ملخص
- عقدت هيئة التفاوض اجتماعها الدوري في جنيف لمناقشة قضايا سياسية محلية وإقليمية ودولية، ومراجعة استراتيجيات المرحلة المقبلة.
- استعرض الاجتماع تطورات العملية السياسية وتحديات التفاعل مع المجتمع السوري والأمم المتحدة والدول الفاعلة.
- قدّم رئيس الهيئة إحاطة حول الظروف السورية والدولية والتعقيدات المحيطة بالملف السوري.
- تم بحث التحركات الدولية الأخيرة وتأثيرها على القضية السورية، وضرورة قراءة الواقع بدقة.
- التأكيد على ضرورة وضع استراتيجية واضحة لمواجهة التحديات، والاستفادة من العلاقات الدولية المتاحة.
- التطبيع التركي مع النظام السوري مشروط بحل سياسي يضمن أمن تركيا القومي ويعالج قضايا اللاجئين.
- مخاوف من تهميش القضية السورية دولياً وتأثير محاولات التطبيع مع النظام السوري على العملية السياسية.
عقدت هيئة التفاوض السورية اجتماعها الدوري في مدينة جنيف السويسرية، وتضمن جدول أعمال الاجتماع مناقشة العديد من القضايا السياسية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ومراجعة سياسية للمرحلة الماضية، ووضع استراتيجيات للهيئة للمرحلة المقبلة.
وفي بيان لها، قالت هيئة التفاوض إن مكوناتها استعرضت خلال الاجتماع آخر تطورات العملية السياسية، وأجرت مراجعة للتحديات التي واجهتها الهيئة في المرحلة الماضية، على مستوى التفاعل مع المجتمع السوري، والتفاعل مع الأمم المتحدة والدول الفاعلة والعربية، وقدمت تصوراً للتغيرات الإقليمية والدولية وتأثيرها على العملية السياسية، فضلاً عن بحث قضايا قانونية وإدارية خاصة بالهيئة، وصولاً إلى صياغة استراتيجية للهيئة للمرحلة المقبلة.
وفي افتتاح الاجتماعات، قدم رئيس الهيئة، بدر جاموس، إحاطة حول "الظروف السورية والظروف الدولية والتعقيدات المتزايدة التي تحيط بهذا الملف، وضرورة التفكير بعمق وبآليات مبتكرة للوصول إلى حل مرضٍ وعادل للشعب السوري".
وقدم جاموس عرضاً لمجمل ما قامت به الهيئة في الفترة الماضية، واللقاءات مع مبعوثي وممثلي الدول وكذلك اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين، واللقاءات التي جرت مع مسؤولين في بعض الدول العربية، وزيارة وفد من الهيئة لنيويورك، ولقاءاتها مع عدد من البعثات في الأمم المتحدة، والاجتماعات مع الفعاليات السورية في مختلف الدول.
"قراءة الواقع بشكل دقيق وصحيح"
وذكر بيان الهيئة أن جاموس تحدث عن "التحركات الروسية والأوروبية والأميركية الأخيرة، والتي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالقضية السورية، وضرورة قراءة الواقع بشكل دقيق وصحيح، كما تطرّق إلى تراجع اهتمام الأوروبيين والأميركيين بإيجاد حلول للقضية السورية، أو ممارسة ضغوط من أجل هذا الملف".
ورأى جاموس أن "هناك محاولات لتهميش القرار 2254، ومحاولات للبحث عن حلول خارج إطار القرارات الدولية، ومن بينها اللاورقة الأوروبية، وتحريك بعض الدول لملف اللاجئين وحديثهم عن مخاطر يتسببها لهم هذا الملف، ومحاولة استغلال بعض الدول لهذا الملف لتحريك ملف التطبيع مع النظام السوري، وتحريك مبدأ التعافي المبكر بطريقة غير سليمة ليصبّ في مصلحة النظام السوري".
وأشار إلى "المصالح المتضاربة لكل دولة، وسعي بعض الدول لحل مشاكلها بشكل منفرد، وغياب البوصلة الدولية، وتراخي الموقف الأميركي، وعدم اكتراث المجتمع الدولي لتعطيل النظام السوري للحل السياسي وتعطل اجتماعات اللجنة الدستورية، وغض الطرف عن تهرّب النظام من كافة المسؤوليات والالتزامات المطلوبة منه وفق القرارات الدولية".
وشدّد رئيس هيئة التفاوض على "ضرورة أن يكون هناك استراتيجية واضحة ومبتكرة خلال المرحلة المقبلة، وأهمية استثمار كل العلاقات المتاحة والممكنة مع مختلف الدول من أجل مصلحة السوريين والقضية السورية".
شروط تركيا للتطبيع مع النظام السوري
وعن التطبيع التركي مع النظام السوري، قال جاموس إن تركيا "تضع شروطاً للتطبيع مع النظام السوري، على رأسها إيجاد حل سياسي يضمن لها خصوصاً أمنها القومي، ويضع حداً للإرهاب، وخاصة إرهاب تنظيمات حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية، ويجد حلولاً منطقية إنسانية آمنة لعودة ملايين اللاجئين".
وعن عودة اللاجئين السوريي، ذكر جاموس أن "ملف اللاجئين هذا يزداد تعقيداً، حتى في أوروبا، في ظل صعود اليمين المتطرف وزيادة قوته في أوروبا".
وأشار رئيس هيئة التفاوض إلى "مخاطر أي محاولات للتطبيع مع النظام السوري، وتأثيرها على خفض أهمية القضية السورية دولياً، وضرورة مواجهة كل هذه المحاولات أو وضع حدود لها، وضرورة طرح كافة السيناريوهات، ووضع استراتيجية لمواجهتها، لتكون الهيئة مرنة ومستعدة لأي مسار يمكن أن يطغى على المسارات الأخرى".
وذكر بيان هيئة التفاوض إلى أنها "تدرس في اجتماعاتها كافة الخيارات المتاحة لتحريك العملية السياسية التفاوضية، وفق القرارات الدولية، والوسائل الممكنة لوقف أي محاولات لحرف المسارات السياسية، أو تهميش مطالب السوريين، أو وقف التطبيع أو تحجيمه، والتأثير على الحلفاء من أجل الاستمرار بثبات مواقفهم تجاه النظام والشعب والحل السوري".