تعرضت قرى الساحل السوري في الآونة الأخيرة لحوادث متكررة هاجمت فيها ذئابٌ بعضَ المدنيين والمواشي، وأثارت قلقاً شديداً بين سكان المنطقة الذين لجؤوا إلى نصب الكمائن للإيقاع بها.
الناشط البيئي، يمان عمران، قال لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، إن إنه وفقاً للصور المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وبحسب إفادة الأهالي، خاصة الذين تعرضوا للهجوم، تبين أن الحيوان الذي يهاجم الأهالي هو الذئب الرمادي الشائع غرب آسيا (Canis lupus pallipes)، ويسمى الذئب الهندي أو الإيراني.
وأظهرت الصور المتداولة أن جثث الحيوانات المهاجمة التي قتلت، يتبين أن تلك الجثث تعود لجراء ذئب يافعة كبيرة ولكنها لم تبلغ بعد، كما يبدو من لونها البني الفاتح مع الأبيض المصفر، حيث يتغير لونها عند البلوغ ليحتل اللون الرمادي جزءاً كبيراً من لون الفراء، بحسب عمران.
توقع إصابة الذئاب بمرض غير سلوكها
ويعد سلوك هذه الحيوانات الذي ظهر مؤخراً من خلال هجومها واقترابها من البشر غير المألوف، وفقاً لعمران، بالإضافة إلى التنقل بين المنازل في وضح النهار دون خوف، والشراسة الكبيرة هو أمر غير طبيعي أبداً لهذا النوع من الذئاب، مبيناً أن هذا السلوك ناجم عن مرض أصاب هذه الحيوانات بدرجة 100 في المئة، لكننا بحاجة إلى التأكد من ماهية المرض الذي تكشف عنه تحاليل العينات التي تم أخذها من الحيوانات التي تم قتلها.
والمتهم الرئيسي لحالة هذه الجراء هو داء الكلب (Rabies)، الموجود أساساً في المنطقة وصاحب السببية بكل الحالات الشبيهة وشبه المتطابقة التي حدثت في الماضي وفي دول الجوار، بحسب عمران.
وداء الكلب هو مرض قاتل للفقاريات ذوات الدم الحار، ويسبب عدوى الجهاز العصبي المركزي، والشلل، والموت، فهذا المرض قاتل، أي أن الحيوان المصاب عاجلاً أم آجلاً سوف يموت.
وهذا المرض يأتي على شكل جائحة بين الحيوانات كل فترة، حيث تكررت مثل هذه الحوادث في سنين ماضية مع الذئاب وبنات آوى، كحادثتي هجوم جرو ذئب غير بالغ في منطقة الشيخ بدر بريف طرطوس في عام 2014، وتكرار حالات هجوم لبنات آوى مسعورة بحالات فردية في الفترة الممتدة بين 2016-2019 في منطقة القدموس، أي أنها في النهاية ظاهرة غير جديدة وإنما مألوفة، ولكنها تأتي على شكل هبات في مناطق معينة كل مدة من الزمن، مع وجود العدوى، بحسب عمران.
ما الإجراءات الإسعافية عند التعرض لعض؟
أهم الإجراءات الإسعافية للإنسان الذي يتعرض للعض من قبل هذه الحيوانات، تبدأ بضرورة غسل الجرح جيداً بالماء والصابون، وكلما كان مكان العض بعيداً عن الرأس كانت الفرصة أكبر للنجاة بحال تعقيم الجرح وغسله، لأن فيروس الكلب يستوطن في الدماغ، بالإضافة إلى أخذ اللقاح فوراً أو كحد أقصى خلال 24 ساعة، حيث ينتقل الفيروس ببطء بالدم.
ويفضل قطع رأس الحيوان العاض وأخذ عينات لتحليلها عند الجهات الصحية لبيان إن كان مصاباً بفيروس الكلب عبر المجهر الإلكتروني، مع ضرورة ملاحظة تغير أي سلوك للحيوانات في المنزل أو في المزرعة، خاصة الهيجان، واحمرار العين، وسيلان لعاب شديد، والعدوانية.