أجرى فابريس ديبليشان، مبعوث الخارجية الفرنسية إلى شمال شرقي سوريا لقاءات مع أطراف سياسية مختلفة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" منذ مطلع الشهر الجاري بالتزامن مع انشغال واشنطن بالتصعيد بينها وبين إيران وميليشياتها.
وأفاد مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا بعقد الدبلوماسي الفرنسي وفريقه لقاءات مع مسؤولي "الإدارة الذاتية" وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والمجلس الوطني الكردي المعارض خلال الأسبوع الفائت.
ولطالما عملت باريس على الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف السياسية الكردية والعربية في شمال شرقي سوريا وتعد الداعم الغربي الأول لقوات سوريا الديمقراطية بعد واشنطن.
وكشف المصدر أن "باريس كثفت تحركاتها الدبلوماسية في مناطق شمال شرقي سوريا بالتزامن مع تراجع دور الخارجية الأميركية وشبه غياب مبعوثيها عن المنطقة مع استمرار التوتر والتصعيد بين واشنطن وطهران والميليشيات المرتبطة بالأخيرة في سوريا والعراق".
الحفاظ على نفوذ سياسي ضمن مناطق نفوذ واشنطن
قال مصدر مقرب من "قسد" لموقع تلفزيون سوريا إن "فرنسا كانت من أبرز الداعمين لقوات سوريا الديمقراطية عسكرياً وسياسياً وكانت لاعباً فاعلاً في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش) خلال السنوات الماضية".
وشدد على أن "باريس سعت دائماً للحفاظ على علاقات سياسية قوية مع الجهات الفاعلة في شمال شرقي سوريا وبشكل خاص الأحزاب الكردية والعشائر العربية".
وخلال السنوات الماضية توافد العديد من مسؤولي ومبعوثي الخارجية إلى الفرنسية إلى شمال شرقي سوريا والتقوا بأطراف وأحزاب سياسية عربية وسريانية إلى جانب اجتماعهم بشيوخ ووجهاء عشائر عربية في مناطق دير الزور والرقة وفق ما أكده المصدر.
ومطلع العام الفائت زار مبعوث الخارجية الفرنسية، هنري هكتر، شيخ قبيلة شمر العربية مانع الحميدي الدهام في قرية تل علو بريف القامشلي، وناقش الطرفان آخر التطورات السياسية والميدانية في المنطقة.
تأكيد على حل سياسي يضمن حقوق جميع "المكونات"
أكد مبعوث الخارجية الفرنسية خلال لقائه مع أطراف سياسية بشمال شرقي سوريا على دعم بلاده لتطبيق القرار الأممي 2254 وشدد على استمرار باريس في دعم الشعب السوري وتطلعاته بنيل حريته في سوريا المستقبل، بحسب ما أكده سياسي شارك في أحد الاجتماعات أخيراً.
وقال السياسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لموقع تلفزيون سوريا إن "مبعوث الخارجية الفرنسي شدد على دعم بلاده لضمان حقوق جميع مكونات المنطقة في دستور سوريا المستقبل ومن ضمنهم الأكراد".
ووفق السياسي التابع "للإدارة الذاتية" فإن باريس تمتلك نشاطاً دبلوماسياً فعالاً مع جميع الأطراف والمكونات السياسية والعشائر شمال شرقي البلاد ولكنها بعكس أميركا "تتحرك من دون ضجيج وبعيداً عن الإعلام".
وفي نيسان من العام 2019 استقبل الرئيس الفرنسي وفدا من قوات سوريا الديمقراطية في قصر الإليزيه. وخلال اللقاء، أكد ماكرون دعمه "لقسد" في حربها ضد تنظيم "داعش" وأن باريس ستقدم دعماً مالياً "لتلبية الحاجات الإنسانية والدفع باتجاه الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للسكان المدنيين في سوريا".