أعاد مسلسل "ولاد بديعة" الذي يجري عرضه خلال شهر رمضان الحالي، مهنة الدباغة في سوريا إلى الواجهة، كون قصته تتحدث عن عارف الدباغ وأبنائه.
تراجعت مهنة الدباغة في سوريا بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث كانت تضم مدينة عدرا الصناعية في السابق 85 منشأة، بينما توجد حالياً 15 منشأة فقط، بحسب صحيفة "البعث".
يوجد أكثر من 30 معملا معروضا للبيع، كما أن كثيرا من الدباغين غيّروا مهنتهم نتيجة غلاء أسعار الجلد الخام وغلاء المواد الأولية المستوردة.
كذلك انعكس توقف تراجع المهنة على عشرات العمال، حيث كان يضم المعمل في السابق من 10 إلى 20 عاملاً، بينما يقتصر العدد الآن على اثنين إلى 5 عمال.
أسباب تراجع مهنة الدباغة في سوريا
أوضح رئيس الجمعية الحرفية للدباغة بدمشق مازن ثلجة أن المهنة تتلاشى لعدة أسباب منها اعتماد المصانع على الجلد الصناعي المستورد بدلاً من الجلد الطبيعي كون الأول أقل سعراً.
يضاف إلى ذلك مشكلات استيراد المواد الأولية اللازمة للدباغة، والصعوبات التي يواجهها الصناعيون في عملية تحويل الأموال عبر المصرف المركزي.
كما أن تراجع استهلاك اللحوم في سوريا بسبب غلاء أسعارها، أدى إلى قلة الجلود وبالتالي ارتفاع سعرها، فضلاً عن ضعف حركة السوق الداخلية والخارجية.
ورأى ثلجة أن إنعاش هذه المهنة يتطلب السماح باستيراد الجلود نصف المصنعة وتسهيل ذلك، وتأمين سوق خارجية لتصريف البضائع المنتجة من جلود وأحذية وغيرها.
الجدير بالذكر أن إهمال النظام السوري للقطاع الصناعي في مناطق سيطرته أدى إلى توقف وتراجع العديد من المهن، حيث كان آخرها المصابغ التي باتت مهددة بالإغلاق بسبب أزمة الطاقة وارتفاع أسعار شريحة الكهرباء التجارية.