اشتكى الأهالي في مناطق عدّة بريف دمشق من نقص المياه التي وصلت إلى حدّ "العجز"، رغم أنها فترة تدفق المياه ضمن الأنهار وفروعها.
وبحسب موقع "أثر برس" المقرّب من النظام السوري، أكّد العديد من الأهالي في قرية كفر العواميد، وحي الباسل، ومساكن التوافيق بقطنا، وبلدة الحسينية بوادي بردى، النقص الحاد في المياه سواء مياه الشرب، أو الاستخدامات المنزلية أو الزراعية.
وقال عضو المكتب التنفيذي لقطاع الموارد المائية والزراعة التابع للنظام محمود حيدر، إنّه "بعد إجراء الكشف والتحقق مما يحدث، تبيّن أن سبب أزمة المياه في كفر العواميد يعود إلى ساعات التقنين الكهربائي الطويلة، إذ تصل الكهرباء أقل من ساعة واحدة تقريباً بشكل يومي".
اقرأ أيضاً.. سكّان دمشق وريفها يعانون من التقنين الجائر للمياه |فيديو
وتابع: "ذلك أثّر بشكل سلبي وكبير على الضاغط الذي يُسهم بوصول المياه إلى الأهالي، إضافة إلى نقص كميات المياه الواردة إلى البلدة، نظراً لإيقاف استجرارها من نبع القرية بسبب وصول مياه النهر إلى غرفة النبع، ما أدى إلى تلوث مياهه".
وأشار "حيدر" لـ موقع "أثر"، إلى أنّه بالنسبة لحي الباسل في قطنا فهو منطقة مخالفات، وفيه الكثير من التجاوزات والتعديات على شبكة المياه، ورغم ضبط العديد منها وتوجيه الإنذارات، إلا أن التعديات تعود من جديد".
وتطرّق "حيدر" إلى أنّ "سبب أزمة المياه في قرية الحسينية التابعة لوادي بردى يعود لساعات التقنين الكهربائي الطويلة أيضاً، ما يؤثر بشكل سلبي على الضاغط لوصول المياه، حيث إنّ خزّان البلدة خارج الخدمة ويتم الضخ من الآبار المغذية (عدد 2) للبلدة مباشرة على الشبكة، وإحدى هذه الآبار متوقفة حالياً بسبب أعمال الصيانة للمضخة الغاطسة".
بعض العجز في مناطق الريف
قال مدير "مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي" في دمشق وريفها عصام الطباع لـ"أثر"، إنّ الوضع المائي في ريف دمشق يعتبر مقبولاً مع وجود بعض العجز في مناطق متفرقة من الريف، ويتم العمل على معالجتها وفق الإمكانيات المتاحة.
وأضاف "الطباع" أنّ "العجز المائي الحاصل يعود لأسباب تتعلق بـ(شح المصادر المائية في بعض المناطق، ونقص الطاقة، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بالهدر في شبكات المياه)".
وبيّن أن الواقع المائي يرتبط عموماً بالهطول المطري، إذ بلغ الهطل الإجمالي على حوض نبع الفيجة لغاية 19/3/2024 نحو 89% من إجمالي الوسطي السنوي لحوض الفيجة، ونحو 51% من إجمالي الهطول الوسطي السنوي لمدينة دمشق.
وتابع: "تعمل مؤسسة مياه عين الفيجة على تزويد مدينة دمشق وريفها بالمياه من عدة مصادر مائية رئيسية هي: (نبع الفيجة، نبع بردى، آبار مراكز الضخ المنتشرة في مدينة دمشق وريفها)، كذلك تعمل عبر منظوماتها المائية الحالية لتلبية هذه الحاجة حسب كميات المياه المنتجة المتاحة".
وحول واقع الحال في محافظة ريف دمشق، أشار إلى أنّ ضخ المياه مرتبط بشكل رئيسي بتوافر حوامل الطاقة ما يجعل ساعات التقنين أطول نظراً للظروف الراهنة التي تمر بها سوريا، لذا تلجأ المؤسسة إلى تشغيل مصادرها المائية عبر عدة وسائل أهمها:
- تأمين خطوط كهربائية معفاة من التقنين لتغذية مشاريع المياه بالتعاون مع شركتي كهرباء دمشق وريف دمشق.
- تركيب منظومات طاقة شمسية لتشغيل الآبار بالتعاون مع الجهات المانحة.
- توفير عمليات الضخ بواسطة مجموعات التوليد الاحتياطية المنتشرة في مراكز الضخ وفق الإمكانيات المتاحة وضمن الحد الأدنى.
يشار إلى أنّ عموم مناطق سيطرة النظام السوري تعاني إلى جانب نقص المياه، من أزمة الكهرباء، وسط غياب برنامج تقنين منظّم، إذ تصل ساعات القطع في بعض المحافظات إلى أكثر من 20 ساعة متواصلة.