icon
التغطية الحية

"نيويورك تايمز": إسرائيل شنت هجمات على أنابيب للغاز الطبيعي داخل إيران

2024.02.17 | 11:39 دمشق

الضربات الإسرائيلية على إيران
تمثل الضربات تحولاً ملحوظاً في حرب الظل التي تشنها إسرائيل على إيران جواً وبراً وبحراً وهجمات إلكترونية منذ سنوات - - AP
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إسرائيل استهدفت بهجمات سرية خطين رئيسيين للغاز الطبيعي داخل إيران، الأربعاء الماضي، مما أدى إلى تعطل تدفق الغاز إلى عدة مدن إيرانية يسكنها ملايين الأشخاص.

واستهدف الهجوم عدة نقاط على طول خطي أنابيب غاز رئيسيين في محافظتي فارس وجهار محل بختياري، الأربعاء الماضي، لكن انقطاع الخدمة امتد إلى المنازل السكنية والمباني الحكومية والمصانع الكبرى في خمس محافظات على الأقل في جميع أنحاء إيران، وفقًاً لمسؤولين إيرانيين وتقارير وسائل إعلام محلية.

وتحمل خطوط الأنابيب المستهدفة الغاز من الجنوب إلى المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان، ويمتد أحد خطوط الأنابيب على طول الطريق إلى أستارا، بالقرب من الحدود الشمالية لإيران مع أذربيجان.

ووقعت الانفجارات الساعة الواحدة فجراً بالتوقيت المحلي، مما أدى إلى رعب السكان الذين فروا من منازلهم وتدفقوا إلى الشوارع، وفق تقارير إعلامية إيرانية، حيث وصفت الانفجارات بالعنيفة بعد أن دوت أصواتها في المدن الإيرانية.

ويقدر خبراء الطاقة أن الهجمات على خطوط الأنابيب، التي يمتد كل منها لمسافة حوالي 1200 كيلومتر وتحمل ملياري قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، عطلت حوالي 15 % من إنتاج الغاز الطبيعي اليومي في إيران، مما يجعلها "هجمات كاسحة" بشكل خاص على البنية التحتية الحيوية في البلاد.

وأمس الجمعة، قال وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، إن "خطة العدو كانت تتمثل في تعطيل تدفق الغاز بشكل كامل في الشتاء إلى العديد من المدن والمقاطعات الرئيسية في بلادنا"، مشيراً إلى أن "الفرق الفنية من الوزارة عملت على مدار الساعة لإصلاح الأضرار، وأن التعطيل كان في حده الأدنى وتم استعادة الخدمة".

ولم يتهم الوزير الإيراني إسرائيل بالمسؤولية عن الهجمات علناً، لكنه قال إن هدف الهجوم "هو الإضرار بالبنية التحتية للطاقة في إيران، وإثارة الاستياء الداخلي".

تحوّل ملحوظ في حرب الظل

وقالت "نيويورك تايمز" إن الضربات "تمثل تحولاً ملحوظاً في حرب الظل التي تشنها إسرائيل على إيران جواً وبراً وبحراً وهجمات إلكترونية منذ سنوات"، مشيرة إلى أن إسرائيل لطالما استهدفت المواقع العسكرية والنووية داخل إيران، واغتالت العلماء والقادة النوويين الإيرانيين داخل البلاد وخارجها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين وخبير عسكري مقرّب من "الحرس الثوري" قولهم إن "تفجير جزء من البنية التحتية للطاقة في البلاد، التي تعتمد عليها المصانع والصناعات وملايين المدنيين، يمثل تصعيداً في الحرب السرية، ويبدو أنه يفتح جبهة جديدة".

وذكر المسؤولون أن الهجمات "تتطلب معرفة عميقة بالبنية التحتية الإيرانية، وتنسيقاً دقيقاً، خاصة وأن خطي أنابيب أصيبا في مواقع متعددة في نفس الوقت".

وصف أحد المسؤولين الغربيين الهجمات بأنها "ضربة رمزية كبيرة، كان من السهل إلى حد ما على إيران إصلاحها، ولم تسبب سوى ضرر بسيط نسبياً للمدنيين"، لكنه قال إن الضربة "أرسلت تحذيراً صارخاً من الضرر الذي يمكن أن تلحقه إسرائيل مع انتشار الصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتصاعد التوترات بين إيران وخصومها، ولا سيما إسرائيل والولايات المتحدة".

ووفق أحد المسؤولين، فإن إسرائيل تسببت أيضاً في انفجار منفصل، يوم الخميس، داخل مصنع للكيماويات على مشارف طهران، مما هز أحد الأحياء وأدى إلى تصاعد أعمدة من الدخان والنار في الهواء.

إلا أن مسؤولين إيرانيين محليين قالوا إن انفجار المصنع، يوم الخميس، نتج عن حادث في خزان الوقود بالمصنع.

متعاونون داخل إيران

وقال الخبير العسكري المقرب من "الحرس الثوري" إن إسرائيل "وراء الهجوم بسبب تعقيد العملية ونطاقها"، مؤكداً أن الهجوم "يتطلب بشكل شبه مؤكد مساعدة المتعاونين داخل إيران لمعرفة مكان وكيفية الهجوم".

وأشار الخبير الإيراني إلى أن "خطوط الأنابيب الرئيسية في إيران، التي تنقل الغاز عبر مسافات شاسعة تشمل الجبال والصحاري والحقول الريفية، تخضع لدوريات حراسة في نقاط أمامية على طول الأنابيب".

وأكد أن "الحراس يقومون بفحص مناطقهم كل بضع ساعات، لذلك ربما كان المهاجمون على علم بفترات الاستراحة، عندما تظل المنطقة خالية من الرجال".

تحد للاستخبارات الإيرانية

ونقلت "نيويورك تايمز" عن المحلل الأمني المتخصص في الشرق الأوسط، شاهين مدرس، قوله إنه "على ما يبدو أن الشبكات السرية العاملة في إيران وسعت قائمة أهدافها وتقدمها إلى ما هو أبعد من المواقع العسكرية والنووية فقط"، مشيراً إلى أن الهجوم "تحد كبير وضربة لسمعة وكالة الاستخبارات والأمن الإيرانية".

من جانبه، قال كبير محللي الطاقة في شركة "كبلر"، هومايون فالكشاهي، إن "مستوى التأثير كان مرتفعاً للغاية، لأن هذين الخطين مهمان يتجهان من الجنوب إلى الشمال"، مؤكداً أنه "لم نشهد شيئاً كهذا من حيث الحجم والنطاق".