هل يكون كليتشدار أوغلو مرشح المعارضة وما موقفه من الملف السوري؟

لا يخفى على أحد أن مرشح تحالف الجمهور لانتخابات 2023 في تركيا هو الرئيس رجب طيب أردوغان، لكن على جبهة المعارضة كان هناك خلاف كبير منذ أن اجتمعت الطاولة السداسية المشكلة من 6 أحزاب على من يكون المرشح.

برزت من داخل حزب الشعب الجمهوري وحده 3 أسماء هي رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور يفاش ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

وقد حاول رئيس الحزب في أثنائهما وتحديدا إمام أوغلو أولا لأنه كان أيضا خيارا للحزب المعارض الثاني وهو الحزب الجيد، ولكن بعد ضغط رئيس حزب الشعب والانتقادات من داخل الحزب الجيد وأخطاء وقع فيها إمام أوغلو في إدارة البلدية، انتقل الحزب الجيد لدعم منصور يفاش.

لم يحسم كليتشدار أوغلو بعد ترشحه  بنسبة 100% حيث ما زال عليه أن يقنع الأحزاب الخمسة المعارضة الأخرى ليكون مرشحا مشتركا

ولكن منصور يفاش ليس مرشحا يمكن أن ينتخبه أنصار حزب الشعوب الديمقراطية ذي الأغلبية الكردية وبالتالي تعرض هو الآخر للضغط.

ولذلك واصل كليتشدار أوغلو ضغوطه في البداية على المرشحين المحتملين من حزبه منذ شهر ديسمبر 2021 وحتى الأسبوع الماضي حتى استطاع أن يأخذ منهم إشارات وإقرارات أقوى عبر تغريداتهم على تويتر بأنهما يدعمان ترشحه.

لم يحسم كليتشدار أوغلو بعد ترشحه  بنسبة 100% حيث ما زال عليه أن يقنع الأحزاب الخمسة المعارضة الأخرى ليكون مرشحا مشتركا وإن لم يكن فعلى الأغلب سيقوم كل حزب بتقديم مرشح له.

ولكن يبقى كليتشدار أوغلو مرشح الحزب المعارض الأكبر ويمكن أن يلقى دعما من حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، ويمكن أن يكون قد عقد صفقة مع رئيس بلدية إسطنبول لجعله فيما بعد رئيسا للحزب خلفا له.

يرتبط اسم كليتشدار أوغلو بالتردد فمع كل التصريحات التي تحدث بها عن ترشحه لا تزال هناك احتمالات لأن يقوم بترشيح شخص آخر غيره. ولكن هذا احتمال منخفض أيضا. وحتى بدون هذا الاحتمال ومع ترشح كليتشدار أوغلو عن حزبه فقط دون دعم بقية المعارضة فهذا يعني إذلال حزب الشعب الجمهوري من قبل أحزاب المعارضة الأصغر وهذا سيفيد أردوغان بالتأكيد.

بالنظر لصورة كمال كليتشدار أوغلو التي تبدو ضعيفة أمام كاريزما أردوغان خاصة إذا ما رأينا صورة أردوغان في مكانين خلال الأسبوع الماضي الأولى وهو يحدّث القادة في جلسة غير رسمية في قمة شنغهاي، والثانية في مقابلة مع مراسلة رويترز في سؤالها عن لقائه ببايدن حيث قال إذا كان هو بايدن فأنا أردوغان، فإن موقف كليتشدار أوغلو سيكون صعبا.

يمكن أن نقف هنا على الأقل على مواقف كليتشدار أوغلو من الأوضاع في سوريا حيث من المرجح أن تكون قضية اللاجئين عموما والسوريين خصوصا الملف الأول أو الثاني على أجندة الحملات الانتخابية، وربما تكون القضية الأساسية في حال حصل تحسن على الوضع الاقتصادي للمواطن التركي.

بخصوص التقارب مع النظام السوري فقد أشاد كليتشدار أوغلو بما سماه موقف تركيا من النظام السوري متمنيا النجاح في ذلك، وأضاف من "الجيد أنهم وصلوا إلى النقطة التي قلناها حول السياسة السورية منذ البداية، وآمل أن ينجحوا في ذلك، ولو أنهم فقط استمعوا إلينا في السابق، لما كانت هذه الظروف موجودة حالياً، يريدون الآن العودة عن أخطائهم، ولا أعرف المدى الذي يمكنهم العودة إليه".

أما فيما يتعلق باللاجئين السوريين فقد وعد كليتشدار أوغلو وحزبه أكثر من مرة بإعادة اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا إلى بلادهم خلال عامين.

في وقت سابق أشار كليتشدار أوغلو إلى وجود خطة لحزبه لإعادة السوريين تشتمل أولا على صنع سلام فوري مع الأسد ثم فتح سفارة وتبادل السفراء

وكان كليتشدار أوغلو ضد توزع السوريين في المدن التركية حيث قال "ما كان ينبغي السماح لهم بالتغلغل داخل البلد، إلا أنه حصل العكس، يوجد لاجئون سوريون في 81 ولاية تركية، وفي بعض المناطق يفوق عدد السكان السوريين تعداد المواطنين الأتراك".

وفي وقت سابق أشار كليتشدار أوغلو إلى وجود خطة لحزبه لإعادة السوريين تشتمل أولا على صنع سلام فوري مع الأسد ثم فتح سفارة وتبادل السفراء وتحديد ظروف عودة اللاجئين، مع تأكيده على عودتهم في ظروف آمنة وباتفاق برعاية الأمم المتحدة. كما تحدث كليتشدار أوغلو عن ضرورة تأمين أموال من الاتحاد الأوروبي لبناء طرق ومدارس ومشاف ورياض أطفال قبل عودة اللاجئين، ولكن يبدو هذا الكلام غير منطقي، في حين لا تفكر دول الاتحاد الأوروبي إلا في نفسها في ظل الحرب في أوكرانيا وأزمة الغاز المحتملة.

وقد طلب أردوغان أيضا الدعم من العديد من الأطراف وخاصة الاتحاد الأوروبي للمساهمة بذلك، لكنهم لم يقدّموا أي شيء وتركوا تركيا تقوم بذلك بمفردها.

بالنظر إلى ما تقوم به بعض بلديات حزب الشعب الجمهوري مثل بلدية بولو تجاه اللاجئين فإن هذا يمكن أن يكون مثالا على تفكير المعارضة حول الموضوع بشكل عام.