icon
التغطية الحية

"يعاملوننا كالحيوانات".. لاجئ سوري يتحدث عن احتجازه في كوريا الجنوبية

2022.06.08 | 07:20 دمشق

south-korea-migration-detention.jpg
منذ 1994 إلى 2020 تم قبول 1084 طلب لجوء من بين 71042 شخصاً في كوريا الجنوبية - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

عندما فر من سوريا قبل 10 سنوات، لم يعتقد اللاجئ السوري عامر فادو أن كوريا الجنوبية ستكون مكاناً يتعرض فيه لسوء المعاملة لعدة أشهر في مركز احتجاز.

وكشف فادو أنه تعرض لمعاملة سيئة للغاية من قبل السلطات في كوريا الجنوبية، ما يظهر جانباً مختلفاً مما يشاهده العالم عن كوريا الشمالية مثل موسيقا البوب والأفلام، وفق تقرير لموقع "ميدل إيست أي".

الإقامة الإنسانية في كوريا الجنوبية

وصل عامر فادو، 42 عاماً، إلى كوريا الجنوبية قبل عشر سنوات، طالباً اللجوء بعد أن أدرج النظام السوري اسمه على قائمة المطلوبين، لكنه تفاجأ برفض طلبه في العام 2014.

وأشار فادو إلى أن سبب رفض طلب لجوئه أن السلطات الكورية الجنوبية تعتبر "سوريا آمنة بالنسبة له"، وبعد عام، حصل على وضعية إقامة إنسانية، كان مضطراً لتجديدها سنوياً.

وعلى عكس وضع اللاجئ الدائم، يمكن لأولئك الذين يحصلون على إقامة إنسانية في كوريا الجنوبية العمل فقط في وظائف يدوية، مثل التصنيع أو البناء أو الزراعة، ولا يحصلون على أي دعم مالي من الحكومة.

وبعد خلاف مع مالك المنزل الذي يقوم فيه في العام 2019، اعتقل عامر في مدينة تشيلغوك شمالي البلاد، وحُكم عليه بالسجن ستة أشهر بتهم متعلقة بمدفوعات إيجار متأخرة، وهو الأمر الذي ينفيه، وفق "ميدل إيست أي".

قضى فادو ثمانية أشهر في السجن بانتظار المحاكمة، وكان يتوقع الإفراج عنه بعدما أيدت محكمة الاستئناف حكم الستة أشهر، لكنَّ سلطة الهجرة الكورية أصدرت بحقه أمر ترحيل في تموز من العام 2020، بحجة أنه ارتكب فعلاً إجرامياً.

الاحتجاز في كوريا الجنوبية

بعد ذلك نُقل اللاجئ السوري إلى مركز احتجاز المهاجرين سيئ السمعة في مدينة هوا سونغ، والذي يُشار إليه أحياناً باعتباره "ملجأ الأجانب"، حيث يجري الإبقاء على المهاجرين المقرر ترحيلهم في هذا المركز ومراكز أخرى حتى موعد ترحيلهم.

وقال عامر فادو "أنا لستُ مجرماً ولم ألحق أي أذى بأي شخص، لكنَّهم عاملوني كحيوان"، مؤكداً على أن فترة سجنه التي امتدت إلى 22 شهراً "اتسمت بالحجز الانفرادي والإيذاء الجسدي والتعذيب النفسي"، وقُيدت بسلاسل مربوطة بأصفاد، ولم يكن بإمكاني تحريك ذراعي ويدي إطلاقاً".

photo_2022-05-03_18-44-07.jpg

وأوضح فادو أنه أمضى ستة أشهر في حجز انفرادي، دون إمكانية التعرُّض لضوء الشمس، وواجه الإيذاء الجسدي والإهمال الطبي"، مضيفاً "تركوني مُقيَّداً طوال الليل والنهار، ولم يكونوا يُحررونني إلا لمدة 30 دقيقة خلال أوقات الوجبات. وكانوا يرمون بي في غرفة الحجز الانفرادي لأيام وأشهر".

وأشار اللاجئ السوري إلى أنه "تعرّضت أيضاً للضرب والصعق الكهربائي عدة مرات بصاعق يشبه الهراوة، وأُصيبَت أعصاب يديّ أيضاً بعد قضاء أشهر في الأصفاد، وفقدتُ الآن أربعة أسنان بسبب الضغط النفسي والجسدي".

وذكر فادو أن سوء معاملته توقف بعد تسريب لقطات كاميرا مراقبة التقطت داخل أحد مراكز الاحتجاز تشرين الأول الماضي، يظهر طالب لجوء مغربي مقيد بالحبال في حبس انفرادي لساعات، الأمر الذي تسبب برد فعل سلبية في وسائل الإعلام.

وكانت منظمة "المدافعون عن المصلحة القانونية العامة"، وهي منظمة غير حكومية للدعم القانوني للاجئين، أوصلت قضية عامر للمحكمة، وبعد معركة قضائية استمرت 7 أشهر، حكمت المحكمة بأن مركز الاحتجاز مخالف للقانون وأمرت بإطلاق سراحه في نيسان الماضي.

ويطالب عامر الآن بالعدالة، موضحاً "كيف سيتم تعويضي عن 22 شهراً؟ أنا محطم عقلياً وجسدياً. ألا يجب معاقبة من أساء لي؟".

اللاجئون في كوريا الجنوبية

على الرغم من أن كوريا الجنوبية وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين في العام 1992، وكانت أول دولة آسيوية تقدم قانوناً للاجئين في العام 2013، إلا أن العدد الإجمالي للاجئين المعترف بهم منخفض بشكل كبير.

وتظهر الأرقام التي نشرتها وزارة العدل أنه في العام 2020 تم منح 52 موافقة على طلبات اللجوء، من أصل 11892 من المتقدمين المنتظرين وضع اللاجئ، وهو معدل قبول يبلغ 0.4 %.

ووفق أرقام وزارة العدل الكورية الجنوبية، فإنه منذ العام 1994 إلى العام 2020، تم قبول 1084 طلب لجوء من بين 71042 شخصاً تقدموا بطلباتهم للجوء في كوريا الجنوبية.

وأشار مركز "NANCEN" لحقوق اللاجئين في كوريا الجنوبية، إلى أنه يوجد قرابة 1200 سوري و800 يمني من طالبي اللجوء في كوريا الجنوبية، معظمهم يعيشون بتأشيرة إقامة إنسانية، ويضطرون بموجبها للعمل في وظائف محفوفة بالمخاطر وغالباً ما تكون خطرة.