أعلنت عضو الكنيست الإسرائيلي، غيداء ريناوي زعبي، أمس الخميس استقالتها من الائتلاف الحكومي في إسرائيل، الذي بات يملك 59 صوتاً من أصل 120 صوتاً، وهي الاستقالة الثانية خلال أقل من شهرين، الأمر الذي يهدد مصير الحكومة التي فقدت الأغلبية المطلوبة (61 صوتاً).
وقالت زعبي، وهي نائبة عربية من حزب "ميرتس" اليساري، في رسالة إنهاء عضويتها إلى رئيس الحكومة نفتالي بينيت ورئيس الحكومة "البديل" يائير لابيد، إن الاعتبارات السياسية الضيقة لقادة الائتلاف وتفضيلهم الحفاظ على اليمين وتعزيزه، دعتني لإنهاء عضويتي وسحب ترشيحي لأي تعيين مستقبلي.
وأوضحت أن من أسباب استقالتها، المواقف اليمينية المتشددة لقادة الائتلاف بشأن القضايا ذات الأهمية للمجتمع العربي بأسره، المسجد الأقصى وقبة الصخرة وحي الشيخ جراح والاستيطان والاحتلال، هدم المنازل ومصادرة الأراضي في النقب وطبعا قانون المواطنة.
وأشارت إلى أن مشهد الاعتداء العنيف على جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، إضافة إلى الاعتداء التي تعرض لها الأقصى في شهر رمضان، حسمت موقفها.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن زعبي صدمت الائتلاف "المهتز" بإعلان استقالتها، مشيرة إلى أن حزب "ميرتس" الذي تنتمي إليه زعبي فوجئ بهذه الخطوة.
هذه الاستقالة يعني فقدان الائتلاف الحكومي صوتاً آخر، بعد استقالة رئيسة الائتلاف، عيديت سيلمان (حزب يمينا)، الشهر الماضي، ليستند الائتلاف إلى 59 صوتاً فقط.
وفي 13 من حزيران/يونيو 2021، أبصرت الحكومة الإسرائيلية الحالية النور، بعدما أطاح ائتلاف هجين من الأحزاب الإسرائيلية المتباينة في الرؤى والأجندات، بحكومات نتنياهو السابقة والمديدة.
הפסקת חברותי בקואליציה
— ג'ידא רינאוי זועבי🟣Ghaida Rinawie Zoabi (@GhaidaZoabi) May 19, 2022
נכנסתי לפוליטיקה מתוך תחושת שליחות כלפי החברה הערבית שאני מייצגת.
לפני כשנה הצטרפתי לקואליציה כשקוויתי ועמלתי רבות להצלחתה משום שהשתכנעתי ששותפות ערבית יהודית בקואליציה מעין זו יכולה להוות אלטרנטיבה שלטונית אמיתית ויכולה להביא בשורה לחברה הערבית.
حكومة "عرجاء" ومعارضة "متربصة"
بعد ساعات من استقالة غيداء ريناوي زعبي، أعلن حزب "الليكود" المعارض، الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، أنه سيقدم الأربعاء المقبل مشروع قرار لحل الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) وإجراء انتخابات مبكرة.
ويشار إلى أن وزير الخارجية يائير لابيد رشح زعبي، في شباط/فبراير الماضي، لمنصب القنصل العام الإسرائيلي في شنغهاي، إلا أن لجنة التعيينات في السلك الدبلوماسي ألغت المقترح واصفة وضع المرشحة بأنه "إشكالي".
وتضع استقالة زعبي إسرائيل في مأزق سياسي أكثر تعقيداً، تترنح بين حكومة "عرجاء" ومعارضة "متربصة"، وتنذر بالذهاب إلى الانتخابات التي سئمها الشارع الإسرائيلي بعد خوضه أربع جولات خلال العامين الماضيين.
وتحاول الحكومة الحالية، حكومة بينيت ويائير، بعد عام على تشكيلها تجنب سيناريو الانتخابات، في مقابل سعي المعارضة لاستمالة أعضاء كنيست آخرين للانشقاق عن الائتلاف الحالي.
وتتشكل الحكومة "الهجينة" من ثمانية أحزاب غير متجانسة، فيها أحزاب يمينية، وهي "يمينا" و"إسرائيل بيتنا" و"أمل جديد"، ووسطية هي "أزرق أبيض" و"هناك مستقبل" و"العمل"، وحزب يساري هو "ميرتس"، وحزب عربي إسلامي "القائمة العربية الموحدة" برئاسة منصور عباس.
يتطلب قيام الحكومة في إسرائيل الحصول على النصف زائد واحد (الأغلبية المطلوبة) من مقاعد الكنيست، أي 61 صوتاً.
وحاليا تمتلك المعارضة الأصوات المطلوبة لحل الكنيست، ولكنها لا تملك دعم نواب "القائمة العربية المشتركة"، وهي تحالف 3 أحزاب عربية برئاسة أيمن عودة، تمتلك 6 مقاعد.
وترى "المشتركة" أن تصويت حجب الثقة، قد يفتح الطريق أمام زعيم المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة، وهو ما لا تريده.