icon
التغطية الحية

وول ستريت جورنال: هل تدفع إيران ثمناً باهظاً في سوريا؟

2024.05.08 | 06:32 دمشق

المقر الإيراني الذي استهدفته إسرائيل بصواريخها وسط دمشق
المقر الإيراني الذي استهدفته إسرائيل بصواريخها وسط دمشق
The Wall Street Journal - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

دفعت إيران أول ثمن كبير بسبب حربها بالوكالة في الشرق الأوسط بعدما قتلت إسرائيل شخصيتين إيرانيتين بارزتين نشرتا بذور الفوضى في المنطقة، وهذا ما جعل إسرائيل تنقل خبر غارتها الصاروخية على دمشق على النحو الآتي: "أهم عملية اغتيال منذ مقتل سليماني"، وفي ذلك العنوان إشارة لما حدث في كانون الثاني عام 2020 عندما قتلت غارة أميركية قاسم سليماني الذي يعتبر العقل المدبر لإرهاب إيران خارج حدودها ومخططاتها للحرب بالوكالة.

لقد قتلت تلك الغارة الجنرال محمد رضا زاهدي، وهو أرفع قيادي في فيلق القدس بلبنان وسوريا، إلى جانب قتلها لنائبه ورئيس أركان قواته. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن تلك الهجمات، إلا أن راديو الجيش الإسرائيلي وقوات الحرس الثوري الإيراني أكدت عمليتي الاغتيال، كما أعلن الحرس الثوري عن مقتل سبعة جنود آخرين.

وبما أن زاهدي كان قائداً إقليمياً لفيلق القدس، لذا فقد كان أهم رجل في حرب إيران على إسرائيل، فقد تزعم حزب الله الذي أطلق أكثر من 3500 صاروخ على شمالي إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وذلك من دون أن يتعرض لأي هجمة، كما أن هذا الرجل أعطى الأوامر لنظام بشار الأسد، وهو المسؤول عن نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، ويُعتقد بأنه يتواصل بشكل يومي مع زعيم هذا الحزب: حسن نصر الله.

نُفذ الهجوم بدقة كبيرة على مبنى مجاور لمبنى السفارة الإيرانية، ويعتقد بأنه يستخدم كمقر عسكري للحرس الثوري الإيراني، بيد أن قدراً كبيراً من التهويل والتذمر دار حول ما إذا كان هذا المبنى يستخدم لأغراض دبلوماسية أم عسكرية، لكن الولايات المتحدة صنفت الحرس الثوري وفيلق القدس ضمن التنظيمات الإرهابية التي تخطط وتنفذ استراتيجية إيران الساعية لتخريب المنطقة ومد النفوذ الإيراني فيها، أي أن هذين الرجلين قد تلطخت أيديهما بأنهار من الدماء.

الرد الإسرائيلي والرد الأميركي

لا شيء في هذه الغارة الإسرائيلية يشبه الرد الأميركي على وكلاء إيران الذين قتلوا ثلاثة جنود أميركيين بالقرب من الحدود السورية في كانون الثاني الماضي، فقد سربت إدارة بايدن أخبار انتقامها قبل أن تنفذه، وأعطت للقادة الإيرانيين في سوريا ما يكفي من الوقت للهرب، وهذا ما لم يتسن لهم مع هذه الضربة.

هددت إيران برد قاس، إلا أنها لا يمكنها أن تزعم بأنها لم تسعَ وراء التصعيد، إذ عشية يوم الأحد، وقبل الغارة التي استهدفت دمشق، أطلقت مسيرة إيرانية من العراق نيرانها على قاعدة بحرية إسرائيلية في إيلات، وأعقب ذلك هجوماً إسرائيلياً عنيفاً على غزة، ضمن غارة مباغتة أسفرت عن مقتل مئتي فلسطيني واعتقال أكثر من 500 آخرين، زعمت إسرائيل أن بينهم قياديون كبار لدى حماس والجهاد الإسلامي، كانوا في مشفى الشفاء، لكن لم يمكن التحقق من ذلك.

بيد أن الجبهة التي يجب أن تخضع للحراسة الآن هي الجبهة الشمالية في إسرائيل، إذ يمكن لإيران أن توعز لحزب الله بالرد عبر حزمة من بين المئتي ألف صاروخ إيراني موجود هناك إلى جانب أنواع أخرى من الذخائر، بينها صواريخ باليستية. كما يمكن أن يتدخل وكلاء آخرون في القتال ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

أي أن المخاطر باتت عالية بما أن إيران أصبحت تدرس الخيارات المتاحة أمامها، كما أن طهران بحاجة لسماع رسالة واضحة من البيت الأبيض، أي أن الدعم الثابت لإسرائيل، وليس الانتقاد الهادف لتقويض الحكومة الإسرائيلية هو الذي سيجعل نظام خامنئي يفكر مرتين قبل أن يعطي أمراً لابد أن يندم عليه.

المصدر: The Wall Street Journal