icon
التغطية الحية

نيويورك تايمز: البنتاغون يحذر من تضاعف هجمات تنظيم الدولة خلال هذا العام

2024.07.19 | 06:29 دمشق

راية تنظيم الدولة وقد عثر عليها في أحد مقرات المقاتلين بالموصل عام 2017
راية تنظيم الدولة وقد عثر عليها في أحد مقارّ المقاتلين بالموصل عام 2017
The New York Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تزايدت الهجمات المنسوبة لتنظيم الدولة في العراق وسوريا خلال هذا العام ويرجح لعددها أن يتضاعف حتى نهاية السنة بحسب تصريحات البنتاغون يوم الثلاثاء الماضي، والتي ألمح فيها لعودة هذا التنظم إلى الظهور والنشاط بعد مرور عقد على الفترة التي عاث فيها قتلاً وتدميراً في أرجاء المنطقة.

نفذ التنظيم 153 هجمة في العراق وسوريا خلال النصف الأول من هذا العام بحسب تقرير نشرته القيادة الوسطى للجيش الأميركي، على الرغم من تواصل العمليات التي تستهدف أعوانه والتي شنها التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة والقوات الشريكة لها في كلا البلدين. وطوال العام المنصرم، شن التنظيم 121 هجمة في العراق وسوريا بحسب ما ذكره مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية.

استغل "داعش" الذي تعود أصوله إلى تنظيم القاعدة، حالة الفراغ في السلطة التي ظهرت إبان الحرب السورية، فسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي، ثم ساءت سمعته بسبب ممارسته للخطف والاستعباد الجنسي والإعدامات الميدانية، لكن الجائزة الكبرى التي حازها تمثلت باحتلال ثاني أكبر مدينة في العراق، أي الموصل، وذلك قبل دحره في عام 2014.

على الرغم من طرده من آخر ما تبقى من مناطق سيطرته  بدعم عسكري أميركي قبل خمس سنوات من الآن، فإن هذا التنظيم قد غيّر من شكله ليتحول إلى مجموعة لا مركز لها من الخلايا والأتباع المنتشرين في أصقاع المعمورة. ومنذ ذلك الحين بقي الجيش الأميركي موجوداً في سوريا والعراق.

زيادة في عدد الهجمات

نفذ التحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة 200 مهمة تقريباً ضد التنظيم من شهر كانون الثاني في هذا العام بحسب ما أعلنه الجيش الأميركي، وقد تمت تلك العمليات بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في سوريا ومع الجيش في العراق. وقد ورد في التقرير بأن القوات التي ترأسها الولايات المتحدة قتلت بالمجمل 44 من أعوان تنظيم الدولة واعتقلت 166 آخرين.

وعن ذلك يقول الجنرال مايكل كوريللا الذي يرأس القيادة الأميركية الوسطى في تصريح له: "مستمرون في تركيز جهودنا على استهداف عناصر تنظيم الدولة الذين يحاولون تنفيذ عمليات خارج العراق وسوريا بشكل خاص، إلى جانب استهداف العناصر الذين يسعون للانفصال عن التنظيم في المعتقل في محاولة منهم لإعادة تشكيل عناصرهم".

لعل الأسباب التي تقف خلف زيادة الهجمات في سوريا والعراق معقدة برأي الخبراء، فلقد أصبح التنظيم أقوى وأكثر حرية في تنفيذ عملياته، ولكن ثمة عوامل أخرى أسهمت في ذلك برأي دانييل بيمان، وهو عضو مهم لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وخبير بأمور مكافحة الإرهاب، وهذا ما دفعه للقول: "قد يرجع سبب زيادة الهجمات إلى الإحساس المستمر بخيبة الأمل إزاء الحكومتين العراقية والسورية بما أنهما تركزان على قضايا أخرى، وقد يكون مرد ذلك لتوجيه الأصول الأميركية نحو الجماعات المدعومة إيرانياً".

على الرغم من أن بيمان ذكر بأن زيادة الهجمات لا تعني وجود سبب مباشر لإثارة الذعر على المستوى العالمي، فقد تترتب على عملية إعادة ترتيب التنظيم لصفوفه تبعات خطيرة ومخيفة بالنسبة لشعوب المنطقة، بما أن أغلبهم يعاني ويلات الحرب بعد عقود على اندلاعها.

وعلى الرغم من أن بيمان قال: "إن هذا الوضع لا يشبه الأوضاع التي سادت قبيل سقوط بغداد"، نراه يؤكد على الخطر الذي تشكله تلك الهجمات على الشعبين العراقي والسوري، بما أن "عودة تنظيم الدولة يعتبر خبراً سيئاً بالنسبة لكلا الشعبين".

خلايا داعش في كل مكان

خلال الأشهر الستة الماضية، شن التنظيم وأتباعه هجمات فتاكة وحساسة، وهذا ما يسلط الضوء على المرونة والتأقلم اللذين اكتسبهما التنظيم إلى جانب قدرته على التنويع عبر شبكة خلاياه المنتشرة في مختلف بقاع العالم. إذ إن بعض الهجمات استهدفت مدنيين ومواقع ليس للتنظيم ما يربطه بها على المستوى العسكري.

أعلن تنظيم الدولة يوم الثلاثاء الماضي عن مسؤوليته على الهجوم الذي استهدف مسجداً للشيعة في عُمان، حيث قتل مسلحون ستة أشخاص وأصابوا 30 آخرين بجروح، ويظهر في مقطع الفيديو الذي صور الهجوم المسلحين الذين نفذوه وهم يشتمون المصلين بألفاظ مهينة، بما أن الناس اجتمعوا للاحتفال في ذلك اليوم بأحد أعياد الشيعة.

كما نشط فرع تنظيم الدولة في أفغانستان وباكستان وإيران والذي يعرف باسم تنظيم الدولة في خراسان، وصار أجرأ وأشد فتكاً من ذي قبل، إذ يرى مسؤولون أميركيون بأن هذا الفرع مسؤول عن الهجوم الغاشم الذي نفذ في قاعة أقيمت فيها حفلة موسيقية بالقرب من موسكو في شهر آذار الماضي، مما تسبب بمقتل أكثر من 130 شخصاً وإصابة العشرات بجراح.

وفي شهر كانون الثاني، أعلن تنظيم الدولة في خراسان عن مسؤوليته على تفجيرات قتلت كثيرين عندما نفذت في إيران، حيث أسفرت عن مقتل 84 شخصاً وذلك خلال حفل تأبين أقيم بمناسبة مرور الذكرى الرابعة لاغتيال الجنرال قاسم سليماني بهجوم نفذته مسيرة أميركية، وذلك لأن إيران تخضع لحكم ديني ثيوقراطي شيعي، وكان سليماني يرأس مساعي الدولة لتوحيد الشيعة في عموم المنطقة.

ويراقب المسؤولون الأميركيون أيضاً توسع التنظيم في منطقة الساحل الفريقي وسط حالة من انعدام الاستقرار على المستوى السياسي من جراء تعاقب عدد من الانقلابات في تلك المنطقة، إذ أعلن تنظيم الدولة في آذار الماضي تنفيذه لهجوم استهدف الجيش النيجيري وأسفر عن مقتل ثلاثين جندياً.

المصدر: The New York Times