يعيش الطفل محمد أحمد (10) سنوات من محافظة إدلب حالة من الذعر والخوف، منذ أن فقد ساقه اليسرى، قبل 6 سنوات، من جراء هجوم شنته قوات نظام الأسد على مدينة إدلب.
وبحسب تقرير لوكالة "الأناضول" فإن الحالة النفسية للطفل تأثرت بشكل كبير وأصبح ينتابه الخوف الشديد عند سماعه أي صوت للطائرات أو القنابل أو القذائف حتى أصبح صوت الرعد يرعبه، ظناً منه أنه قصف للنظام.
الشظايا أدت إلى بتر ساقه
ولد "محمد أحمد" في العام 2011 الذي اندلعت فيه الثورة السورية، ومن جراء قصف النظام على مدينة إدلب في العام 2015 أصيب في ساقه اليسرى عندما كان يلعب بجوار منزله، الأمر الذي أدى إلى فقدان ساقه، حيث استمر علاج محمد عدة أشهر في مستشفيات إدلب، ومنذ 5 سنوات ترعاه جدته مريم أحمد (62) عاماً.
وعقب تكثيف قوات النظام وروسيا غاراتهما على إدلب نزح الطفل وجدته من إدلب إلى منطقة الباب عام 2019 واستقرا بمخيم الأزرق للاجئين، وما يزال الطفل محمد يعاني من آثار الصدمة التي تعرض لها قبل 6 سنوات.
وقال محمد أحمد إنه يرغب في الحصول على قدم صناعية حتى يتمكن من الذهاب إلى المدرسة والمسجد من دون عكاز، وليستطيع اللعب مع أصدقائه، معرباً عن رغبته في حفظ أجزاء من القرآن في المسجد الذي يوجد في المنطقة التي لجأ إليها.
وأفادت جدة الطفل، مريم أحمد، أن حالة حفيدها النفسية تأثرت بدرجة كبيرة بسبب ما تعرض له، مضيفةً أنها سمعت صراخ حفيدها عندما أصيب ونبشت التراب بيديها لتخرجه من تحت الأنقاض.
وأوضحت أنه لم يكن هناك من يساعدها، لتسعفه إلى المستشفى حتى تنقذ حياته، حتى تمكنت من الوصول إلى المستشفى في محاولة منها لإنقاذ حفيدها الذي كان يغطيه التراب والممتزج بدمائه.
وأشارت إلى أن الشظايا التي أصيب بها تسببت في بتر نصف ساقه اليسرى وأحد أصابع يده اليمنى، وأنها عانت كثيراً خلال فترة علاجه بالمستشفيات.
ذعر من الأصوات
ذكرت جدة الطفل أن الحالة النفسية لحفيدها منذ ذلك اليوم تسوء، وأنه لا يزال يشعر بالخوف دائماً، مشيرة إلى أنه منذ عدة أيام انفجر لغم أرضي في المنطقة التي لجأت إليها وأنه من شدة خوفه اختبأ خلف جدته.
وأشارت أيضاً أنها حاولت تهدئته لكنه كان مذعوراً ويصرخ قائلاً إن طائرة سقطت، فقد أصبح يخاف أيضاً من صوت الرعد ومن كل شيء.
وبسبب الصدمة التي تعرض لها الطفل "أحمد"، أصبح لا يرغب بالعودة إلى إدلب والعيش مع والديه، مفضلاً المعيشة في المخيم.
الأطفال ضحايا
يعد "أحمد" واحداً من ملايين الأطفال الذين أصبحوا ضحايا القصف والدمار، من جراء قصف النظام وروسيا للمناطق الخارجة عن سيطرته بالأسلحة المحرمة دولياً وقذائف المدفعية التي تلحق ضرراً جسدياً ونفسياً في صفوف الأطفال.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرها السنوي في الـ26 من كانون الثاني الفائت الذي حمل عنوان "العقد الدامي" مقتل 326 طفلاً في سوريا خلال العام 2020، بالإضافة إلى اعتقال 52 طفلاً.
وفقاً لتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" فإن أكثر من نصف مليون طفل أعمارهم دون سن الخامسة يعانون من تأخر النمو بسبب سوء التغذية في سوريا.
وقالت اليونيسف إن 2.4 مليون طفل داخل سوريا و750 ألفاً خارجها لا يتمكنون من الذهاب الى المدرسة، وإن 2.6 مليون طفل أجبروا على النزوح مع عائلاتهم، وإن هناك نحو 6.1 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة داخل البلاد.
وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها سجلت مقتل 29 ألفاً و457 طفلاً في سوريا منذ العام 2011.