قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن روسيا "تتشارك المسؤولية مع النظام السوري في استخدام الأسلحة المحظورة"، مشيرة إلى الغارات التي شنها النظام السوري بالقنابل العنقودية على مخيمات النازحين شمال غربي سوريا، في 6 من تشرين الثاني الجاري.
وأفاد نائب مديرة الشرق الأوسط في المنظمة، آدم كوغل، أن "التحالف العسكري للنظام السوري مع روسيا يستمر باستخدام الأسلحة المحظورة ضد المدنيين المحاصرين في سوريا، مع ما يحمل ذلك من عواقب مدمرة".
وأكد كوغل على أن "الذخائر العنقودية لا تؤذي السوريين اليوم فحسب، بل يمكن أن تستمر الذخائر الصغيرة غير المتفجرة في القتل لفترة طويلة مستقبلاً".
الذخائر العنقودية نفسها في سوريا وأوكرانيا
ووثقت "هيومن رايتس ووتش" استخدام النظام السوري وحليفه الروسي استخدام الذخائر العنقودية المحظورة دولياً في قصف أربعة مخيمات للنازحين السوريين، وأجرت مقابلات مع ثمانية شهود في المخيمات، وعناصر من فرق الطوارئ والدفاع المدني السوري، وحللت الفيديوهات والصور التي التقطت خلال الهجمات.
وفي أعقاب الغارات على المخيمات، أبلغ الدفاع المدني السوري المنظمة عن تعرض المخيمات لأضرار، مشيراً إلى تدمير 24 خيمة بشكل كامل، وتعرض 160 أخرى لأضرار جزئية، فضلاً عن تضرر شبكات المياه والصرف الصحي في المخيمات.
كما أبلغ الدفاع المدني السوري "هيومن رايتس ووتش" أنه عثر على 14 وحدة ذخيرة فرعية غير منفجرة وقام بإزالتها".
ووفق المنظمة الحقوقية، يتراوح مدى كل صاروخ عنقودي أرض – أرض 220 ميليمتراً من طراز "أورغان" بين 10 و35 كيلومتراً، ويحتوي على 30 ذخيرة فرعية.
وأشارت "رايتس ووتش" إلى أن النظام السوري استخدم سابقاً هذا النوع من الذخائر العنقودية، بما في ذلك في هجوم 9 من تشرين الأول 2015 على مخيمات النازحين، كما تستخدم القوات الروسية الذخائر نفسها في أوكرانيا خلال العام الجاري.
روسيا تتحمل المسؤولية
وأكدت المنظمة الحقوقية على أن "روسيا، كطرف في التحالف العسكري، تتشارك المسؤولية في استخدام الأسلحة المحظورة، وأي انتهاكات لقوانين الحرب المرتكبة في سوريا"، مشددة على "توقف روسيا فوراً عن توفير الذخائر لحليفها النظام السوري، وحثه على التوقف عن استخدامها".
وقال المسؤول في "رايتس ووتش" إنه "ينبغي تضافر الجهود الدولية لإثبات أن استمرار الفظائع في سوريا له عواقب"، مؤكداً على أنه "لن يولّد الإفلات من العقاب سوى المزيد من الهجمات غير القانونية والمذابح بحق المدنيين".
يشار إلى أن اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008، التي صدّقت عليها 110 دول ووقعتها 13 أخرى، تحظر هذه الأسلحة بالكامل، وتدعو إلى تطهير المناطق الملوثة ومساعدة الضحايا.
والنظام السوري وروسيا ليسا طرفين في الاتفاقية، في حين عملت فرق الدفاع المدني السوري التطوعية على إزالة الذخائر غير المتفجرة في مناطق شمالي سوريا منذ عام 2016.