أكدت وزارة الكهرباء في حكومة النظام السوري، اليوم السبت، بدء عودة التيار الكهربائي بشكل تدريجي إلى المحافظات السورية وذلك بعد انقطاع عام بدأ منذ مساء أمس الجمعة.
ونقلت وكالة النظام "سانا" عن المدير العام لمؤسسة الكهرباء فواز الظاهر قوله إن التيار الكهربائي بدأ بالعودة بشكل تدريجي إلى المحافظات بعد إعادة إقلاع محطات توليد كهرباء "الزارة وجندر وتشرين والتيم".
وأضاف أن "عطلاً حصل في محطة تحويل الزارة عند الساعة الـ 11 من مساء أمس أدى إلى خروج مجموعتي توليد الزارة من الخدمة وبالتالي هبوط التردد بشكل كبير جداً وتوقف باقي المجموعات لحمايتها من هذا العطل الكبير ما تسبب بانقطاع عام للتيار الكهربائي في كامل الجغرافيا السورية".
وكانت "وزارة الكهرباء" في حكومة النظام ذكرت عبر منشور على حسابها في فيس بوك، أن "محطة تحويل الزارة تعرضت لعطل على محولة الشدة ما أدى إلى خروج محطة توليد الزارة بالكامل عن الخدمة".
وأضافت "الوزارة" أن ذلك العطل "نتج عنه خروج كافة المحطات الأخرى، ما أدى إلى انقطاع عام في الكهرباء"، مضيفة أن "ورشات الكهرباء توجهت فوراً لإصلاح العطل وستتم إعادة التيار الكهربائي تباعاً خلال مدة أقصاها ساعتين" على حد قولها.
ما أسباب خروج محطة الزارة عن العمل؟
وأوضح الظاهر أن "أحد أسباب العطل في محطة الزارة هو قلة توليد الطاقة الناجمة عن قلة الوقود".
وأشار إلى أن "(الانفراجات) المتعلقة بالوقود قريبة وبالتالي سيتم خلال أيام إقلاع عدد من محطات التوليد وعندما تبدأ بذلك وتكون كمية التوليد كبيرة جدا فإنه حتى عند حصول عطل وفصل إحدى المحطات فلن يؤدي ذلك إلى فصل باقي المجموعات كما حدث".
وأكد المدير العام لمؤسسة الكهرباء فواز الظاهر أنه "خلال ساعات قليلة سيعود وضع الكهرباء مثلما كان قبل حصول العطل".
وصول ناقلة نفط إلى ميناء بانياس
ويوم الأربعاء الماضي وصلت ناقلة نفط تحوي مليوناً ونصف مليون برميل نفط إلى ميناء بانياس النفطي، وذلك بالتزامن مع أزمة محروقات بدأت تلقي بظلالها على المشهد في سوريا، ووعود ببدء انفراجة في توفر المحروقات.
ونقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام عن مصدر في ميناء بانياس قوله إن "حمولة الناقلة التي تم البدء بتفريغها، تبلغ مليوناً ونصف المليون برميل من النفط الخام".
وأضاف أن "وصول هذه الناقلة، من شأنه أن يؤدي إلى انفراج، فيما يتعلق بتوفر المحروقات في محطات البيع"، ولم يذكر الموقع مصدر النفط الذي وصل إلى الميناء النفطي في بانياس.
نقص النفط الخام أوقف مصفاة بانياس عن العمل
وفي بداية حزيران الجاري أوقف النظام السوري، إنتاج مادة المازوت من مصفاة بانياس في محافظة طرطوس، بسبب فقدان النفط الخام، بالتزامن مع شح في البنزين والمازوت بمحطات الوقود بسوريا.
أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام السوري
وتشهد مناطق سيطرة النظام، منذ نحو عامين، أزمة حادة في المحروقات، البنزين والغاز والمازوت، تسببت بإجراءات صارمة فرضتها حكومة النظام لتقنين هذه المواد ورفع الدعم عنها وتقليص المخصصات، ويتزامن ذلك مع انتشار تأثير الحرب الأوكرانية على التوريدات الروسية والإيرانية إلى سوريا، خاصة مع العقوبات الغربية المفروضة على النظام وداعميه.
زيادة ساعات التقنين في مناطق النظام السوري
قالت صحيفة الوطن المقربة من النظام، بداية الشهر الجاري إن من بين الأسباب التي أدت إلى تراجع الطاقة الكهربائية على الشبكة، إضافة إلى جانب حرارة الجو التي يرتفع معها معدل الطلب، التراجع في معدلات توليد الطاقة الكهربائية وخروج مجموعات أو إيقاف بعض مجموعات التوليد عن العمل (محردة – بانياس – الزارة).
وأشارت الصحيفة إلى أنّ كل محطة من هذه المحطات تشتمل على عدد من المجموعات تم إيقاف جزء من هذه المجموعات في كل محطة، مثال تم إيقاف مجموعتين في محطة محردة وثلاث مجموعات في محطة بانياس ومجموعة في محطة الزارة.
وحول أسباب إيقاف عمل مجموعات التوليد، قالت الصحيفة إن حالة النقص الشديد في مادة الفيول هي السبب الرئيس في توقفها، مشيرة نقلاً عن مصدر في حكومة النظام إلى أن توريدات مادة الفيول تراجعت من "وزارة النفط" خلال الأيام الأخيرة ويتم ترميم الحاجة اليومية من المخزون الاحتياطي لدى وزارة الكهرباء.
وذكرت الصحيفة أن حاجة مجموعات التوليد نحو 5 آلاف طن من الفيول يومياً في حين لا يتعدى المخزون من مادة الفيول لدى الكهرباء الـ130 ألف طن ولا يمكن "التفريط بها واستجرارها في حالات غير الطوارئ أو الضرورات"، بحسب ما نقلته عن المسؤول في حكومة النظام.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم حقيقي، حيث وصلت ساعات القطع في بعض المحافظات إلى أكثر من 20 ساعة متواصلة.