قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، الأحد، إن النظام السوري لا يملك قراره بيده وينتظر شركاءه الذين يقدمون له الدعم الحيوي، وذلك في إشارة إلى الدور الروسي والإيراني.
وأفاد فيدان في مقابلة تلفزيونية على قناة "A Haber" التركية: "قد نتوصل إلى توافق عام في الآراء بشأن سوريا ومكافحة الإرهاب وتحرير أراضيها من احتلال PKK خلال الاجتماعات، نحن نرى ذلك".
وأشار إلى عوائق بالنسبة لتركيا تقف في طريق إتمام المحادثات السورية، ومن بين هذه العوائق، أن النظام السوري لا يستطيع اتخاذ قرارات بمفرده ويتحرك مع الشركاء الذين يقدمون له الدعم الحيوي.
وتابع أن هؤلاء "الشركاء" لا يتشاركون دائما نفس الأولويات الاستراتيجية، أي إن لروسيا وإيران وسوريا كدول منفصلة شراكة كبيرة ولديهم اهتمام مشترك ببقاء نظام الحكم في سوريا، لكن عندما ننظر إلى التوازنات العامة في المنطقة، لديهم أيضا تفضيلات وأولويات مختلفة جدا.
وأردف أن هذه الأولويات لا تتطابق دائما، مشيرا إلى أن تركيا تدرك ذلك وتتابعه عن كثب وتقوم بتحليله لفترة طويلة، وتأخذ ذلك في الاعتبار عند اتخاذ خطواتها.
وأكد أن محاولات النظام لفرض شروط مسبقة على تركيا كخطوة دبلوماسية هي طريقة خاطئة، لافتاً إلى أنّ الحكومة التركية توصل هذه الرسالة للنظام عادة، مضيفاً أن "القضايا بيننا كبيرة ولكل طرف تفضيلات مختلفة. لكن كما قال أردوغان: نحن نبقي باب الحوار مفتوحًا. نحن دولتان جارتان وندعم وحدة الأراضي السورية".
فيدان: النظام يواصل وضع الشروط
وأضاف وزير الخارجية التركية: "إذا كنتم تضعون شروطًا حتى للتحدث، فهذا يعني أنكم لستم مهتمين بالحلول حقًا، أو أنكم لا تفهمون أولويات ومواقف الطرف الآخر. إذا دخلتم في التزام دبلوماسي، فإن الواجب الأول هو تطوير استراتيجية لفهم أولويات ومواقف وخطوات الطرف الآخر. يجب أن يكون لديكم هذا الوعي حتى تتمكنوا من تطوير خطواتكم وفقًا لذلك".
وبين أنه في حال كان لدى النظام نية للحوار، فهذه النية يمكن أن تنعكس على الأرض بنتائج ملموسة. ولكن حتى الآن، لا يمكن للنظام السوري التفاوض حاليًا، وعندما يتفاوض، لا يمكنه أن يكون ذاته. الاجتماعات لا تكون ممكنة دائمًا بسبب وجود دولة أخرى، وهذا ليس مشكلة بالنسبة لنا. نحن واثقون من أنفسنا ونعرف ما نريد أن نفعله، القيمة التي نعطيها للاستقرار في المنطقة واضحة".
وأردف: "لا نريد أن يأتي الإرهاب إلى أراضينا من سوريا، ولا نريد المزيد من اللاجئين بسبب الاضطرابات الداخلية في سوريا. نريد أن يحقق الشعب السوري استقراره وسلامه بطريقتهم، ونحن ندعم ذلك. نريد أن يعود السوريون الموجودون لدينا بأمان وراحة البال، هذا ما نريده وليس لدينا أجندة أخرى. إن وجود مشكلة حتى في جلب هذا الأمر إلى طاولة النقاش يشكل مشكلة. الطرف الآخر يتعامل مع الأمور بشكل مختلف، كما قلت، لديهم مشكلات في التوازن الداخلي".
وختم فيدان: نحن لا نؤثر كثيرًا عليهم صراحةً، لأن عندما نجلس في صيغ مؤتمرات، لا يقول الجميع الشيء نفسه، في جانبنا هناك فاعل واحد، رؤيتنا واضحة، رئيسنا يرسم رؤية هناك. عندما نذهب إلى الميدان، نعرف ما نتحدث عنه وما نطلبه. لكن هناك تقلب كبير في الجانب الآخر. العام الماضي، على سبيل المثال، كانت قصة مكافحة الإرهاب أقرب.. ثم فجأة، عندما بدأت حرب غزة وتغيرت المعادلات أو عندما انضم النظام السوري إلى الجامعة العربية، تغيرت جهوده أو مساعيه لإيجاد قناة دبلوماسية معنا فجأة مع انضمامه إلى الجامعة. هذه التوازنات، كما أقول، إذا وضعت نفسي مكانهم، في الواقع هناك الكثير من الفرص موجودة. يمكنهم تطوير مواقفهم أكثر بكثير من خلال الدبلوماسية والتفاوض مع تركيا".