طالبت النيابة الهولندية العامة بالسجن لمدة 4 سنوات بحق لاجئ سوري اتهمته بالتورّط في أعمال "سطو ونهب" في وطنه الأم سوريا، وتحديداً في محافظة إدلب.
وبحسب النيابة، فإنّ اللاجئ السوري (46 عاماً) الذي وقف أمام محكمة لاهاي قبل أيام، متهم بالمشاركة في "مجموعة مسلحة" تابعة لعائلته في سوريا كانت "متورطة في أعمال سطو وسرقة من السكّان المحليين" بريف إدلب.
وكانت المجموعة المسلّحة تنشط في مدينة خان شيخون على الطريق الدولي حلب - دمشق (M5)، منذ بداية العام 2012 وحتى شهر أيار 2015.
وقال أحد المدعين العامين من مكتب المدعي العام الوطني: "كل من كان يغامر بالسير على الطريق الدولي خلال تلك الفترة كان يخشى على مصيره".
وتقول النيابة إنّ "الأمر السيئ بشكل خاص هو السياق الذي حدث فيه كل ذلك، وهو وسط حرب أهلية"، متهمة المشتبه به بـ"الاستغلال المتعمد للنزاع المسلح لجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للمدنيين الذين يعيشون أصلاً في وضع صعب".
وشدّدت على ضرورة ألا تكون هولندا مكاناً للمذنبين بارتكاب جرائم دولية، مشيرةً إلى أنّها وجّهت للمشتبه به تهمة المشاركة في "منظمة إجرامية" هدفها ارتكاب جرائم دولية وتحديداً النهب كجريمة حرب.
كيف قُبض على اللاجئ السوري؟
بدأ التحقيق مع اللاجئ السوري بعد تقارير مجهولة المصدر على موقعي دائرة الهجرة والتجنيس "IND" والشرطة الهولندية.
ووصل المشتبه به إلى هولندا كلاجئ، عام 2019، وفي 6 نيسان 2021 قُبض عليه في مركز طالبي اللجوء بقرية "سانت أناباروتشي" في بلدية وادويك بمقاطعة فريزلاند الساحلية شمالي هولندا.
وأدلى العديد من الشهود بإفادات حول تورّطه في نهب السيارات المارة على طول الطريق السريع (M5) المؤدي إلى العاصمة دمشق.
والمجموعة المسلّحة التي كان اللاجئ السوري وأفراد عائلته جزءاً منها، متهمة بسرقة السيارات والحافلات والشاحنات والبضائع على الطريق السريع قرب خان شيخون في شمال غربي سوريا.
وبحسب النيابة الهولندية، أُعيد بيع البضائع المسروقة أو بيعها مرة أخرى للضحايا أنفسهم، واستمر ذلك حتى سيطرة "جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً)" على المنطقة، عام 2015.
وعلى مدار السنوات الماضية، اعتقلت السلطات الهولندية عدداً من اللاجئين السوريين المتهمين بارتكاب "جرائم حرب" خلال الحرب المستمرة في سوريا، منذ العام 2011.
وأبرز من اعتقلتهم السلطات الهولندية كان أحد قادة حركة "أحرار الشام" وقياديون آخرون كانوا في "جبهة النصرة" وتنظيم الدولة (داعش)، موجّهةً إليهم تهمة "الإرهاب".
كذلك اعتقلت السلطات الهولندية عدداً من "الشبّيحة" الذين قاتلوا إلى جانب نظام بشار الأسد وكان أبرزهم مصطفى داهودي الذي كان قيادياً في ميليشيا "لواء القدس"، وحكم عليه بـالسجن 12 عاماً، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ومؤخراً، اعتقلت الشرطة الهولندية أيضاً "اللاجئ" السوري رفيق قطريب الذي ارتكب -وفق النيابة العامة الهولندية- جرائم حرب واغتصاب بين عامي 2013 و2014، وكان حينها رئيس قسم استجواب في ميليشيا "الدفاع الوطني" بمدينة سلمية شرقي حماة.
وخلال الأعوام العشرة الماضية، فر عشرات الآلاف من السوريين إلى هولندا هرباً من الحرب التي شنها نظام الأسد ضد المدن الثائرة على حكمه، وبحثاً عن المستقبل لهم ولأطفالهم، وتسلّل بينهم الكثير من "الشبيحة" بصفة "لاجئين".
ويحاول العديد من اللاجئين السوريين في هولندا وباقي الدول الأوروبية ملاحقة كل من ارتكب "جرائم حرب" في سوريا، حيث يرفعون دعاوى بحقهم والإدلاء بشهاداتهم كي يُحاكموا على جرائمهم.