أعلنت غرفة التجارة التابعة لحكومة النظام في دمشق عن قرار جديد يقضي ببيع الدولار للتجار عن طريق شركات الصرافة بسعر جديد يعادل ضعفي سعره الرسمي في مصرف سوريا المركزي.
وقالت غرفة تجارة دمشق عبر صفحتها في فيس بوك "نود إعلامكم بأن شركات (المتحدة للصرافة والفاضل للصرافة) تقوم ببيع القطع الأجنبي الآجل والتسليم من يوم لعشرة أيام بسعر 3375 ليرة سورية". أي ما يعادل ضعفي سعر الصرف الرسمي المحدد حسب نشرة المصرف المركزي اليومية بـ 1256 ليرة للدولار الواحد.
وأضافت أن ذلك السعر الذي بدأت شركات الصرافة باعتماده ستكون الأولوية فيه "لتغطية المستوردات الغذائية والدوائية".
تأثير بيع الدولار للتجار بسعر 3375 على ارتفاع الأسعار
ونقل موقع (روسيا اليوم) عن مصدر مصرفي أن "بيع الدولار بهذا السعر للتجار سينعكس على أسعار المستهلك، خاصة أن معظم الاستهلاك حالياً يتركز في المواد الغذائية، وهي التي ستعطى الأولوية حسب السعر الجديد، بمعنى أن تلك السلع ستشهد ارتفاعاً".
وأضاف المصدر أن "تسعيرة الدولار حالياً تساوي 1256 ليرة سورية، فكيف سيكون الحال حين اعتماد سعر أصبح الآن يعادل ضعفي ذلك السعر".
وحول إبقاء السعر حسب نشرة المركزي عند 1256، قال المصدر "إن هذا السعر يستخدم على الورق، وطالما بدأت مؤسسات الصرافة تبيع الدولار بسعر 3375 فهذا يعني أن الأمر بموافقة المركزي".
وأشار إلى أنه "كان من المفترض أن يعلن المصرف المركزي عن السعر وليس أن يأتي الإعلان من غرفة التجارة، وأن يوضح المركزي هل هذا السعر الجديد يشير إلى أن السعر المتداول حالياً في السوق السوداء حقيقي أم وهمي".
وتساءل المصدر "ما هي الدراسة التي أجريت قبل التوصل لذلك السعر؟ وهل هذا السعر داعم للتصدير لخلق أسعار منافسة في السوق؟ وهل تم تأمين موارد قطع لهذا السعر، وما هي تفاصيله؟ خاصةً أنه يزيد عن السعر الرسمي للمركزي بنحو 130 في المئة".
تصريحات النظام حول سعر صرف الدولار في السوق
وقال وزير المالية في حكومة النظام كنان ياغي قبل أسبوع إن الحديث عن سعر صرف 3500 إلى 4 آلاف ليرة في السوق هو سعر "وهمي غير حقيقي ناتج عن المضاربات وعن الحرب النفسية التي تدار من الخارج".
وأضاف أن "سعر الصرف حالياً هو جزأين، جزء حقيقي ناتج عن الاقتصاد الحقيقي الذي تراجع، وهذا لا يتعدى من الـ 2000 إلى 2500 ليرة، والجزء الثاني هو وهمي ناتج عن المضاربات، وعن الحرب النفسية التي تدار من الخارج، وناتج عن بث نوع من قلة الثقة بالاقتصاد الوطني الذي يدفع الناس للاستعاضة عن الليرة بالقطع الأجنبي".
وأشار ياغي إلى أن "أدوات الحرب النفسية هي قسمان، قسم منها يدار من الخارج عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية، وقسم في الداخل هم المضاربون الموجودون في السوق الذين يضاربون سلباً على الليرة السورية، وطالب بـ "عدم الانجرار لهذه المضاربات، والاحتفاظ بالليرة وعدم الاستعاضة عنها بالدولار"
وقال رئيس النظام بشار الأسد، خلال ترأسه جلسة لمجلس وزرائه نهاية آذار الفائت، "إن معركة سعر الصرف تقاد من الخارج والجزء الأكبر منها هي حرب نفسية"، مشيراً إلى أن "ما يحصل الآن بالنسبة لسعر الصرف لا يقل أهمية عن المعركة العسكرية لاستقرار البلد.. مثله مثل الحرب.. مثل الأمن الغذائي.. مثل كثير من العوامل الأخرى.. يجب أن يتم التعامل معها كمعركة".
وسجّلت الليرة السورية في تداولات الشهر الفائت، أدنى مستوى لها على الإطلاق، إذ تخطى سعر صرف الدولار الواحد 4700 ليرة، ليعود ويستقر عند حدود الـ 3500 ليرة في تداولات اليوم.