ملخص
- أجلت فرق الدفاع المدني السوري 4 عائلات في منطقة دركوش غربي إدلب بسبب غزارة الأمطار وارتفاع منسوبها وتشكل السيول.
- الأحوال الجوية والفيضانات ألحقت أضرارًا في أكثر من 525 خيمة ضمن 43 مخيماً.
- أثرت على المرافق العامة ومرافق البنية التحتية ومنازل المدنيين والمخيمات والطرقات.
- الدفاع المدني يحذر من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه نتيجة لضعف شبكات الصرف الصحي ونقص الرعاية الصحية.
- النظام السوري وروسيا جعلا موسم الأمطار كابوساً للسكان المدنيين شمالي سوريا.
أجلت فرق الدفاع المدني السوري 4 عائلات في منطقة دركوش غربي إدلب، بعد أيام شهدت غزارة في الأمطار وارتفاع منسوبها وتشكل السيول، تزامناً مع فيضان نهر العاصي وتسرب مياهه إلى منازل المدنيين والمخيمات شمالي سوريا.
وأفادت منظمة "الخوذ البيضاء" بإجلاء 4 عائلات، بينهم 14 طفلاً و10 نساء، من بلدة الغزالة بمنطقة دركوش غربي إدلب، مساء أمس الأربعاء، إثر تعرض منازلهم للخطر نتيجة ارتفاع منسوب المياه في نهر العاصي ووصول مياه الفيضانات إلى داخل المنازل، ونقلتهم إلى منازل أكثر أمناً عند أقربائهم.
وتسببت الأحوال الجوية والفيضانات بأضرار في أكثر من 525 خيمةً ضمن 43 مخيماً للمهجرين والناجين من الزلزال، وفي مرافق عامة ومنازل للمدنيين، وطرقات حيوية، ومزارع وبساتين، من جراء منخفض جوي هو الثاني خلال أسبوع والثالث خلال فصل الشتاء، يؤثر على المنطقة بهطولات مطرية غزيرة، ويعمق فجوة الاحتياجات الإنسانية شمال غربي سوريا.
وتشهد مناطق شمال غربي سوريا منخفضاً بدأ تأثيره، يوم أول أمس الثلاثاء، بهطولات مطرية غزيرة تسببت بسيول جارفة وبفيضان روافد لنهر العاصي، الذي ارتفع منسوب المياه فيه، ما أدى لحدوث أضرارٍ كبيرة في المخيمات، وإغلاق بعض الطرقات، وغمر المياه للأراضي الزراعية وتسربها لمنازل المدنيين ولمرافق طبية وتعليمية.
تحت جنح الليل، خرجوا مع أطفالهم خشية إغراق السيول لمنازلهم، 4 عائلات آثرت الخروج من منازلها خوفاً من وصول السيول والفيضان إلى داخل المنازل في قرية الغزالة بريف دركوش غربي #إدلب.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/TWfISwmnE0
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 17, 2024
أضرار في منازل المدنيين والمخيمات في ريفي إدلب وحلب
وحتى الساعة 11.30 مساء أمس الأربعاء، استجابت فرق الدفاع المدني لنداءات الاستغاثة في 43 مخيماً في ريفي إدلب وحلب، تضرر فيها 157 خيمة بشكل كلي و369 خيمة بشكل جزئي، وتضررت طرقات هذه المخيمات بشكل كبير، وتسربت مياه الأمطار والسيول لمئات الخيام.
وتركزت أضرار العاصفة المطرية بشكل أكبر على مناطق ريف إدلب الغربي والمخيمات فيها، بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي من جراء الهطولات المطرية الغزيرة، وفتح عدة سدود على النهر، وفيضان عدة مجاري مياه رافدة للنهر في مناطق الزوف والحمبوشية وعين البيضا ودركوش وخربة الجوز في ريف إدلب الغربي، والتي تضررت عدة مخيمات فيها بسبب السيول، وتسربت المياه لعدة منازل للمدنيين في مدينة دركوش.
كما غمر فيضان روافد نهر العاصي أراضي زراعية في منطقتي بتيا والغزالة، ومنطقة تلول بالقرب من مدينة سلقين في الريف نفسه بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي، كما تسببت السيول بإغلاق عدة طرقات في مناطق حارم وكفرتخاريم وفرجين وبداما، وتجمعت مياه الأمطار والسيول في عدة منازل للمدنيين في مناطق حارم وبداما والحمبوشية وعين الحور.
سيول جرت فأغرقت خيامهم، نجوا من السيل لكنهم فقدوا ملاذهم.
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 17, 2024
جريان السيول في منطقة الزوف غربي #إدلب وجرفها لبعض الخيام القريبة من مجرى النهر.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/gWzrD1XWMT
أيضاً تسبب الفيضان بأضرار في الأراضي الزراعية لبلدة جارز بريف حلب الشمالي، بغمر في الأراضي الزراعية واقتراب المياه من أحد منازل المدنيين، وتشكلت سيول من جراء الهطولات المطرية الغزيرة خلفت أضراراً في المخيمات بغمر المياه للخيام وتشكل للوحل في طرقاتها في عدة مناطق في ريف حلب الشمالي والشرقي.
وأدت الهطولات المطرية الغزيرة لانهيار جدار في مسكن مؤقت في مخيمات أطمة شمالي إدلب، وانهيار جزئي لمنزل طيني في بلدة تقاد غربي حلب، وانهيار صخري على خيام لإيواء الناجين من الزلزال ضمن مخيم الشرفة بالقرب من عزمارين غربي إدلب دون وقوع إصابات، وتصدع جدار منزل في بلدة الفوعة، وجدار منزل آخر في بلدة أرمناز، وانهيارات صخرية على طرقات في منطقتي كفرتخاريم وبداما في ريف إدلب.
أمطار الشتاء وفيضان العاصي يعصفان بمخيمات المهجرين ويعمقان جراح السوريين.
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 17, 2024
أضرار في أكثر من 525 خيمةً ضمن 43 مخيماً للمهجرين والناجين من الزلزال، وفي مرافق عامة ومنازل للمدنيين، وطرقات حيوية، ومزارع وبساتين، يوم الأربعاء 17 كانون الثاني، جراء منخفض جوي ثانٍ خلال أسبوع والثالث… pic.twitter.com/j0ZI45qPOO
مخاوف من انتشار الأمراض المنقولة
وحذّر الدفاع المدني السوري من أن "تأثير فيضان نهر العاصي والسيول لا يقتصر على الأثر المباشر بتهديد سلامة السكان وزيادة معاناتهم، لكن الخطر الأكبر الذي يحمله يتجلى في انتشار الأمراض المنقولة بالمياه نتيجة ضعف أو غياب شبكات الصرف الصحي، واستنفاد نظام الرعاية الصحية نتيجة ظروف الحرب المستمرة".
وأشار إلى أن "تردي الأوضاع الاقتصادية وفقدان القدرة على شراء المحروقات اضطرت السكان للاعتماد على مواد تدفئة خطرة (بلاستيك، نايلون، ألبسة مستعملة، فيول) تسبب الحرائق أو لها آثار طويلة الأمد على صحتهم وعلى نظام الرعاية الصحية، نتيجة الضغط الذي يشكله انتشار الأمراض التنفسية وازدياد الحاجة للعلاج وخاصة الأطفال وكبار السن".
وتأتي هذه العاصفة المطرية بعد أيام من منخفض جوي تعرضت له مناطق شمال غربي سوريا تسبب بأضرار كبيرة في 48 مخيماً في مناطق إدلب وحلب، بفعل السيول والأمطار، تاركاً أضراراً كليةً في 75 خيمة ومسكناً مؤقتاً، وأضراراً جزئيةً في 1043 خيمة ومسكنا مؤقتا، كما استجابت الفرق لـ 10 منازل متضررة للمدنيين.
النظام السوري وروسيا جعلا موسم الأمطار كابوساً
وقال بيان للدفاع المدني السوري إن "الأضرار الكبيرة التي سببتها الأمطار الغزيرة لم تكن لتحدث لو كان السكان يعيشون في ظروف طبيعية"، مضيفاً أن "تداعيات حرب النظام السوري وروسيا جعلت من موسم الأمطار الذي ينتظره السكان كابوساً يزيد معاناتهم، في ظل وجود نحو مليوني مهجر يعيشون في المخيمات التي تفتقد لمقومات الحياة والبنية التحتية".
وأكد أن "المأساة التي يعيشها المهجّرون لا يمكن حلها عبر تقديم الخدمات للمخيمات، رغم أهميتها وضرورتها، ولا بناء مخيمات إسمنتية، فمعاناتهم أعمق من مجرد السكن، وإنما الحل الجذري والوحيد يكون في توفير الأمان للمدنيين للعودة إلى مساكنهم، وعندها تتضاءل الحاجة للدعم الإنساني والإغاثي، وإلى حين هذا الحل يجب أن تتحقق لهم ظروف عيش تحفظ كرامتهم البشرية".
في #مخيمات_الطين، لا أحد باستطاعته الخروج، فالسماء ماطرة والأرض موحلة، والبرد يفتك بأجساد الأطفال والمسنين.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/y84qPA7yzN
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 17, 2024
وأشارت "الخوذ البيضاء" إلى أن "ما يعيشه السوريون من كارثة إنسانية بعد 13 عاماً من الحرب هو نتاج لغياب الحل السياسي واستخدام نظام الأسد التهجير القسري وتدمير البنية التحتية كأدوات للحرب على السكان تفرز تداعيات طويلة الأمد"، مشددة على أن "حل هذه المأساة والكارثة يبدأ بالحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254، وعودة المهجرين قسراً لمنازلهم ومدنهم وبلداتهم بعد محاسبة من هجرهم وقتلهم، عندها فقط تعود بهجة هذا الأمطار، وتلتئم الجراح".