تشهد إسرائيل حالة من القلق والارتباك على أعلى مستوى سياسي، وقد يتطور دولياً، بعد ساعات قليلة من مقتل الصحفية الفلسطينية ومراسلة قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، صباح اليوم الأربعاء، برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، في أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير خارجيته يائير لابيد، اليوم الأربعاء، السلطة الفلسطينية لإجراء تحقيق مشترك وتشريح للجثة، إلا أن الجانب الفلسطيني رفض ذلك، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقتل أبوعاقلة بالحدث "غير المعتاد"، لا سيما وأنها تحمل الجنسية الأميركية وبطاقة إقامة من سلطات الاحتلال في القدس، فضلاً عن أنها ذائعة الصيت نتيجة عملها مراسلة لقناة الجزيرة في تغطية جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة تزيد عن 25 عاماً.
وأضافت "يديعوت أحرونوت"، تخشى إسرائيل من عواقب وتداعيات سياسية عميقة من جراء مقتل أبو عاقلة.
وكشف عضو الكنيست، من "القائمة العربية المشتركة"، أحمد الطيبي، في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت" أن شيرين أبو عاقلة تحمل الجنسية الأميركية.
ودعا الطيبي الرئيس الأميركي جو بايدن للتدخل بشكل شخصي، مضيفاً أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي ادعى أنه لا يستطيع تحديد من أطلق النار على الصحفية كان "كاذباً حتى يثبت العكس".
من جهته، أكد السفير الأميركي في إسرائيل، توم نيدز، بأن شيرين أبو عاقلة مواطنة أميركية، ودعا في تغريدة على حسابها في موقع "تويتر" إلى إجراء تحقيق معمق في ملابسات مقتلها.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يخطط لزيارة القدس الشرقية الشهر المقبل، بحسب التقارير الإسرائيلية، الأمر الذي ترفضه تل أبيب.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، الإثنين الماضي، إن بايدن يخطط لزيارة القدس الشرقية خلال زيارته المتوقعة إلى إسرائيل نهاية الشهر المقبل، الأمر الذي سينعكس سلبياً على العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
Very sad to learn of the death of American and Palestinian journalist Shireen Abu Akleh of @AJArabic @AJEnglish. I encourage a thorough investigation into the circumstances of her death and the injury of at least one other journalist today in Jenin.
— Ambassador Tom Nides (@USAmbIsrael) May 11, 2022
بحسب قناة الجزيرة ووزارة الصحة الفلسطينية، قُتلت الصحفية شيرين صباح اليوم برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي في أثناء تغطية اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة.
كما أُصيب زميلها الصحفي علي السمودي برصاصة في "الظهر"، ووُصف وضعه بالمستقر.
في حين قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له إن مراسلة الجزيرة قتلت في أثناء تبادل لإطلاق نار عشوائي مع الفلسطينيين في مدينة جنين.
وكانت قوة إسرائيلية، اقتحمت مدينة جنين، صباح اليوم، وحاصرت منزلاً لاعتقال فلسطيني، مما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع عشرات الفلسطينيين.
ونعت شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية، وفاة مراسلتها شيرين أبو عاقلة، وذكرت في بيان لها "في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة".
وحمل بيان "الجزيرة" سلطات الاحتلال مقتل مراسلتها وسلامة زميلها، على السمودي، الذي يعمل منتجاً في القناة القطرية.
وأشار البيان إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص على شيرين رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة التي تميزهم عن غيرهم في أثناء التغطيات.
في المقابل، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن الفلسطينيين هم من قتلوا شيرين أبو عاقلة، مدعياً أنهم "كانوا يظنونها جنديا إسرائيليا".
בחילופי האש נפגעה ונהרגה באופן מצער עיתונאית אל ג'אזירה – הגברת שירין אבו עאקלה.
— Naftali Bennett בנט (@naftalibennett) May 11, 2022
ברשות הפלסטינית מיהרו להאשים את ישראל, ויו"ר הרשות הטיח בישראל האשמות לא מבוססות, עוד בטרם חקירה.
על פי הנתונים הראשוניים שבידינו, ישנו סיכוי לא מבוטל שהעיתונאית נפגעה בכלל מירי הפלסטינים >>
من هي شيرين أبو عاقلة؟
ولدت شيرين نصري أبو عاقلة في عام 1971 في مدينة القدس المحتلة، من أبرز الصحفيات الفلسطينيات في الداخل الفلسطيني.
يُعرف عنها أنها صحفية ميدانية شجاعة وتتمتع بمصداقية عالية، وهي بالنسبة لكثير من العرب تمثل وجه فلسطين المحتلة.
درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس في جامعة اليرموك بالأردن.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو ولاحقاً انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية حتى وفاتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في أيار 2022.