حذر خبير في الحياة البرية، اليوم الإثنين، من قتل الذئاب في سوريا بسبب التأثير السلبي الكبير الذي سيحدث على النظام البيئي في المنطقة.
ونقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام، عن الخبير أحمد إيدك قوله إن "موضوع صراع الذئاب مع مربي الأغنام هو صراع أزلي على مدى التاريخ وليس بجديد؛ فالذئاب تهاجم قطعان الأغنام في بعض الأحيان في جميع أماكن وجودها وفي جميع دول العالم وهو شيء ليس بجديد على سوريا أو غيرها من الدول الأخرى، لذلك فليس من المستغرب مطلقاً أن نسمع عن قتل الذئاب للأغنام في أي مكان".
وقال إيدك إن وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية تبالغ في تقديم الأخبار، حيث أكد أن معظم المعلومات التي تنشر حول هجوم الذئاب على البشر أو حيواناتهم مبالغ فيها وغير صحيحة، والغاية منها جمع الإعجابات وتضخيم الأمور بغرض زيادة شهرة الصفحة الفلانية أو غيرها.
وأشار إلى أن "مربي الأغنام يقومون بحماية حيواناتهم من هجوم الذئاب منذ القدم، وهذا واجبهم، فمن غير المنطق بأن نطلق حملة لإبادة الذئاب والضباع وغيرها من الحيوانات لأنه أمر غير منطقي ولا يقبله عاقل".
وأضاف أن "ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي حالياً هو تهويل للعديد من الأخبار والمعلومات عن الحيوانات البرية وإظهارها بصور بشعة للتشجيع على قتلها من جهة، ولتفاخر البعض بقتلها وكأنهم قاموا بإنجاز تاريخي". حسب وصفه
وأكد الخبير في الحياة البرية أن "الذئاب هي جزء أساسي من النظام البيئي السوري مثلها مثل الضباع وبنات آوى والثعالب وغيرها، وما يحدث الآن من عمليات الإبادة لتلك الحيوانات سيكون له تأثير سلبي كبير على النظام البيئي كما حدث في بعض الدول الأوربية التي قضت على الـذئاب في القرون السابقة وتحاول جاهدة الآن لإعادة تلك الحيوانات إلى الطبيعة بشتى الوسائل بسبب اختلال النظام البيئي بعد غياب تلك المفترسات".
وأشار ايدك إلى وجود الذئاب في جميع المناطق السورية ولكن بأعداد قليلة بسبب قتلها بشكل دائم.
وحول ظهورها في منطقة القلمون، قال: “ليس بشيء جديد، فهي موجودة هناك منذ القدم، والأخبار التي تناولت هجوم قطعان من الذئاب على البشر والحيوانات في القلمون هي أخبار غير صحيحة وأغلب الظن بأنها كانت مجموعة من حيوانات ابن آوى".
وأضاف: "يستطيع مربو الأغنام المحافظة على قطعانهم بحمايتها؛ ففي حال اتخذوا احتياطات الأمان تجاه مواشيهم فلن تستطيع الذئاب قتل أي شيء منها وهذا واجبهم، ولا يجب أن نقوم بإبادة الذئاب التي أصبحت مهددة بالانقراض في سوريا".
بعض حوادث هجوم ذئاب على الأغنام في سوريا
فجر السبت الماضي، هاجم قطيع من الذئاب أحد قطعان الأغنام في قرية دوما شرقي السويداء، ما تسبب بنفوق ثلاثين رأساً وإصابة 15 منها.
ونقلت صحيفة "تشرين" التابعة للنظام عن رئيس دائرة الصحة الحيوانية بمديرية زراعة السويداء كميل مرشد قوله إن صاحب المزرعة اضطر إلى ذبح خمسة منها وبيعها مباشرة لحماً، وذلك بعد أن تم الكشف عليها صحياً للتأكد من سلامتها عبر أحد الأطباء البيطريين في المنطقة، حيث تقدر خسائر المربي بنحو ٣٠ مليون ليرة".
ويوم الجمعة الماضية قالت صحيفة "تشرين" إن حالة من القلق والرعب تسود في مدن وبلدات وقرى القلمون الغربي في محافظة ريف دمشق، إثر مهاجمة قطيع من الذئاب سكان منطقة الغوادر في دير عطية حيث تكثر هناك مزارع تربية الدواجن وحظائر الأغنام وللمرة الثانية على التوالي، خلال 48 ساعة، في حين يعزو مربو الأغنام وأصحاب المداجن هناك أن ظهور الحيوانات المفترسة إلى الجفاف الذي تعاني منه البادية السورية.
وأضافت أن قطيعا من الذئاب هاجمت ليل الخميس مزارع دير عطية في منطقة الغوادر، ما أدى إلى إصابة العديد من رؤوس الأغنام، بينها أغنام ولود.
وفي تشرين الثاني الماضي، هاجمت قطعان من الذئاب المفترسة، عشرات الأغنام وفتكت بعدد منها في قرية حميمات الداير بريف إدلب.
وقالت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا إن قطعانَ من الذئاب المفترسة هاجمت منزل مختار قرية الحميمات بريف إدلب وفتكت بأربعة رؤوس من الأغنام".
وأظهر تسجيل مصور عدداً من الأشلاء لأغنام نهشتها الذئاب، في حين أصابت تلك الحيوانات المفترسة أكثر من عشرين رأساً من الأغنام بجروح، ما دفع أصحابها لذبحها.