أكّدت الولايات المتحدة على إبقاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على لوائحها السوداء "للمنظمات الإرهابية"، في ظل المفاوضات الرامية إلى استئناف الاتفاق النووي الإيراني بين الجانبين.
وكان رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي قال الخميس "برأيي الشخصي، أعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية".
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن تتشارك هذا الرأي مع الجنرال ميلي، بدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر، أمس الجمعة، مؤيدة للأمر، وفق وكالة "أ ف ب".
وقالت لصحفيين إن "الرئيس يتشارك الرأي مع رئيس الأركان بشأن أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إرهابي".
الحرس الثوري مدرج منذ عام 2019
وأدرجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الحرس، لا سيما فيلق القدس، على هذه القائمة السوداء، عام 2019، بعد زهاء عام من قراره الانسحاب الأحادي من الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، في 2015.
وأبدى بايدن الذي خلف ترامب في منصب الرئيس، رغبته في العودة إلى الاتفاق، بشرط عودة طهران للامتثال لكامل التزاماتها التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن.
وفي وقت تسعى فيه إدارة بايدن منذ عام إلى إحياء الاتفاق، تتعثّر المفاوضات مع إيران، ولا سيما بسبب هذه المسألة، وتطالب السلطات الإيرانية بشطب الحرس عن اللائحة السوداء، ما يثير غضب جزء من الطبقة السياسية الأميركية، خاصة المعارضة اليمينية.
ويبدو أن الجنرال ميلي، والآن بشكل رسمي أكثر الإدارة الأميركية، يفرّقان بين الحرس الثوري وفيلق القدس اللذين نُسب إليهما العديد من "الأنشطة المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط، ما يعطي مؤشراً إلى مقترح أميركي بحلّ وسط، ومن الممكن نظرياً شطب الحرس الثوري عن اللائحة السوداء وإبقاء فيلق القدس مدرجاً عليها.
سيبقى خاضعاً للعقوبات
وأكد المفاوض الأميركي روب مالي، أواخر آذار الماضي، أن الحرس الثوري سيبقى خاضعاً للعقوبات الأميركية حتى لو شُطب عن اللائحة السوداء، وأن نظرة الولايات المتحدة إلى الحرس لن تتغيّر.
وبحسب خبراء عديدين، فإن هذا التصريح لا يعني بالضرورة أن الأميركيين يرفضون شطب الحرس عن لائحتهم السوداء، لأن قادة الحرس سيبقون على أي حال يرزحون تحت وطأة عقوبات أخرى.
وبدت جالينا بورتر، الجمعة، تدعم هذه الفكرة، حيث قالت: "أريد أن أذكر بأن من أصل 107 إدراجات مرتبطة بإيران على اللائحة السوداء قررتها إدارة بايدن، هناك 86 منها تستهدف بشكل محدد أشخاصاً مرتبطين بالحرس أو بجماعات تابعة له".
إلا أنها أكدت مجدّداً على أن إحياء الاتفاق النووي "ليس وشيكاً ولا مؤكداً في هذه المرحلة".