أعلنت عضو الكنيست الإسرائيلي، عيديت سيلمان، انسحابها من الائتلاف الحكومي الذي ترأسه، الأمر الذي يهدد بانهيار الحكومة "الهشة والهجينة" لأنها فقدت الأغلبية (61 معقداً)، في ظل توقعات بالذهاب إلى الانتخابات التي ربما تعيد بنيامين نتنياهو إلى المشهد مجدداً.
أثار إعلان سيلمان، صباح اليوم الأربعاء "ضجة سياسية"، ووصفته معظم الصحف الإسرائيلية بأن رئيسة الائتلاف فجرت "قنبلة سياسية" بانسحابها احتجاجاً على قرار "إدخال خبز إلى المستشفيات" خلال عيد الفصح اليهودي.
وعيديت سيلمان، شخصية متدينة يمينية، تنتمي إلى حزب "يمينا" اليميني، الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
وانسحاب سيلمان يعني فقدان حكومة بينيت أغلبيتها بالكنيست، والتي تتطلب الحصول على 61 صوتاً من أصل 120 مجموع مقاعد الكنيست، ما يجعل نسبة الحكومة مساوية لنسبة المعارضة.
ووفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست"، إذا فقد الائتلاف شخصاً آخر، فستسقط الحكومة، وسط أنباء عن نية النائب، نير أورباخ، من حزب "يمينا" أيضاً، الخروج من الائتلاف.
وفي 13 من حزيران/يونيو 2021، أبصرت الحكومة الإسرائيلية الحالية النور، بعدما أطاح ائتلاف هجين من الأحزاب الإسرائيلية المتباينة في الرؤى والأجندات، بما فيها حزب عربي إسلامي، بحكومات نتنياهو السابقة والمديدة.
صفقة سياسية أم فطير الفصح؟
وتضاربت الآراء حول دوافع الانسحاب، وبررته سيلمان بقولها "لم أعد أحتمل أكثر الاستمرار في إلحاق الضرر بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل"، على خلفية خلافها مع وزير الصحة الإسرائيلي، نيتسان هوروفيتش، الذي قرر السماح بإدخال الخبز (المخمر) إلى المستشفيات خلال عيد الفصح اليهودي.
ووفقاً للشريعة اليهودية يمنع إضافة الخميرة في عجينة خبز عيد الفصح (فطير الفصح)، الذي يبدأ من 15 إلى 23 من الشهر الجالي، وذلك استذكاراً للحظات الخروج من مصر أيام النبي موسى.
في حين تحدثت تقارير إسرائيلية عن صفقة بين سيلمان وحزب الليكود، الذي يرأسه زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، إن سيلمان اتفقت مع الليكود على حصولها على المقعد العاشر في قائمة الحزب في حال أجريت انتخابات مبكرة، وتلقت وعوداً بتولي منصب وزيرة الصحة.
في غضون ذلك، رحبت المعارضة الإسرائيلية بانسحاب سيلمان، بعدما كانت في مرمى انتقاد اليمين المتطرف الذي كان يتهمها بـ "الخيانة" وتشويه الهوية الدينية لا سيما وأنها ترتدي غطاء رأس، ومنهم من كان يتنمر عليها إلى درجة وصفها بـ "الطفلة الصغيرة".
وهنأ نتنياهو سيلمان معرباً عن تأثره الشديد لسماع خبر الانسحاب، وقال أهنئك نيابة عن الشعب الإسرائيلي على حرصك للحفاظ على الهوية اليهودية.
ما هي خيارات الحكومة؟
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن النظام السياسي أمام ثلاثة خيارات. الأول هو الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وهي الخطوة التي تفضلها المعارضة وزعيمها نتنياهو.
الخيار الثاني، سحب الكنيست الثقة من الحكومة، ولمنع انهيارها لابد من أن تؤدي حكومة أخرى من أعضاء الكنيست الحالييين اليمين الدستورية، وأبرز المرشحين للحكومة البديلة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الذي سيكون أمام فرصة لشغل هذا المنصب الذي ناضل من أجله كثيراً.
أما الخيار الثالث فهو استمرار الحكومة الحالية بأغلبية ضئيلة في الكنيست، ولكن فرص هذا الاحتمال ضئيلة وميؤوس منها، لأن ما جمع أعضاء الائتلاف الحالي هو تقاسم المصالح وفي هذا الحال ليس من مصلحتهم البقاء في سفينة تترنح.
ويشار إلى أنه في 22 شباط/فبراير الماضي، قدم أول وزير إسرائيلي استقالته من الحكومة وشن هجوماً على بينيت ووصفه بأنه "دمية" بيد وزيرة الداخلية المتطرفة أييلت شاكيد، إلا أن الاستقالة من منصب في الحكومة ليست مثل الانسحاب من الائتلاف الحكومي.