أثار الانسحاب الأميركي من أفغانستان، مخاوف حلفاء واشنطن في كثير من دول الشرق الأوسط لا سيما حلفاء القوات الأميركية في سوريا، قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت قد تحدثت وسائل إعلام مقربة منها في الآونة الأخيرة عن عمليات توسعة تتم لقواعد واشنطن في سوريا، لا سيما في قاعدة الشدادي جنوبي الحسكة، الأمر الذي ربط آنذاك بالانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وتداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن وصول قوات أميركية إلى سوريا قادمة من أفغانستان، ضمن عملية إعادة انتشار تجريها واشنطن لقواتها المنسحبة من أفغانستان.
وحيال تلك المعلومات، قالت سينم محمد ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" في العاصمة الأميركية واشنطن، في تصريحات خاصة لموقع تلفزيون سوريا، إنه لا معلومات متوفرة عن وصول قوات أميركية إلى شرقي الفرات، معتبرة ذلك شأنا أميركيا عسكريا خالصا، وأشارت محمد إلى أن القوات الأميركية تنسق مع قوات سوريا الديمقراطية في كثير من الملفات لا سيما تلك المتعلقة بمحاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة.
"مسد": السياسة الأميركية في سوريا لن تتغير ما دام الإرهاب نشطاً
وكان الرئيس الأميركي جو بادين قد قال يوم أمس في تصريح صحفي إن خطرا تواجهه بلاده في سوريا ومناطق أفريقيا، معتبرا أن ذاك الخطر أولوية لدى إدارته، ويعتبر أهم من ملف أفغانستان، وهنا اعتبرت محمد في تصريحاتها لموقع تلفزيون سوريا إن الخطر الذي تحدث عنه الرئيس جو بايدن يتمثل بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة اللذين يمتلكان خلايا نائمة، وهذا الخطر هو الذي يهدد الولايات المتحدة، لكونهما تنظيمات عابرة للحدود، مشيرة إلى أن وجود معتقلي تنظيم الدولة في السجون يعتبر من المشكلات الخطيرة.
واعتبرت محمد أن السياسة الأميركية في سوريا لا يمكن أن تتغير ما دام الإرهاب نشطا في سوريا، وأن أي تغيير في السياسة الأميركية شرقي الفرات لا يمكن أن يأتي إلا بعد القضاء على الإرهاب والوصول إلى حلول سياسية توافقية بين المكونات السورية، للوصول إلى حل نهائي للأزمة السورية.
وشددت محمد على أن دعم واشنطن للإدارة الذاتية لا يقتصر على الملف العسكري وإنما يمتد إلى مجالات إنسانية أخرى، مضيفة أن التعاون مستمر بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأميركية الموجودة في شمال شرقي سوريا.
وتمتلك واشنطن عددا من القواعد العسكرية في شرقي الفرات من أبرزها قاعدتا العمر وكونيكو في دير الزور، إضافة إلى قواعد في الشدادي ورميلان ومحيط مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، كما يقدر عدد القوات الأميركية في سوريا بنحو 900 جندي.
توسعة القواعد العسكرية الأميركية في سوريا منذ أشهر
نشر موقع تلفزيون سوريا في نيسان الفائت تقريراً بعنوان "توسعة القواعد العسكرية الأميركية في سوريا.. ما علاقة أفغانستان؟"، رصدنا فيه مجمل التحركات العسكرية الميدانية للقوات الأميركية في سوريا، والتي ظهرت حينذاك كمؤشرات على احتمالية نقل الجيش الأميركي جزءاً من قواته من أفغانستان إلى سوريا.
وحينذاك رصد خبراء عسكريون وصول طائرات شحن عسكرية أميركية إلى شرقي الفرات، وتحدثت مصادر عسكرية من "قسد" بأنه سيتبع ذلك عمليات توسعة في مهابط الطائرات في قواعد الولايات المتحدة الأميركية في شمالي وشرقي سوريا.
وتأتي التوسعة في مهابط الطائرات بالتزامن مع حركة نشطة للقوات الأميركية في شرقي الفرات لا سيما قاعدتي الشدادي ورميلان بريف الحسكة. الحسابات التابعة لقسد قالت إن التوسعة تندرج ضمن عمليات تأهيل لاستقبال القوات الأميركية التي ستغادر أفغانستان، الأمر الذي لم تفصح عنه إدارة بايدن بشكل رسمي.
زيادة الترسانة العسكرية الأميركية في شرقي الفرات
وتمتلك واشنطن مهابط للطائرات المروحية وطائرات الشحن في قواعدها شرقي الفرات، أبرزها قاعدة الشدادي العسكرية جنوبي الحسكة، والتي رصد موقع تلفزيون سوريا عدة مرات قيام التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية بعمليات توسعة منظمة، لتهيئتها لاستقبال طائرات الشحن، وطائرات الشحن تستخدمها القوات الأميركية في إرسال منظومات صاروخية كما جرى حين تم استقدام منظومة هيمارس الصاروخية إلى المنطقة.
وزادت القوات الأميركية في الأشهر الماضية من نوعية ترسانتها العسكرية في شرقي الفرات، وتمثل ذلك في وصول مدرعات برادلي المتطورة والتي تم نشرها في دير الزور والحسكة والتي تعتبر من أفضل المدرعات الأميركية، وما تلاه من منظومات صاروخية نشرت على مقربة من النفوذ الإيراني في غربي الفرات، لكن الترسانة العسكرية الأميركية في شرقي الفرات لم يتم تزويدها أو التقليل منها في عهد الرئيس جو بايدن، وإنما بقيت على حالها من ناحية النوعية والجودة.