقيت اللقاح هذا اليوم".
وسجّلت شبكة "الإنذار المبكّر والاستجابة للأوبئة"، في الخامس من آذار الجاري، نحو 499 حالة جديدة مشتبها بإصابتها بـ"الكوليرا"، بينما وصل إجمالي الحالات المشتبه بها منذ بدء تفشي الوباء في المنطقة إلى 53 ألفاً و188 حالة.
وسجّلت الشبكة 23 حالة وفاة بـ"الكوليرا" في المنطقة، ووصل عدد العينات الإيجابية إلى أكثر من 570 إصابة.