كشفت مصادر مطلعة على مداولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تعمل على خطة لوقف إطلاق النار في لبنان، بهدف تحقيق إنجاز دبلوماسي لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين إسرائيليين أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، التقى مقربين من ترمب في منتجع مار إيه لاغو لمناقشة مقترح للتهدئة مع لبنان، في خطوة تشير إلى تسارع التنسيق بين إسرائيل والإدارة الجديدة.
وزار ديرمر منتجع مار إيه لاغو في فلوريدا، في جولة تتضمن لقاءات في البيت الأبيض لاطلاع إدارة ترمب على تطورات التهدئة اللبنانية. وتسعى الخطة إلى انسحاب مقاتلي "حزب الله" من المناطق الحدودية الجنوبية إلى شمالي نهر الليطاني، في حين يعزز الجيش اللبناني تواجده على الحدود بإشراف أميركي بريطاني لمدة 60 يوماً لضمان الامتثال. ويبدو أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق نجاح دبلوماسي مبكر يحظى بدعم إدارة ترمب.
تفاصيل الخطة الإسرائيلية
ينص المقترح الإسرائيلي، الذي جرت مناقشته في فلوريدا، على انسحاب "حزب الله" إلى شمالي الليطاني، في حين يعزز الجيش اللبناني حضوره جنوبي النهر مؤقتاً لمنع تكرار الهجمات عبر الحدود. كما تتضمن الخطة السماح لإسرائيل بشن عمليات محدودة عند أي انتهاك لوقف إطلاق النار، ووفقاً لمسؤول عسكري إسرائيلي، فإن الخطة تشمل استعداداً لعمليات برية واسعة في حال فشل المحادثات.
الدور الروسي المحتمل
تعتقد مصادر إسرائيلية أن روسيا قد تضطلع بدور في الحد من تسليح "حزب الله" من إيران عبر سوريا، بعد زيارات سرية أجراها مسؤولون روس إلى إسرائيل، إذ نوقشت مقترحات تحدّ من نقل الأسلحة الإيرانية، ما يعزز من دور روسيا كضامن أمام إسرائيل ضد "حزب الله".
تحديات تواجه الخطة الإسرائيلية
تواجه الخطة عدة عقبات؛ فقد رفض رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الحليف لـ"حزب الله"، أي تسوية تعتبرها إسرائيل مكسباً على حساب السيادة اللبنانية، وأكد أن حزب الله لن يقبل أي اتفاق يسمح لإسرائيل بانتهاك الأراضي اللبنانية. كما تشهد علاقات إسرائيل وحزب الله توتراً، إذ يواجه نتنياهو ضغوطاً محلية للتوصل إلى اتفاق سريع وسط تزايد المخاوف من انعدام الثقة بين الطرفين.
موقف إدارة ترمب وأهمية التحرك السريع
تسعى إسرائيل إلى استغلال الانتقال الرئاسي الأميركي، مع تأييد ترمب لإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط، إذ يمنح نتنياهو الضوء الأخضر لاستهداف "حزب الله" وحماس إذا لزم الأمر. وترى القيادة الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار خلال هذه المرحلة سيوفر أساساً لتطوير سياسة خارجية تسهم في الاستقرار الإقليمي.
تحليلات وآراء الخبراء
اعتبر فرانك لوينشتاين، المبعوث السابق للمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية في عهد أوباما، أن نتنياهو قد يستغل الفترة الحالية لتحقيق مكاسب قبل دخول ترمب البيت الأبيض، وربما يدفع باتجاه خطوات تقود إلى تطبيع أوسع مع الدول العربية، خاصة السعودية. وأضاف أن هذا التحرك يتماشى مع توجه ترمب نحو استقرار المنطقة، رغم العوائق السياسية التي قد تواجهه.