icon
التغطية الحية

اغتصاب وقتل وتعذيب.. ضحايا محقق "الدفاع الوطني" المعتقل بهولندا يكشفون جرائمه

2024.01.24 | 05:40 دمشق

آخر تحديث: 24.01.2024 | 10:24 دمشق

المحقق في "ميليشيا الدفاع الوطني" رفيق قطريب
المحقق في "ميليشيا الدفاع الوطني" رفيق قطريب
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

كشف عدد من ضحايا المحقق في "ميليشيا الدفاع الوطني" رفيق قطريب، المعتقل في هولندا "شهادات مروعة" عن بعض من جرائمه التي ارتكبها خلال الحرب في سوريا.

اللاجئ السوري والضابط المتقاعد عمار أمين المقيم في فرنسا كان أحد ضحايا قطريب وأحد الشهود في القضية، وروى عمار المنحدر من مدينة السلمية قصته معه وكيف هرب منه خوفاً من الاعتقال والتغييب في سجون النظام كما عشرات الآلاف من السوريين.

ويقول عمار "قصتي مع رفيق القطريب بدأت عندما تم اعتقال ابن عمي عمار فواز أمين في منتصف عام 2013 من قبل عناصر ميليشيا الدفاع الوطني التي كانت تتبع لرفيق القطريب".

وأشار أمين إلى أنه "بعد عشرة أيام من التحقيق والتعذيب تم إطلاق سراحه وفي أثناء زيارتي له أخبرني أن رفيق القطريب قال له بأنه لم يكن هو المطلوب وإنما المطلوب هو عمار أمين ابن أبو صراع الضابط المتقاعد (يقصدني أنا) وقد حصل سوء تفاهم بتشابه الأسماء".

ويتابع عمار الذي تم اعتقاله مرتين من قبل النظام "عندها عرفت بأن هناك نية مبيتة لاعتقالي للمرة الثالثة وهذا يعني في الغالب تصفيتي وتغييبي نهائياً.. فأخذت حذري إلى يوم كنت أشارك في جنازة أحدهم وفي أثناء عودتي إلى بيتي في المساكن الغربية كنت أود أن أرى الصديق ثائر صالح في محله فلم أجده وقبل أن أصل الى البيت بقليل تفاجأت بلقاء ثائر الذي طلب مني أن أصعد خلفه على الدراجة النارية بسرعة وأخبرني أنه سيتم مداهمة منزلي واعتقالي بعد قليل".

وأضاف: "بعد أن أوصلني إلى مكان آمن روى لي القصة.. حيث كان هناك شخص يراقبني ويتبعني وبعد مغادرتي لمحله وفي أثناء وقوف ابن عمه على باب المحل رأى ابن جيرانهم وهو من عناصر رفيق القطريب فسلم عليه وسأله ماذا يفعل هنا؟ فقال له متفاخرا بأنهم يريدون اعتقالي وتابع طريقه.. وفي هذه الأثناء كان ثائر قد عاد إلى المحل فأخبره ابن عمه بما جرى فسارع ولحق بي قبل أن أصل إلى البيت لتحذيري وأخذي بعيداً".

ويتابع الضابط المتقاعد "بالفعل بعد نصف ساعة تقريباً كانت دورية تابعة لميليشيا الدفاع الوطني تقتحم بيتي ولكن المصادفة وحدها هي التي أنقذتني من الاعتقال وربما من الموت وطبعاً الفضل يعود للصديق".

وهذه القصة كانت من بين القصص التي رواها لدى التحقيق معه من قبل مكتب اللجوء في فرنسا في أثناء إجراءات اللجوء قبل ثماني سنوات.

ويقول أمين بأنه "منذ نحو ثلاثة أشهر تواصل معي المكتب الدولي لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية التابع للشرطة الفرنسية وقال لي بأن الشرطة الهولندية تريد مقابلتي لسؤالي عن القصة المذكورة آنفا وطبعاً وافقت وبالفعل تم اللقاء في الموعد المحدد وأعدت سرد القصة بحذافيرها وتم سؤالي عن عدة أمور أخرى أجبت عما أعرفه فقط".

وفوجئ أمين بعد تلك المقابلة برسالة من المكتب الدولي لمكافحة جرائم الحرب في الشرطة الهولندية تقول لي بأنه تم إلقاء القبض على رفيق القطريب وإيداعه السجن لمحاكمته".

"اعتقال وتعذيب"

ومن ضحايا قطريب الكثر أيضاً اللاجئ السوري المقيم في لبنان (علي غريب اسم مستعار) والذي اعتقل لمدة ست سنوات في السجون.

ويروي علي لموقع تلفزيون سوريا قصته بحزن وألم مع القطريب "اعتقلونا وعذبونا وهجرونا ثم هربوا إلى أوروبا".

ويقول علي "اعُتقلت في 24 أيلول من عام 2013 وكنت حينها في عمر السابعة عشرة والجهة التي اعتقلتني الدفاع الوطني في مدينة السلمية وذلك بعد أن عدت من لبنان بتهمة التظاهر في عام 2011 بداية الثورة"، مضيفاً "اعتقلت لمدة في مركز الدفاع الوطني في السلمية لمدة 5 أشهر وكان رفيق القطريب في هذه الأثناء رئيس قسم التحقيق في مركز ميليشيا الدفاع الوطني".

ويتابع علي: "تم إجبارنا على الاعتراف على أفعال لم نقم بها كتشكيل مجموعة مسلحة لنشر الفوضى بالسلمية وقعنا على ذلك.. وفي شهر شباط من عام 2014 فوجئنا في مركز الاعتقال باعتقال قطريب نفسه في ذات الزنزانة التي كنت فيها حيث بقي لليلة واحدة ثم تم ترحيله إلى دمشق".

ويضيف "بعد شهر قام الدفاع الوطني بتحويلنا إلى معتقل تابع لقيادة الدفاع الوطني التابع لقيادة أمن الحرس الجمهوري بدمشق بسبب الضبط الذي كتبه القطريب بحقي أنا وآخرين.. لقد بصمنا على كل الاتهامات التي وجهها لنا واعترفنا بها تحت التعذيب وكان الاتهام الأبرز هو الانتماء لمنظمة إرهابية مسلحة تريد نشر الفوضى في السلمية".

وأردف: "بقينا في سجن الدفاع الوطني في دمشق لمدة أكثر من ثلاثة أشهر ثم تم تحويلنا إلى الشرطة العسكرية ثم إلى النيابة ومنها إلى محكمة الإرهاب التي حكمت علي في 2014 بالسجن لمدة خمس سنوات قضيتها في سجن عدرا".

اغتصب امرأة.. وتسبب بقتل شاب بالمعتقل

ويضيف المعتقل السابق "لقد كنت شاهداً على انتهاكات القطريب بحق الكثيرين (..) من تعذيب إلى التحرش الجنسي واغتصاب لإحدى المعتقلات".

كما كان علي شاهداً بحسب ما يقول على "عمليات الخطف والمقايضة على أشخاص مدنيين (..) رفيق القطريب هو من كان يعطي التعليمات للعناصر بالتعذيب وفي معظم الأوقات هو من كان يقوم بتعذيبي وتعذيب المعتقلين".

ويتذكر المعتقل السابق بكثير من الأسى أيام الاعتقال ويقول "كان يتّبع عدة طرق في تعذيب المعتقلين: حرق المعتقلين بالبنزين ومادة السبيرتو أو الكحول واغتصاب المعتقلات".

ويتابع علي "لقد كنت أسمع في مركز الاعتقال بأذني كيف اغتصب إحدى النسوة المعتقلات التابع للدفاع الوطني في السلمية".

ويضيف "رفيق القطريب هو من أشرف على تعذيبي وتسبب بكسر أضلعي وكسر بعض أسناني".

ويؤكد اللاجئ الذي هرب إلى لبنان خوفاً من الاعتقال مرة أخرى "تسبب رفيق القطريب بوفاة شاب جامعي عشريني كان معتقلاً في سجن الدفاع الوطني بدمشق بتهمة التظاهر في السلمية ضد النظام رغم أنه لم يشارك.. تعرض هذا الشاب كالآخرين لتعذيب شديد بخراطيم وعصي مثبت بها مسامير وكانت ظروف السجن صعبة جداً حيث كانت الزنزانة ممتلئة بأكثر من 170 معتقلاً كانوا عبارة عن هياكل عظمية عراة أو شبه عراة وسط انتشار الأمراض كالجرب والسل إضافة إلى ندرة الطعام والماء.. كان أحد أحلامنا أن نأكل ونشبع".

ابتزاز نساء

ويضيف "لقد كنت شاهداً على كثير من جرائمه داخل مركز ميليشيا الدفاع الوطني ولقد كان سببا في مقتل آخرين"، وإضافة إلى ذلك كان يبتز النساء لإقامة علاقات معهن ويقول علي: "كان قطريب يعتقل والد أو أخ المرأة التي يريدها بهدف الضغط عليها لكي ترضخ لرغباته القذرة بحسب ما كان متداول بين الناس في السلمية".

ويقدر علي عدد ضحايا قطريب بـ"المئات بين معتقلين ومهجرين وقتلى".

ويضيف اللاجئ المقيم في لبنان: "أعلن علي عبر موقع تلفزيون سوريا أني أنصب نفسي مدعياً على قطريب أمام القضاء في هولندا رغم أني كنت أرفض أن يحاكم على الطريقة الأوروبية وكنت أتمنى أن يسقى بما سقانا ويعتقل في سجون الأسد حتى يعاني ما كنا نعانيه".

وقبل عدة أيام، مددت السلطات الهولندية اعتقال رفيق القطريب لمدة 90 يوماً على ذمة التحقيق الذي يُتهم بتعذيب واغتصاب مواطنين خلال اندلاع الثورة ضد النظام السوري وفق النيابة العامة الهولندية التي قالت إنه ارتكب تلك الجرائم في عامي 2013 و2014 وكان المشتبه به حينها رئيس قسم استجواب في ميليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة سلمية بريف حماة الشرقي.

ووصل القطريب إلى هولندا في شهر حزيران/ يوليو من عام 2021، وحصل على تصريح إقامة وكان يعيش في مدينة دروتن مع عائلته منذ عام تقريباً.