icon
التغطية الحية

"يا مسهرني" و"لغملي الراس".. أسماء للمخدرات في سلمية والنظام يروجها في المقاهي

2024.06.27 | 11:35 دمشق

مبنى "الثرايا" وسط مدينة سلمية ـ خاص
مبنى "السرايا" وسط مدينة سلمية ـ خاص
خاص ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تنتشر منتجات جديدة في قوائم بعض المقاهي في مدينة سلمية بريف حماة، فإذا ارتدت أحدها "وقد أصبحت معروفة" وطلبت نرجيلة ثم جاءك النادل يسأل: "بتحب لغّمها؟"، فهو يقصد إن كنتَ تود إضافة قليل من مادة الحشيش المخدر إلى نرجيلتك. وهو أمر لم يعد مستَغربا في المدينة التي تشهد ازديادا في تدخين "الحشيش" وخصوصا بين فئة الشباب التي تعتبر الأكثر استهلاكا لهذه المادة والأشد استهدافا من قبل التجار والمروجين.

مصادر الحشيش وأماكن الترويج

الشاب "حسن علي" _اسم مستعار_ يعمل في أحد المقاهي، يقول لموقع تلفزيون سوريا إن "تقديم الحشيش للزبائن أصبح أمرا طبيعيا ومنتشرا في بضعة مقاهي محددة حيث يضاف إلى مادة المعسل في النرجيلة وذلك بناءً على رغبة الزبون، الذي يشربها إلى جانب المشروب الشعبي "المتة" أو الشاي أو غيرها من المشروبات حلوة المذاق، حيث أن الحشيش يعمل على زيادة النشاط في الجسم وبما أن السكر يزيد السعرات الحرارية فإنه يعتبر إضافة مناسبة للمفعول الذي يسببه الحشيش".

ويكمل الشاب "حَسن" كلامه قائلا إن "الحشيش ليس سلعة متوافرة في الأسواق، وإنما يبيعه لأصحاب المقاهي تلك أشخاص من المدينة وهم متطوعون في ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني، أو عناصر من الأمن أو جيش النظام السوري يخدمون في مناطق تسيطر عليها تلك الميليشيات مثل أرياف دير الزور ودرعا وريف دمشق، لذلك يكون من السهل شراء هذه المادة وتوزيعها، حيث أن هؤلاء الموزعين أو المروجين لا توجد جهة أمنية قادرة على ردعهم وبالتالي يوفرون الحماية اللازمة لترويج هذه التجارة".

مصدر محلي في مدينة سلمية أفاد لتلفزيون سوريا بأن هناك أربعة مقاهي يتم ترويج الحشيش فيها، يقع أحدها في المجمع السكني لطلاب الجامعة والثلاثة الآخرين في وسط المدينة، حيث أن هذه المقاهي معظم زبائنها من المراهقين والشباب خصوصا طلاب الجامعة.

ويخبرنا الشاب "عادل" وهو من خارج المدينة ويدرس في كلية الزراعة في سلمية بأنه يتعاطى الحشيش أو "الكيف" كما هو متعارف عليه بين العامة مع مجموعة أصدقاء ضمن جلسات سهر لا تكتمل فيها "أجواء السعادة" حسب وصفه إلا بسيجارة حشيش تنسيهم ضغوط الحياة ومرارة العيش في سوريا.

أسعار المواد المخدرة في المدينة

وأما عن أسعار هذه المواد، فيكمل عادل حديثه بالقول إن "سعر غرام الحشيش يتراوح بين 5 آلاف و10 آلاف ليرة، تقريبا نصف دولار، أي بسعر سندويشة الفلافل لذلك هي بضاعة رائجة بسبب رخص ثمنها".

إلا أن هذه المادة تباع بطريقتين الأولى تعرف بالمُفرَّق حيث تباع القطعة الواحدة بوزن 10 غرامات إلى حد 50 غراما، والطريقة الثانية تباع بالجملة ويكون وزن أقل قطعة يساوي 200 غرام وتسمى بين المروجين بالكف.

أنواع المخدرات المنتشرة في سلمية

يُعتبر الحشيش الأكثر تداولا بين المتعاطين في المدينة، إلا أن هناك أصنافا أخرى متوافرة بين الناس لكنها أقل انتشارا وأشد خطرا وأرخص سعراً، ألا وهي حبوب "الكبتاغون" التي تباع على شكل حبوب مخدرة وتعرف باسم "يا مسهرني" لأنها تُبقي الشخص الذي يتناولها نشطا ومستيقظا حتى الصباح أو حتى يومين متتاليين، وهي حبوب يكثر تعاطيها بين عناصر ميليشيا الدفاع الوطني أو العساكر في جييش النظام السوري الذين كانوا يتناولونها منذ أيام الحرب من أجل البقاء مستيقظين في أثناء المعارك، وما زالوا يشربونها حتى اليوم لأنهم أدمنوها.

موقع تلفزيون سوريا تجول في المدينة ورصد ردود أفعال الأهالي التي تباينت بين الغاضبة وبين اليائسة، فالأستاذة "براءة" تخبرنا قائلةً :"إن انتشار الحشيش والمخدرات هي ظاهرة مستحدثة في سلمية التي ينوي النظام تحويلها من مدينة الفكر إلى بؤرة للجريمة، عبر كثير من الوسائل التي كان آخرها ترويج المخدرات التي يصدرها إلى دول الجوار وأوروبا".

أما الشاب "يوسف" يعلق ساخراً على مكافحة النظام لهذه الظاهرة :"لا يوجد علاج لهذه المشكلة، ففي كل سنة تتكرر المسرحية نفسها منذ العام 2019، حيث يقوم النظام بحملة اعتقالات لعشرات المتعاطين والمروجين الذين يُفرج عنهم بعد عدة أيام مقابل مبالغ مالية، كما يفعل مع لصوص الدراجات النارية والمحال التجارية الذين يتقاسمون السرقات مع عناصر الأمن الجنائي".