أفرجت السلطات الهولندية عن أحد السوريَّين المتهمَين بالتحضير لعمل إرهابي في هولندا بعد يوم واحد من اعتقاله، بينما بقي الآخر رهن التحقيق.
وذكرت وسائل إعلام هولندية أنه تم الإفراج عن أحد الشقيقين السوريين الذين اعتقلا يوم الأربعاء الفائت بتهمة "الإعداد لجريمة إرهابية".
وقالت النيابة العامة الهولندية إنه لا يوجد ما يشير إلى تورط الرجل في جرائم جنائية، مشيرة إلى أن شقيقه الأصغر لا يزال رهن الاعتقال.
وكانت وسائل الإعلام الهولندية ذكرت أن الشرطة اعتقلت الشقيقين السوريين اللذين يبلغان من العمر 20 و22 عاماً، بناء على اتهام النيابة العامة الهولندية لهما بـ "التحضير لجريمة إرهابية".
واعتقلت الشرطة الشابين السوريين من منزلهما في بلدة ستاين في مقاطعة ليمبورخ جنوب شرقي البلاد. وبُدئ بالتحقيق معهما بعد أن أرسلت المخابرات الهولندية "AIVD" معلومات عن الاثنين إلى النيابة العامة هذا الأسبوع.
بدوره، رفض المتحدث باسم النيابة العامة التصريح عن محتوى التحقيق في الوقت الحالي مشيراً إلى أن "التحقيق يركز الآن على ما كان يدور في خلد المشتبه بهما".
وبحسب ما ذكرت المصادر، فإن الشرطة بعد مداهمتها منزل السوريين في ستاين قرابة الساعة الـ10 من مساء الأربعاء، أجرت عملية تفتيش ولم تعثر على أسلحة أو متفجرات.
ولم تتوقع النيابة العامة حصول أي اعتقالات أخرى في هذا التحقيق، كما لم تفصح عن تفاصيل إضافية.
انفجارات وإطلاق نار في أثناء المداهمة
وكان اللافت أن اعتقال الشابين السوريين تم من قبل "وحدة التدخلات الخاصة"، وهي الوحدة التي تتدخل في حالة وجود تهديدات إرهابية خطيرة أو اعتقال الأشخاص الخطرين، وفق ما ذكرت المصادر.
وبحسب صحيفة "دي ليمبرخر" اليومية، سمع السكان المحليون صوت انفجارات وإطلاق نار خلال مداهمة منزل المشتبه بهما واعتقالهما.
وأجبرت الشرطة المدججة بالسلاح سكان الحي على البقاء في منازلهم خلال المداهمة، بحسب ما نقلت صحيفة "دي تليغراف" الهولندية عن بعض أهالي الحي. كما تم استخدام كلب بوليسي وطائرة من دون طيار أيضاً في المداهمة في حي "كروستولوستارت" ببلدة ستاين.
من جانبها، رفضت عمدة البلدية ماريون لورز التعليق على الأمر وقالت إنها "مسألة تخص الشرطة".
وأوضحت شركة "زام فونين" التي تؤجر المنزل المُداهَم أنها تنتظر البيانات الرسمية من الشرطة. وقال مدير الشركة كاريل سميتسمانز: "إذا كان ما نسمعه صحيحاً، فلدينا مشكلة.. هذا انتهاك لعقد الإيجار وهذا له عواقب".
ورفض سميتسمانز الخوض في التفاصيل حول هذا الموضوع وأضاف: "نشعر بالدهشة والصدمة (..) لم نتلق أبداً أي إشارات مقلقة بشأن هذه العائلة".
اليمين الهولندي يحرض
وكما جرت العادة، استغل اليمين المتطرف الحادثة للتحريض ضد اللاجئين والمطالبة بإغلاق الحدود في وجه طالبي اللجوء الذين يشكل السوريون معظمهم.
وكتب رئيس حزب "الحرية" خيرت فيلدرز على صفحته في فيس بوك: "حدود مارك روته (رئيس الوزراء الهولندي الحالي) المفتوحة تسبب الموت والرعب". ودعا رئيس الحزب اليمني المتطرف إلى إغلاق الحدود في وجه طالبي اللجوء وقال في منشوره: "أغلقوا الحدود".
وعلق المئات من الهولنديين المناصرين للحزب المتطرف داعمين لما قاله فيلدرز ومطالبين بإغلاق أبواب البلاد في وجه اللاجئين، وزعموا أن اللاجئين يأخذون الإعانات الاجتماعية ومنازل السكن الاجتماعي.
وكانت السلطات الهولندية قد اعتقلت سابقاً بعض السوريين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا. فقبل عدة أشهر، أعلنت الشرطة الهولندية اعتقال لاجئ سوري يبلغ من العمر 34 عاماً في مدينة كيركراده جنوبي البلاد، للاشتباه بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا عام 2013، وأشارت الشرطة إلى أن المشتبه به كان جزءاً من ميليشيا "لواء القدس" الموالية للنظام.
وعلى مدار الأعوام الـ10 الأخيرة، فر من الحرب في سوريا عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى هولندا وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة وأبرزها امتحانات اللغة. ويقدر عدد السوريين اللاجئين في هولندا بأكثر من 126 ألف شخص، وفق التقارير الرسمية.