ملخص:
-
هيومن رايتس ووتش: الضربات الجوية الإسرائيلية على معبر "المصنع" بين لبنان وسوريا تعرقل هروب المدنيين وتزيد من المخاطر الإنسانية.
أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية بياناً يوم الاثنين، أكدت فيه أن "الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا في 4 أكتوبر/تشرين الأول، تؤدي إلى إعاقة نزوح المدنيين وتعرقل العمليات الإنسانية، مما يعرض حياة السكان لمخاطر جسيمة".
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة فجر الجمعة على منطقة "المصنع" شرقي لبنان، حيث يقع المعبر الحدودي مع سوريا، ما تسبب في قطع الطريق الدولية وتوقف العمل في المعبر.
وفي بيان لها، صرحت لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، بأن "الجيش الإسرائيلي يعرض المدنيين لأضرار جسيمة عبر استهداف معبر المصنع في وقت يحاول مئات الآلاف من المدنيين الفرار من الحرب، فيما يحتاج العديد منهم إلى المساعدات".
وأشارت فقيه إلى أنه "حتى إذا تم استخدام المعبر لأغراض عسكرية، يتعين على إسرائيل مراعاة الأضرار المحتملة على المدنيين مقارنة بالمكاسب العسكرية التي تتوقع تحقيقها".
ووفقاً للبيان، لم تتمكن "هيومن رايتس ووتش" من التأكد مما إذا كان حزب الله قد استخدم المعبر أو المعابر الأخرى لأغراض عسكرية.
وأوضحت المنظمة أن "الهجمات التي تستهدف البنية التحتية المدنية، مثل الطرق والمعابر الحدودية، يجب أن تخضع لمبدأ التناسب حتى إذا تحولت لأهداف عسكرية".
وأضافت أن "الهجمات غير المتناسبة، التي يُتوقع أن تسبب أضراراً مفرطة للمدنيين مقارنة بالمكاسب العسكرية المحتملة، محظورة بموجب قوانين الحرب".
وشددت "هيومن رايتس ووتش" على ضرورة أن "يضمن الجيش الإسرائيلي في كل عملية أن الخطر على المدنيين لا يفوق المكسب العسكري المتحقق"، وذلك وفقا لما أوردته وكالة الأناضول.
قصف مواقع الحزب على الحدود
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الجمعة أنه قصف "موقعاً لحزب الله" على الحدود اللبنانية السورية، مدعياً أنه كان يستخدم لنقل وتخزين وسائل قتالية تحت الأرض.
وفي أعقاب الهجوم، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، علي حمية، أن الغارة الإسرائيلية على معبر المصنع أدت إلى توقف العمل فيه، فيما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الغارة تسببت في قطع الطريق الدولي المؤدي إلى سوريا.
يُذكر أن معبر "المصنع"، الواقع في منطقة البقاع شرقي لبنان، يُعد أحد أهم المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسّعت إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية لتشمل مناطق واسعة من لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية، وذلك بالتزامن مع حربها على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية، بلغت حصيلة القتلى في لبنان حتى مساء الأحد 2044 شخصاً، في حين أُصيب 9678 آخرون، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، كما نزح أكثر من 1.2 مليون شخص منذ بدء القتال في 23 سبتمبر/ أيلول.