شهدت الولايات المتحدة الأميركية موجة خطيرة من حالات التسمم في ماكدونالدز إثر تناول شطائر "كوارتر باوندر"، وفقاً لما أعلنته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
وحتى الآن أُصيب 49 شخصاً في 10 ولايات مختلفة ببكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) من سلالة O157 المعروفة بتسببها في التهابات معوية حادة، وكانت أخطر تلك الحالات في ولاية كولورادو التي سجلت أكبر عدد من الإصابات بواقع 27 حالة.
تحقيقات جارية حول التسمم في ماكدونالدز والبصل تحت المجهر
ركّزت التحقيقات الأولية لمراكز مكافحة الأمراض على مكونات بعينها قد تكون وراء هذه الكارثة الصحية، إذ يُشتبه في أن البصل الطازج واللحم المستخدَم في شطائر "كوارتر باوندر" هما السبب المحتمل لحدوث التسمم في ماكدونالدز، وقد أعلنت شركة ماكدونالدز أنها سارعت إلى سحب البصل المقطّع واللحم المستخدَم في تلك الشطائر من مطاعمها في الولايات المتأثرة، كما تم إيقاف بيع شطائر "كوارتر باوندر" في بعض الولايات بشكل مؤقت كإجراء احترازي.
وازدادت المخاوف مع إصابة 10 أشخاص بشكل حاد نُقلوا على إثرها إلى المستشفى، من بينهم طفل يعاني من مضاعفات خطيرة ناتجة عن متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS)، وهي حالة من انحلال الكريات الحمر في الدم تؤثر بشكل مباشر على وظائف الكلى. الأكثر مأساوية هو وفاة رجل مسن في ولاية كولورادو بسبب هذه السلالة الفتاكة من البكتيريا.
تحذيرات عاجلة من مراكز مكافحة الأمراض
أشارت مراكز مكافحة الأمراض إلى أن جميع المرضى الذين تم استجوابهم أقروا بتناولهم الطعام من ماكدونالدز قبل ظهور الأعراض، مما يزيد من القلق حول نطاق انتشار التسمم في مطاعم ماكدونالدز والعدوى لدى رواد هذه السلسلة من المطاعم. مع ذلك، لم يتم التأكد حتى الآن بشكل نهائي مِن المكوّن المحدَّد الذي تسبب في حالة التسمم في ماكدونالدز لكن الفحوصات مستمرة لكشف الحقيقة.
تظهر أعراض الإصابة ببكتيريا "E. coli" عادة بعد 3 إلى 4 أيام من تناول الطعام الملوث، وتشمل تقلصات حادة في المعدة، وإسهالاً قد يكون مصحوباً بالدم، وحالات قيء. وبالرغم من أن معظم المصابين يتعافون من دون علاج خلال أسبوع تقريباً، فإن بعضهم قد يحتاج إلى رعاية طبية مكثفة. تستمر شركة ماكدونالدز في التنسيق مع مراكز مكافحة الأمراض لضمان سلامة زبائنها وتقديم تحديثات مستمرة عن الوضع.
ما هي بكتيريا الإشريكية القولونية O157؟
في ضوء حادثة التسمم في ماكدونالدز تم تسليط الضوء على بكتيريا الإشريكية القولونية من سلالة O157 (Escherichia coli O157) وهي واحدة من مئات السلالات المختلفة لبكتيريا الإشريكية القولونية. وفي حين أن معظم سلالات هذه البكتيريا غير ضارة وتعيش بشكل طبيعي في أمعاء البشر والحيوانات، إلا أن السلالة O157 تتميز بإنتاج سموم قوية تسبب أمراضاً حادة.
ويمكن أن تؤدي العدوى بهذه السلالة إلى تقلصات شديدة في البطن وإسهال دموي. قد يصاب بعض الأشخاص من دون ظهور أعراض، لكنهم يظلون قادرين على نقل البكتيريا للآخرين. وتعتبر هذه العدوى خطيرة بشكل خاص على الأطفال دون سن الخامسة وعلى كبار السن، إذ قد تؤدي إلى مضاعفات مثل متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS) التي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي وحتى الوفاة في بعض الحالات.
كيف تنتقل العدوى وما هي طرق الوقاية؟
تنتقل بكتيريا الإشريكية القولونية من سلالة (O157 (Escherichia coli O157 من خلال تناول طعام ملوث أو ملامسة أسطح ملوثة، وتشمل مصادر العدوى: اللحوم غير المطهوة جيداً، مثل الهامبرغر، والمنتجات النباتية الطازجة مثل الخس والبصل، وكذلك الحليب والعصائر غير المبسترة.
كما ويمكن للبكتيريا أيضاً أن تنتقل عبر المياه الملوثة، أو من خلال ملامسة الحيوانات. وللوقاية من العدوى يجب غسل اليدين جيداً بعد استخدام الحمام، وبعد التعامل مع اللحوم النيئة، وينصح بطهو اللحوم جيداً بدرجة حرارة لا تقل عن 160°F، وغسل الفواكه والخضراوات قبل تناولها، وتجنب شرب الحليب أو العصائر غير المبسترة.
نصائح:
لتجنب الإصابة بعدوى بكتيريا E. coli O157 خاصة بعد حادثة التسمم في ماكدونالدز بسبب شطائر "كوارتر باوندر"، من الضروري اتباع خطوات الوقاية بحذر:
- احرص دائماً على غسل يديك جيداً بالماء الدافئ والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد استخدام الحمام، وبعد التعامل مع اللحوم النيئة، أو قبل تناول الطعام.
- تأكد من طهو جميع اللحوم، وخاصة الهامبرغر، حتى تصل درجة حرارتها الداخلية إلى 71 درجة مئوية للتأكد من قتل البكتيريا الضارة.
- تجنب تناول المنتجات غير المبسترة مثل الحليب والعصائر، وغسل الفواكه والخضراوات جيداً قبل تناولها.
- من المهم التأكد من نظافة المطاعم التي تتناول الطعام فيها، واستشارة الطبيب فور ظهور أي أعراض شديدة مثل الإسهال الدموي أو تقلصات البطن الشديدة.
المصدر: وفاة وعدد من حالات التسمم في ماكدونالدز والمتهم البصل (صحتك)