نشرت مجلة "نيوزويك" الأميركية تقريراً تحدثت فيه عن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية في أراضيها، مؤكدة أن كييف تخطط لهذا الهجوم، وأن الصحفيين والمدونين العسكريين الروس يحاولون تخمين موقع هذا الهجوم وزمنه.
وقال التقرير إنه "مع اقتراب هجوم روسيا الشرقي الاستنزافي من ذروته، يتحول الانتباه مرة أخرى إلى هجوم الربيع المضاد الذي تخطط له أوكرانيا، والذي تأمل كييف وشركاؤها الأجانب أن يؤدي إلى انهيار الخطوط الروسية وتحرير جزء كبير آخر من الأراضي المحتلة".
وأوضحت المجلة أن "هجمات روسيا الطاحنة في منطقة باخموت بإقليم دونيتسك، وحول بلدة أفدييفكا، حققت نجاحاً محدوداً بكلفة عالية"، مشيرة إلى أن المسؤولين الغربيين يعتقدون أن عشرات الآلاف من الجنود الروس قتلوا في المعارك الأخيرة بالمنطقة، حيث كاد مرتزقة مجموعة "فاغنر" والوحدات النظامية يحاصرون باخموت، لكنهم لم يسيطروا عليها، على الرغم من الاشتباه في تكبدهم خسائر فادحة.
وذكر "معهد دراسات الحرب" أن القوات الروسية "قد تكون قادرة، أو لا تكون قادرة، على إخراج القوات الأوكرانية من أفدييفكا أو باخموت، لكنها لن تكسب أي ميزة عملية كبيرة من القيام بأي منهما، لأنها تفتقر إلى القدرة على استغلال مثل هذا التقدم".
أوكرانيا تضلل روسيا
وقالت "نيوزويك" إن القادة الأوكرانيين "يتحفظون بشأن نواياهم، على الرغم من أنهم أوضحوا أن هجوم الربيع المضاد وشيك، ومن المحتمل أن يُدعم من قبل وفرة جديدة من دبابات القتال الرئيسية الغربية وغيرها من المركبات المدرعة التي تصل إلى البلاد".
وأضاف التقرير أن "القيادة العسكرية الأوكرانية أثبتت أنها بارعة في إخفاء نواياها"، ونقل عن الباحث غير المقيم في مركز التحليل الأوروبي بواشنطن، مارك فويغر، قوله إنه "من المتوقع من القيادة الأوكرانية أن تكرر عملية تضليل مماثلة"، مضيفاً أنه "سيتعين عليهم تكرار ما فعلوه في الخريف بنجاح، لكن الكثير من التوقعات والمناقشات حول الهجوم المخطط له يعني أن هذا سيكون صعباً".
وأوضح أن الهجوم الأوكراني في منطقة دونباس "محفوف بالمخاطر، على الرغم من أنه ربما يكون أقل خطورة إذا كانت الوحدات الروسية هناك قد تدهورت بدرجة كافية بسبب القتال في النقاط الساخنة، مثل باخموت وكريمينا وأفدييفكا وسفاتوف".
كييف تحافظ على سرية أوراقها
ونقلت "نيوزويك" عن محلل المخاطر المقيم في المملكة المتحدة والمتخصص في روسيا وأوكرانيا، أليكس كوكشاروف، قوله إن "الضربات العميقة ضد الشبكات اللوجستية الروسية ستكون مؤشراً على متى وأين قد يكون الهجوم المضاد"، موضحاً أن "هذا ما لاحظناه في أيلول من العام الماضي في هجوم خاركيف المضاد، ثم في تشرين الأول وتشرين الثاني في هجوم خيرسون جنوبي البلاد".
وأكد التقرير أن "الهجمات الناجحة من خيرسون أو زاباروجيا أو كليهما ستعرّض شبه جزيرة القرم للخطر، وتهدد الجسر البري من شبه الجزيرة التي تحتلها روسيا إلى الحدود الروسية الغربية عبر ماريوبول المحتلة والمدمرة، فيما ستكون ميليتوبول، التي تقع جنوب خط جبهة زاباروجيا، هدفا رئيسياً لأي هجوم أوكراني في المنطقة".
وأشار محلل المخاطر إلى أنه "لا توجد خيارات سهلة للأوكرانيين"، موضحاً أن الانطلاق من خيرسون عبر نهر دنيبر، أو الهجوم باتجاه إنيرهودار عبر خزان كاخوفكا، ستكون "عمليات شديدة الخطورة".
وشكك كوكشاروف من أن الأوكرانيين سيحاولون شن هجمات مضادة في مناطق حضرية كثيفة في دونيتسك أو هورليفكا أو باخموت، معتبراً أن ذلك سيكون "حرباً حضرية مكلفة للغاية".
وختمت "نيوزويك" تقريرها بالقول إن كييف "تحتفظ بأوراقها بالقرب من الصندوق، على الرغم من أنه يبدو أن القادة الأوكرانيين قرروا الانتظار لشن هجومهم المضاد حتى تصبح الأسلحة الغربية الجديدة والقوات المدربة من قبل حلف الناتو جاهزة للقتال".