ملخص
- تناولت المحادثات التهديدات المتزايدة من جماعة "الحوثي" وهجمات الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق.
- الاجتماع عقد في مسقط بحضور مسؤولين عمانيين، نقلوا الرسائل بين الجانبين.
- طلبت واشنطن من طهران كبح نشاط الميليشيات ووقف الهجمات، بينما طلبت طهران وقف إطلاق النار في غزة.
- المحادثات لم تسفر عن اتفاق، وشهدت الفترة التي تلتها ضربات عسكرية أميركية في اليمن وسوريا والعراق.
- واشنطن مستعدة للدبلوماسية، لكنها مستعدة أيضاً لاستخدام القوة في حال عدم تحقيق تقدم.
- إيران أكدت أنها لا تسيطر على الميليشيات، لكنها قادرة على التأثير عليها لوقف الهجمات بعد وقف إطلاق النار في غزة.
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة الأميركية وإيران أجريتا محادثات سرية غير مباشرة في سلطنة عُمان، تناولت التهديد المتصاعد من قبل جماعة "الحوثي" على الشحن البحري في البحر الأحمر، بالإضافة إلى الهجمات التي تشنها الميليشيات الإيرانية على القواعد الأميركية في سوريا والعراق.
وقالت الصحيفة إن المحادثات عُقدت في 10 كانون الثاني الماضي في العاصمة العمانية مسقط، حيث قام المسؤولون العمانيون بتبادل الرسائل ذهاباً وإياباً بين وفدين إيرانيين وأميركيين جالسين في غرف منفصلة.
وذكرت الصحيفة أن الوفد الإيراني ترأسه نائب وزير الخارجية وكبير المفاوضين النوويين، علي باقر كاني، فيما ترأس الوفد الأميركي منسق الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، مشيرة إلى أن إيران طلبت عقد الاجتماع في كانون الثاني الماضي، وأوصت عُمان بشدة أن توافق الولايات المتحدة على ذلك.
مطالب واضحة
وأوضحت "نيويورك تايمز" إن منذ بداية الحرب على غزة "طمأنت الولايات المتحدة وإيران بعضهما البعض إلى أن أياً منهما لا يسعى إلى مواجهة مباشرة، وهو الموقف الذي تم نقله في الرسائل التي مرروها عبر وسطاء، إلا أنه في مفاوضات عُمان كان لكل جانب طلب واضح من الآخر".
ووفق مسؤولين أميركيين وإيرانيين، تحدثت إليهم الصحيفة، طلبت واشنطن من إيران "كبح جماح وكلائها لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ووقف استهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا، فيما طلبت طهران من إدارة بايدن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
وأشارت الصيفة إلى أنه "لم يتم التوصل إلى اتفاق، وفي غضون ساعات بعد مغادرة ماكغورك الاجتماع مع الإيرانيين، قادت الولايات المتحدة ضربات عسكرية في 11 كانون الثاني على أهداف متعددة للحوثيين في اليمن، وفي أوائل شباط، شنت الولايات المتحدة ضربات على قواعد عسكرية مرتبطة بإيران في العراق وسوريا رداً على مقتل ثلاثة جنود أميركيين".
واشنطن منفتحة على الدبلوماسية وطهران لا تسيطر على الميليشيات
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الولايات المتحدة "شاركت في المحادثات لتظهر أنه حتى مع تصاعد التوترات، فإن واشنطن لا تزال منفتحة على مواصلة الدبلوماسية مع إيران"، مضيفاً أنه "إذا لم يسفر الحوار عن نتائج، فإن الولايات المتحدة ستستخدم القوة".
وقال مسؤولان إيرانيان، أحدهما من وزارة الخارجية، إن إيران "أكدت خلال المحادثات أنها لا تسيطر على نشاط الميليشيا، وخاصة الحوثيين، لكن يمكنها استخدام نفوذها عليهم لضمان وقف جميع الهجمات إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ولكن ليس قبل ذلك".
وأكد مسؤولون أميركيون وإيرانيون أن طهران وواشنطن "واصلتا تبادل الرسائل بانتظام حول الميليشيات الوكيلة ووقف إطلاق النار منذ التقيا في كانون الثاني مع الوسطاء العمانيين".
يشار إلى أن الولايات المتحدة وإيران أجريتا، في أيلول 2023، مفاوضات بشأن إطلاق سراح المعتقلين الأميركيين المحتجزين في إيران مقابل الإفراج عن نحو ستة مليارات دولار من أموال عائدات النفط الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
وتوصل الجانبان حينها إلى اتفاق غير رسمي لنزع فتيل التوترات في المنطقة، وخفض حدة الهجمات على القواعد الأميركية في سوريا والعراق.