أفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، يوم الثلاثاء، بأنّ "حزب الاتحاد الديمقراطي - PYD" فرض "إتاوات" تحت عنوان "مساعدات للحزب" على تجّار سوق الهال في الحسكة.
وقال حسن الخالد - اسم مستعار لأحد تجّار سوق الهال الكبير في حي المشيرفة بالحسكة - إن "مسؤولين من PYD أجروا جولةً في السوق، أمس الإثنين، وطالبوا التجّار بدفع مبلغ ألفي دولار أميركي كمساعدة للحزب عن العام الجاري".
وأوضح أنّ "الحزب فرض العام الفائت مبالغ تراوحت بين 100 و500 دولار على كل تاجر بحسب حجم أعماله في السوق، وهذا العام يطالبون بدفع ألفي دولار".
ورأى "الخالد" أنّ هذه المبالغ بمنزلة "إتاوات" وتحصيلها غير قانوني، كونهم يدفعون الضرائب السنوية على أعمالهم، إضافةً إلى دفع رسوم جمارك لشاحنات الخضار والفواكه التي يستوردونها إلى المنطقة.
وأضاف تاجر آخر - فضّل عدم الكشف عن اسمه - أنّ "استمرار حزب PYD بفرض الضرائب الكبيرة وتحصيل الأموال من التجّار، تسبّب بانسحاب بعضهم من السوق".
اقرأ أيضاً.. "الإدارة الذاتية" تفرض إتاوات على التجار وأصحاب الشركات بالقامشلي
وتابع: "فرض الإتاوات سيسهم في رفع أسعار الخضار والفواكه بالأسواق المحلية، لأنّ التاجر سيضطر إلى إضافة هذه المبالغ على أسعار البضاعة التي يبيعها، كي لا يخسر".
- لجنة من التجّار للقاء مسؤولي PYD
وبحسب المصادر، فإنّ غالبية التجار رفضوا دفع المبلغ، وإنّ عدداً منهم شكّلوا لجنة للقاء مسؤولي الحزب بهدف مطالبته بخفض المبلغ بما يتماشى مع الظروف الاقتصادية والحركة الضعيفة للبيع في أسواق المنطقة.
وذكرت المصادر أنّ التجّار وخلال استيرادهم الخضار والفواكه من مختلف المناطق السوريّة وإقليم كردستان العراق، "يدفعون مصاريف كبيرة، بسبب فرض الإدارة الذاتية (ضرائب باهظة) على كل المواد المُستوردة".
- رسوم "باهظة" على شحنات الخضار والفواكه
الأسبوع الفائت، زادت إدارة الجمارك في "الإدارة الذاتية"، الرسوم الجمركية التي تفرضها على شاحنات الخضار والفواكه بعد أن كانت تفرض رسوماً "رمزية" على الشحنات الداخلة إلى مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا.
وحدّدت الجمارك رسوم البطاطا والبندورة والبصل الأخضر بـ3 دولارات أميركية، والبصل اليابس بـ10 دولارات، والثوم بـ20 دولاراً للطن الواحد، كما حدّدت قيمة رسوم إدخال شاحنات الفواكه من الكرز بـ6 دولارات، الموز بـ16 دولاراً، الأناناس بـ60 دولاراً للطن الواحد.
واشتكى تجّار من المبالغ الكبيرة التي فرضتها مديرية الجمارك على شاحنات الخضار والفواكه، فضلاً عن تقدير الرسوم بحسب الصنف الأعلى ضريبة وبحسب سعة الشاحنة لا حمولتها، مشيرين إلى أنّ بعضهم دفع رسوما جمركية عن حمولة 50 طناً، رغم أنّ الشاحنة محمّلة بـ30 طناً فقط، وذلك نتيجة عدم استخدام قبّان الوزن".
وأشار التجّار إلى أنّهم "يضطرون إلى دفع رسوم كامل الشحنة عن النوع الأعلى ضريبة وكمثال في حال الشاحنة محمّلة بطن واحد من الموز مقابل 49 طناً من البطاطا، تُدفع الرسوم عن 50 طناً من الموز".
ويرى التجّار أنّ "قوانين الجمارك الحالي غير مدروس وسيكون له تأثير سلبي على استيراد الخضار والفواكه وارتفاع أسعاره في المنطقة بشكل كبير".
- "إتاوات" على الفلاحين والمحاصيل
إلى جانب فرض ضريبة الدخل من قبل "الإدارة الذاتية" على القاطنين في مناطق نفوذها، فإنّ "حزب الاتحاد الديمقراطي يفرض بشكل منفصل إتاوات سنوية، ويستغل الأحداث الإنسانية في المنطقة لجباية الأموال تحت ذريعة (مساعدة النازحين وعائلات الضحايا) كما يفرض إتاوات مشابهة على المزارعين مع حلول موسم الحصاد".
ويمنح PYD وصل استلام بالمبلغ للأشخاص الذين يُجبرون على دفع هذه الأموال، مع التهديد والوعيد لِمَن لا يدفع.
يشار إلى أنّ العديد من التجّار وأصحاب المحال يُجبرون - وفق المصادر - على خوض جولات تفاوض مع المسؤولين عن جباية تلك "الإتاوات"، أملاً في إنقاص المبلغ، لأنّ عدم الدفع قد يُعرّض مصالحهم ومشاريعهم التجارية - كذلك حياتهم وعائلاتهم - للخطر.