icon
التغطية الحية

وول ستريت جورنال: فؤاد شكر تلقى مكالمة غامضة قبيل استهدافه

2024.08.18 | 14:02 دمشق

67569898
فؤاد شكر تلقى مكالمة غامضة قبيل استهدافه (المنار)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، قُتل بعد مكالمة هاتفية غامضة استدرجته لشقته في بيروت.
  • شكر كان أحد مؤسسي حزب الله وأحد أهم قادته العسكريين، معروف بلقب "الشبح".
  • الهجوم الإسرائيلي استهدف شكر بالطابق السابع، وأدى إلى مقتل زوجته و4 آخرين.
  • حزب الله يحقق في فشل استخباري أدى إلى مقتله بعد اختراق شبكة الاتصالات.
  • شكر قاد المناوشات مع إسرائيل وكان حذراً بسبب اختراقات إسرائيل السابقة للحزب

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن معلومات حصلت عليها، تفيد بأن القيادي في "حزب الله" اللبناني فؤاد شكر كان قد تلقّى مكالمة هاتفية غامضة لعبت دوراً أساسياً في عملية استهدافه بقصف إسرائيلي أدى إلى مقتله أواخر الشهر الماضي.

ولأربعة عقود من الزمان، ظل فؤاد شكر بعيداً عن أنظار الولايات المتحدة منذ أن أسفر قصف عن مقتل 241 جندياً أميركياً في ثكنة مشاة بحرية في العاصمة اللبنانية بيروت، والذي تقول واشنطن إنه شارك في التخطيط له. وفي نهاية تموز الفائت، عثرت عليه غارة جوية إسرائيلية في الطابق السابع من مبنى سكني ليس بعيداً عن هناك.

وبحسب الصحيفة، فإن شكر كان أحد مؤسسي "حزب الله"، الذي صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، وأقدم عملائه. وهو صديق موثوق به منذ فترة طويلة لزعيم الحزب حسن نصر الله، والذي لعب دوراً رئيسياً في تطوير ترسانة الصواريخ التي جعلت من الحزب أكبر ميليشيا غير حكومية مسلحة في العالم.

وعلى مدى الأشهر العشرة الماضية، كان شكر يقود المناوشات الحدودية بين الحزب وإسرائيل. ورغم اعتباره واحداً من أهم الشخصيات في تاريخ "حزب الله"، فقد عاش حياة شبه سرية؛ حيث يظهر فقط في اجتماعات صغيرة للخبراء الذين يثق بهم الحزب، لدرجة أنه وصف بـ "الشبح".

مكالمة هاتفية تسببت باستهدافه

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في "حزب الله" أن شكر قضى يومه الأخير (في 30 من تموز الماضي) في مكتبه، بالطابق الثاني من مبنى سكني في حي الضاحية الجنوبية ببيروت، وكان يسكن في الطابق السابع من المبنى نفسه، ربما لتقليل الحاجة إلى التنقل في العلن.

في تلك الليلة، ووفقاً للمسؤول في الحزب، تلقى شكر مكالمة من شخص ما يطلب منه الذهاب إلى شقته في الطابق السابع، وفي حدود الساعة 19.00 بالتوقيت المحلي، قصفت إسرائيل الشقة وثلاثة أدوار تحتها، ما أدى إلى مقتل شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين. وأصيب أكثر من 70 شخصاً، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

كان هدف الاتصال جذب شكر إلى الطابق السابع؛ حيث جعل من الأيسر استهدافه. وقال المسؤول في "حزب الله" إن الاتصال جاء -على الأرجح- من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية للحزب، مضيفاً أن الحزب وإيران يواصلان التحقيق في هذا "الفشل الاستخباري".

وأردف: "هناك اعتقاد بأن إسرائيل تغلبت على تقنيات مكافحة التجسس لدى حزب الله بتكنولوجيا أكثر تقدماً".

نشاط شكر خلال 4 عقود

بعد أن فرضت إسرائيل حصاراً على بيروت في عام 1982، تراجعت العناصر المقاتلة إلى وادي البقاع في شرقي لبنان. كان شكر في ذلك الوقت يعمل لدى المديرية العامة للأمن العام، وطُلب منه أن يرافق مجموعة من الدبلوماسيين الإيرانيين من الحدود السورية إلى السفارة في بيروت.

وفقاً لقاسم قصير -وهو محلل سياسي يعرف "حزب الله" وقد عرف شكر منذ أوائل الثمانينات- تم خطف الدبلوماسيين خلال الطريق، ويُقال إن حزب "القوات اللبنانية" هو من خطفهم. وأطلقوا سراح شكر باعتباره موظفاً في جهاز أمني، أما الدبلوماسيون فاختفوا.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن أحد أقرباء فؤاد شكر، أنه تدخل بنفسه في عام 1993، ليقنع مجموعة من المتظاهرين التابعين لـ "حزب الله" والمعترضين على اتفاقيات أوسلو في بيروت، بألا يصطدموا بقوات الأمن.

وبعد اندلاع القتال بين حركة "حماس" وإسرائيل عقب هجوم 7 تشرين الأول، بدأ "حزب الله" بمهاجمة إسرائيل عبر الحدود، وقتلت إسرائيل نحو 400 عنصر مقاتل وقيادي من الحزب منذ ذلك الوقت.

ويضيف مسؤول "حزب الله" للصحيفة أنه بسبب خوف نصر الله من الاختراق الاستخباري الذي مكَّن إسرائيل من قتل قادة الحزب، أمر في شهر شباط الفائت مقاتليه وعائلاتهم بعدم استخدام الهواتف النقالة، وقال: "لجأ حزب الله إلى استخدام لغة مشفرة، ليس فقط على القنوات المفتوحة، ولكن أيضاً على شبكة الاتصالات الداخلية الخاصة".

ويوضح المسؤول أنه في بداية اليوم الذي تم فيه استهداف شكر، أصدر الحزب أوامر لكبار قادته بالاختباء، نظراً للمخاوف من أنهم قد يكونون في خطر، بعد مقتل عدة أشخاص بسبب مقذوف أصاب ملعباً في قرية مجدل شمس بالجولان، واتهمت إسرائيل "حزب الله" بالمسؤولية عنه، بينما نفى الأخير علاقته بالهجوم.

ويلفت مسؤول "حزب الله" إلى أنه بعد القصف الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، لم يكن واضحاً على الفور ما إذا كان شكر قد قُتل. ويقول: "بعض الأشخاص في حزب الله كانوا يعتقدون أنه قد يكون قد امتثل لأوامر الإخلاء وفرَّ. واستغرق الأمر وقتاً للعثور على جثته. كانت قد قُذفت إلى مبنى مجاور".

شاب كان يجلس على الرصيف قرب المبنى الذي قُتل فيه شكر، يقول: "لقد سمعنا اسمه، لكننا لم نره مطلقاً"، مضيفاً: "لقد كان مثل الشبح"، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".