ملخص
- "هيومن رايتس ووتش" تُحذر من استمرار استخدام النظام السوري للأسلحة الحارقة.
- الأسلحة الحارقة تُعتبر من أكثر الأسلحة قسوة في الحرب الحديثة.
- شنت قوات النظام السوري هجمات بالأسلحة الحارقة على شمال غربي سوريا في أكتوبر 2023.
- الاستخدام العشوائي للأسلحة الحارقة يعتبر غير قانوني وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
- النظام السوري ليس طرفًا في "البرتوكول الثالث" بشأن الأسلحة الحارقة.
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن قوات النظام السوري تواصل استخدام الأسلحة الحارقة التي تطلق من الأرض في سوريا، قائلة إن الأسلحة الحارقة "من أكثر الأسلحة قسوة في الحرب الحديثة".
جاء ذلك في تقرير أصدرته المنظمة تحت عنوان "أكثر من حارقة: تداعيات استخدام الأسلحة الحارقة والدعوات المتصاعدة إلى تحرك دولي"، تناولت فيه استخدام هذه الأسلحة في النزاعات المسلحة وتأثيراتها واسعة النطاق.
ووثقت "رايتس ووتش" دراسات حالة لاستخدام الأسلحة الحارقة، بما في ذلك استخدام الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض في قطاع غزة ولبنان، منذ تشرين الأول 2023، واستخدام أنواع أخرى من الأسلحة الحارقة في سوريا وأوكرانيا.
وحذّرت المنظمة الحقوقية من أن "الأسلحة الحارقة من أكثر الأسلحة قسوة في الحرب الحديثة، فهي تسبب حروقاً شديدة، وأضراراً في الجهاز التنفسي، وصدمات نفسية"، مشيرة إلى أنها تتسبب بحرق المنازل والبنية التحتية والمحاصيل الزراعية، فضلاً عن أضرار اجتماعية واقتصادية وأضرار بيئية، وغالباً ما يعاني الناجون منها مدى الحياة.
هجمات مستمرة على شمالي سوريا بالأسلحة الحارقة
ووثقت "رايتس ووتش" هجوماً شنته قوات النظام السوري بالأسلحة الحارقة على شمال غربي سوريا، في تشرين الأول 2023، باستخدام صواريخ حارقة من طراز "غراد" تطلق من الأرض.
وأكدت المنظمة أنها تحققت من الهجمات من خلال المعلومات التي قدمها الضحايا والمستجيبون الأوائل، والتعرف السمعي البصري على بقايا الصواريخ الحاملة، وتحديد الكبسولات الفريدة ذات الشكل السداسي التي تحتوي على المادة الحارقة.
كما وثقت المنظمة هجوماً بصاروخ حارق، في 18 تشرين الأول 2023، أصاب منزلاً في دارة عزة بريف حلب، ما أسفر عن مقتل فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً، وإصابة شقيقتها البالغة من العمر 11 عاماً، التي أصيبت بحروق في ذراعها وساقها وظهرها.
وفي 6 و7 و8 تشرين الأول 2023، شنت قوات النظام السوري هجمات بصواريخ "غراد" الحارقة على بلدات وقرى الأبزيمو والأتارب ودارة عزة وجسر الشغور، أسفرت عن إصابات، وفي إحدى الضربات على قرية الأبزيمو، سجل الدفاع المدني السوري إصابة ثلاثة مدنيين، رغم أن أياً منها لم تشمل الحروق.
وأشارت "رايتس ووتش" إلى أنه "نظراً لعدم دقة الصواريخ، فمن المرجح أن يكون استخدام الأسلحة الحارقة ذات التأثيرات واسعة النطاق عشوائياً وغير قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي".
وأكدت المنظمة الحقوقية أن هذه الحالات "توضح التهديد الذي يشكله استخدام الأسلحة الحارقة التي تُطلق من الأرض في المناطق المأهولة بالسكان"، لافتة إلى أن النظام السوري ليس طرفاً في "البرتوكول الثالث" بشأن الأسلحة الحارقة لاتفاقية الأسلحة التقليدية، التي تضم 117 دولة حول العالم.