تواصل أسعار الجلديات ارتفاعها في أسواق المناطق الخاضعة للنظام السوري، لتخرج من قائمة المنافسة مع دول الجوار التي كانت تشكّل الوجهة الرئيسة لصادرات منتجات الجلود السورية في السنوات السابقة.
ونقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام عن رئيس "الجمعية الحرفية لصناعة الأحذية والجلديات" نضال السحيل أن أسعار الأحذية والحقائب "لم تسلم من الارتفاع، نظراً لغلاء المواد المستوردة الداخلة في صناعتها من جلود وإكسسوارات، بالإضافة إلى عقبات النقل وارتفاع الجمارك وغير ذلك".
وأردف السحيل: "أسعار الحقائب مثلاً ارتفعت بنسبة 100 في المئة، فأي جزدان كان يباع بسعر 100 ألف ليرة سورية أصبح سعره يتجاوز 200 ألف".
تقسيم الأحذية إلى "نُخب" وارتفاع تكاليف الدباغة
وأوضح رئيس جمعية صناعة الجلديات أن نوعيات الأحذية التي تتم صناعتها "تتراوح بين حذاء عالي الجودة ويكون مصنوعاً من الجلد الطبيعي الخالص؛ والنخب الأول كذلك يصنع من الجلد الطبيعي أما النخبان الثاني والثالث فيصنعان من الجلد الصناعي"، مشيراً إلى أنهم يصنّفون الأحذية لـ "نُخب" نظراً لعدم قدرة جميع المواطنين على شراء نوعيات عالية الجودة ومن النخب الأول.
وعن تكاليف دباغة الجلود، قال السحيل إن "حرفة الدباغة تعاني من بعض المعوقات منها ارتفاع أسعار المواد الأولية الخاصة بها لأنها بالمطلق مواد مستوردة، إضافة إلى مواد تدخل في صناعتها ويمنع استيرادها مثل (مادة الرصاص) التي توقف استيرادها كي لا تستخدم لأغراض أخرى".
وأضاف أن "الارتفاع المستمر للرسوم الجمركية والمشتقات النفطية وحوامل الطاقة وانعدام الكهرباء، كل ذلك يرفع سعر المنتج، إذ جعل الحرفيين يعتمدون على موارد أخرى كالمولدات والأمبيرات".
الجلود الطبيعية في سوريا
وأفاد السحيل بأن "الجلد الطبيعي موجود في سوريا ومتوفر، ومصدره البلدي يؤخذ بعد ذبح الحيوانات مباشرة حيث تتم عملية دباغته وتنظيفه وتعقيمه وهناك حالة أخرى يتم من خلالها استيراد الجلد الخام ونستكمل تصنيعه في البلد".
وختم السحيل حديثه بالقول إنه "قبل الحرب كنا نصدر (أحذية وحقائب) لعدد لا يحصى من البلدان التي كانت تعتمد على المنتج السوري بشكل رئيسي في أسواقها مثل لبنان والأردن والعراق، أما اليوم فنواجه صعوبة في التصدير بسبب ارتفاع أسعار المنتج، وفقدنا القدرة على المنافسة مع الأسواق المجاورة، وأصبح منتجنا أغلى سعراً من المنتج التركي"، بحسب ما نقل المصدر.