قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن معبر باب الهوى المقابل لبوابة "جيلوة غوزو" على الحدود السورية التركية هو الخيار الأفضل حالياً للمجتمع الدولي لإيصال المساعدات إلى المحتاجين في سوريا.
جاء ذلك في تصريحات صحفية لغرينفيلد اليوم الخميس على هامش زيارة إلى مركز برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في قضاء الريحانية بولاية هاتاي جنوبي تركيا.
والتقت خلال الزيارة نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، مارك كاتس والعاملين في مؤسسات الإغاثة الإنسانية للاطلاع على أعمال المركز.
وقالت غرينفيلد إن الولايات المتحدة ستوفر تمويلاً إضافيا من أجل السوريين بقيمة 200 مليون دولار، مشيرةً إلى أن 4 من بين 5 أشخاص في الشمال السوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
ولفتت إلى أن معبر باب الهوى "جيلوة غوزو" من بين المعابر القليلة التي بقيت مفتوحة للدخول إلى سوريا، مبينةً أنه "الخيار الأفضل حالياً للمجتمع الدولي، وإذا تم إغلاقه فسوف يتسبب ذلك بكثير من الظلم".
ودعت غرينفيلد الأمم المتحدة إلى ضمان إرسال المساعدات الإنسانية واللقاحات المضادة لفيروس كورونا والمستلزمات الطبية لإنهاء المآسي التي يعيشها السوريون.
وأكّدت أن واشنطن تجري مباحثات مع مجلس الأمن وتركيا وروسيا من أجل فتح معابر جديدة خاصة بالمساعدات الإنسانية إلى سوريا.
تحذيرات من فشل إدخال المساعدات
وأصدر فريق "منسقو استجابة سوريا" صباح اليوم الخميس بياناً حول اقتراب انتهاء المدة الزمنية لآلية التفويض الخاصة بإدخال المساعدات عبر الحدود إلى مناطق الشمال السوري، محذراً من تبعات توقف المساعدات على النواحي الإنسانية والاقتصادية.
وقال الفريق في بيانه إن آلية التفويض الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى مناطق الشمال السوري، عبر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2533/2020 ستنتهي بتاريخ 11 من تموز 2021، وفي حال عدم تجديد آلية التفويض بدخول المساعدات الإنسانية، ستشهد المنطقة انهياراً كاملاً في النواحي الإنسانية والاقتصادية.
وأشار البيان إلى أن توقف الآلية سيؤثر في النواحي الاقتصادية من خلال:
- حرمان أكثر من 1.8 مليون نسمة من المساعدات الغذائية.
- حرمان أكثر من 2.3 مليون نسمة من الحصول على المياه النظيفة والصالحة للشرب.
- انقطاع دعم مادة الخبز في مئات المخيمات وحرمان أكثر من مليون نسمة من الحصول على الخبز يومياً.
- تقليص عدد المشافي والنقاط الطبية الفعالة في الوقت الحالي إلى أقل من النصف في المرحلة الأولى وأكثر من 80 في المئة ستغلق في المرحلة الثانية.
- انخفاض دعم المخيمات إلى نسبة أقل من 25 في المئة، وعجز المنظمات الإنسانية عن تقديم الدعم لإصلاح الأضرار ضمن المخيمات.
- ازدياد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) إلى مستويات قياسية، بسبب حرمان المراكز الطبية من تقديم خدماتها الطبية، إضافة إلى توقف دعم مشاريع النظافة وتحديداً ضمن المخيمات.
وأكد فريق "منسقو استجابة سوريا" أن توقف المساعدات عبر المعابر الحدودية سيؤدي إلى أضرار كبيرة من الناحية الاقتصادية وأهمها:
- ارتفاع معدلات البطالة والبحث عن العمل خلال المرحلة الأولى بنسبة 40 في المئة والمرحلة الثانية بنسبة 20 في المئة.
- ارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية بنسب متفاوتة أبرزها المواد الغذائية بنسبة 300 في المئة، والمواد غير الغذائية بنسبة 200 في المئة، أما مادة الخبز فستسجل ارتفاعا بنسبة 400 في المئة.
- انخفاض ملحوظ بالموارد المتاحة ضمن الشمال السوري وعدم قدرة الموارد الحالية على تلبية احتياجات المنطقة، حيث لن تستطيع الحركة التجارية تأمين النقص الحاصل وخاصةً مع عدم قدرة عشرات الآلاف من المدنيين على تأمين احتياجاتهم اليومية.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، حذّر مجلس الأمن الدولي من الإخفاق في تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى إنهاء عمليات التسليم المباشرة للمساعدات من قبل الأمم المتحدة على الفور.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن وقف تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية يعني توقف إيصال الطعام لـ 1.4 مليون سوري شهرياً، ومن إمداد الدواء ومستلزمات التعليم لعشرات الآلاف من الأطفال والأمهات والطلاب.
كما سينتهي الدعم الحاسم المقدم لقطاعات المياه والصرف الصحي والصحة وإدارة المخيمات، إلى جانب قدرة الأمم المتحدة على توجيه ما يقرب من 300 مليون دولار من التمويل السنوي للعمليات إلى الشركاء المحليين على الأرض.
ومن المتوقع أن يشهد مجلس الأمن مواجهة أميركية - روسية في 11 من تموز المقبل، حين ينتهي العمل بآلية إيصال المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر باب الهوى على الحدود التركية.
وكان متحدث الرئاسة التركية إبراهيم كالن والمندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بحثا أمس الأربعاء في أنقرة القضايا الإقليمية مثل سوريا وليبيا وأفغانستان وفلسطين وإيران والعراق.
وناقش الجانبان مسائل الهجرة والمساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب والتعاون التركي الأميركي في إطار الأمم المتحدة.
ولفت كالن وغرينفيلد إلى أن حدوث موجة جديدة من اللجوء بالمنطقة وخاصة في إدلب شمال غربي سوريا يمكن أن يسبب أزمات إنسانية وحالة عدم استقرار كبيرتين، وتم تأكيد ضرورة التحرك انطلاقاً من مسؤولية مشتركة فيما يتعلق بقضية الهجرة.
وشدد على وجوب إزالة العوائق التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا عبر تركيا، وبذل جهود مشتركة بهذا الصدد.
وحضر اللقاء مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، والسفير الأميركي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، حيث تجري السفيرة غرينفيلد زيارة إلى تركيا في الفترة بين 2 و4 من حزيران الجاري.