قال مسؤول عسكري كبير في هيئة الأركان الإسرائيلية إن تل أبيب وضعت خططاً لحملة عسكرية واسعة ضد إيران، ولن تكتفي بتدمير المنشآت النووية وإنما توجيه ضربات في العمق الإيراني لشل حركتها واقتصادها، إضافة لضربها في سوريا، مشيراً إلى أن الخيار العسكري على طاولة الطبقة السياسية.
وجاء ذلك في حوار مطول أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم، مع رئيس الشعبة الاستراتيجية والدائرة الثالثة (المعروفة باسم دائرة إيران)، العميد طال كالمان، حول إمكانية توجيه ضربة لإيران، وترجم موقع تلفزيون سوريا أجزاء منه.
وأضاف كالمان، وضعنا مجموعة من الخطط وليس خطة واحدة فقط للحملة العسكرية الكبيرة، تشمل مهاجمة المنشآت النووية إضافة لحملة عسكرية واسعة في الأراضي الإيرانية وفي الجبهة الشمالية (سوريا).
وتابع، المعركة ضد إيران هي معركة مع عدة ساحات أخرى في نفس الوقت، وستكون حملة عسكرية واسعة تمتد خارج الأراضي الإيرانية، بما فيها مشروع "الدقة الصاروخية" التي راكمها الحرس الثوري في سوريا.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، "الحملة العسكرية لن تكون حرباً برية لاحتلال طهران، وإنما توجيه ضربات موجعة الهدف منها تدمير قدراتها العسكرية ومراكز نفوذها في المنطقة وإجبارها على دفع ثمن اقتصادي باهظ لسلوكها العدواني تجاه إسرائيل".
وبالنسبة للساحة السورية، أكد كالمان أنها إحدى الساحات المستهدفة بالحملة العسكرية المقترحة، لأن الحرس الثوري الإيراني نقل إليها صواريخ إيرانية دقيقة وموجهة نحو إسرائيل.
وأضاف، الصواريخ الإيرانية في سوريا ليست مجرد صواريخ باليستية، وإنما صواريخ كروز وطائرات من دون طيار، تنتجها الصناعة العسكرية الإيرانية بكميات كبيرة، يصل عددها إلى الآلاف.
يذكر أن "دائرة إيران"، أو الشعبة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، أنشأت في حزيران/يونيو 2020، كجزء من الأهمية البالغة التي توليها إسرائيل للتهديد الإيراني في الشرق الأوسط.
بينما تشمل الدائرة الأولى دولاً وكيانات لها حدود مباشرة مع إسرائيل، وهي سوريا ولبنان وغزة، أما الدائرة الثانية تشمل العراق واليمن، والدائرة الثالثة تشمل إيران بشكل أساسي، ويترأسها العميد كالمان، المعروف في الأوساط العسكرية بـ "القائد العام لإيران".
وسبق أن حذر العميد طال كالمان، طهران بأن لدى إسرائيل القدرة على "تدمير برنامج إيران النووي بالكامل"، في آذار/مارس الماضي.
وقبل أسبوعين، اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل خلال القمة الأولى بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت على الذهاب إلى "الخيارات الأخرى" في حال فشلت الطرق الدبلوماسية في وقف طموحات إيران النووية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تلوح بها تل أبيب باستخدام الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، ولكنها تأتي في ظل جمود مباحثات "فيينا" لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، التي وصلت إلى طريق مسدود على مدى ست جولات سابقة.
ومن المفترض أن تستأنف جولة جديدة هذا الشهر، إلا أن إسرائيل تستبعد نجاح المساعي الدبلوماسية وترجح "مراوغة" إيران لكسب مزيد من الوقت للوصول إلى مصاف الدول النووية، بحسب كالمان.